السبت، 22 أكتوبر 2011

الربيع العربي خطوة للأمام؟! أم خطوات للخلف؟!


                بسم الله الرحمن الرحيم
  الربيع العربي خطوة للأمام؟! أم خطوات للخلف؟!

مقدمة:
في البداية وقبل الخوض في ذلك الموضوع أود أن ألفت النظر إلى أن الصراع الذي يسود أركان العالم اليوم وأمس وغداً صراع ديني عقائدي: سواء كان هذا الصراع يأخذ طابع الحروب وأصوات البارود، أو يأخذ طابع الدبلوماسية والإعلام، فالحروب الصليبية لم تنتهي بعد، وإنما أخذت طابع جديد وشكل جديد عن الماضي.
ولن نذكر كثيراً من أقوال زعماء أوربا في العصر الحديث حول هذا الأمر، ونكتفي بتلك الكلمات، والتي تخص لويس التاسع ملك فرنسا صاحب الحملة الشهيرة على مصر، والذي أُسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، فلقد كتب ذلك الرجل كلمات مازالت محفوظة حتى اليوم في دار الوثائق القومية في باريس جاء فيها: إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة بإتباع ما يلي:
·  إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليُعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين.
·      عدم تمكين البلاد العربية والإسلامية أن يقوم فيها حكم صالح.
·  إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
·  الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه ويضحي في سبيل مبادئه.
·      العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
·  العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب.
هذا ما أوصى به لويس التاسع ملك فرنسا بعد حملته الفاشلة على مصر، أوصى به ملوك أوربا، فكلهم ضد الإسلام سواء، و إذا ما عمقنا النظر، وأمعنا التفكير في تلك الكلمات لوجدناها تصرخ بالصدق في ما وصل إليه حالنا العربي والإسلامي.
ولا ننسى ما قام به كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907 حيث قام بتشكيل لجنة من علماء التاريخ ورجال القانون و السياسة ليس من بريطانيا وحدها وإنما من عدة دول أوربية، ووجه بنرمان خطابا لهذه اللجنة محدداً لها مهمتها وأهدافها
جاء فيه:
( إن الإمبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى، ثم تستقر إلى حد ما، ثم تنحلَّ رويداً رويداً، وتزول، والتاريخ ملئ بتلك الأمثلة، وهي لا تتغير بالنسبة لأي إمبراطورية أو أمة، فهناك إمبراطوريات: روما وأثيبتا والهند والصين، وقبلها بابل وأشور والفراعنة وغيرها، فهل يمكن الحصول على أسباب أو وسائل تحول دون سقوط الاستعمار الأوربي وانهياره، أو تؤخر مصيره المظلم بعد أن بلغ الذروة الآن، وبعد أن أصبحت أوربا قارة قديمة استنفذت كل مواردها، وشاخت معالمها، بينما العالم الآخر لا يزال في شبابه يتطلع إلى مزيد من العلم والتنظيم والرفاهية؟.)
هذا ولقد ظل هؤلاء العلماء يبحثون ويتدارسون طيلة سبعة أشهر، ثم قدموا نتيجة أبحاثهم في هيئة تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية ومن أبرز ما جاء في هذا التقرير:
إن الخطر ضد الاستعمار الأوربي في آسيا وفي أفريقية ضئيل، ولكن الخطر الضخم يكمن في البحر المتوسط، وهذا البحر همزة الوصل بين الغرب والشرق، وحوضه مهد الأديان والحضارة، ويعيش في شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللسان، وكل مقومات التجمع والترابط، هذا فضلا عن نزعاته الثورية، وثرواته الطبيعية.
فماذا تكون النتيجة لو نقلتْ هذه المنطقة الوسائل الحديثة، وإمكانيات الثروة الصناعية الأوربية، وانتشر التعليم بها، وارتفعت الثقافة؟!
إذا حدث ما سلف فستحل الضربة القاضية حتما بالاستعمار الغربي، وبناءاً عليه، فإنه يمكن معالجة الموقف على النحو التالي:
§  على الدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على استمرار تجزؤ هذه المنطقة... وتأخرها، وإبقاء شعوبها على ما هي عليه من تفكك وتأخر وجهل.
§  ضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الآسيوي، وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي، وغريب، يحتل الجسر البري الذي يربط آسيا بأفريقيا، بحيث يٌشكل في هذه المنطقة... وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار الأوربي... وعدوة لسكان المنطقة.
أريتم كيف يخططون لنا؟! وكيف قامت دولة إسرائيل؟! وأين قامت ؟!!
كما ينبغي علينا ألا ننسى ما ذكره راعي البقر السابق جورج دبليو بوش، وهو يخطب في جنوده المتوجهين إلى العراق فيما عُرف إعلامياً بالحرب على الإرهاب واصفاً الحرب على العراق المسلم لإسقاط صدام بأنها – حرب صليبية – ثم بعد ذلك ليقول عن تلك الجملة إنها زلة لسان، ونسى الأخ بوش أن زلات اللسان تُعبر عن ما هو مستقر في مكنون النفس، ويتصرف صاحبه على أساسه، ويُخفيه عن الناس.
وأكبر دليل على صدق ما جاء على لسان راعي البقر وحكومته ومنْ جاء بعده، أنهم يدسون صليباً في رمال شاطئ ميامي بأمريكا لكل جندي يُقتل في الحرب في العراق أو أفغانستان. و بخلاف حديث راعي البقر يمكن لمنْ يرغب في المزيد عن الكيد الأوربي الأمريكي للعرب والإسلام يجده على مدوناتي:
Alfahd99999.bolgspot.com     بعنوان: تخاريف سياسية.
Mrx777.blogspot.com            بعنوان: حقيقة اليهود.
Mrx540.blogspot.com      بعنوان: همس الجواري.
Alfahd99999.maktoobblog.com   بعنوان: تخاريف المخرفاتي
ملاحظات بدول الربيع العربي:
ومن ثمة فلا يمكن لأي ذي لُب أن يعتقد ولو لثانية واحدة أن هؤلاء القوم يريدون الخير للعرب أو للمسلمين، ولا يظن أحد أني أدافع عن أي نظام من الأنظمة العربية التي سقطت، أو التي في طريقها للسقوط فكلها أنظمة قد نخر السوس عظامها، وعف عليها الزمان، ولكن ما أردتُ شد الانتباه إليه هو تلك التصريحات التي خرجت على ألسنة زعماء الغرب الأوربي الأمريكي بتأييدهم للثورات العربية فيما أسموه بالربيع العربي، وكأنهم لا يعلمون عن الأمر شئ، أو أنهم قد تفاجأوا به وقت حدوثه، ظناً منهم أن العقلية العربية ما زالت كما هي تنظر إلى الأمر حال حدوثه ولا تربطه بما مضى.
ولكننا إذا ما عمقنا النظر، وتخلى كل منا عن حالة الانتشاء الذي أصابته بعد انتفاضة التحرير, وسقوط النظام الحاكم، هذا فضلا عن تجردنا من عواطفنا وذاتيتنا ، وتخلينا عن تخويننا لبعضنا البعض،ونظرنا إلى الأمر بعين مجردة للاحظنا ما يلي:
الملاحظة الأولى:
فأول ملاحظة نلاحظها في بلاد الربيع العربي أن هذه الثورات قد وقعت في الدول التي كانت تتهيأ للتوريث بعلم أوربا وأمريكا، وبمباركة منها في العلن أحياناً، وفي الخفاء أحياناً أخرى مثلما حدث في سوريا: فتونس وليبيا ومصر واليمن جميعها كان بها مشاريع توريث.
الملاحظة الثانية:
أن هذه الثورات قد وقعت في الدول التي تمثل العمق الإستراتيجي للمملكة العربية السعودية، فتونس ومصر وليبيا واليمن ترتبط بعلاقات متميزة مع المملكة العربية السعودية، ومن الممكن أن تقف بجوار السعودية حال تعرضها لأي عدوان، لاحظ ما تقوم به السعودية في تونس ومصر واليمن.
الملاحظة الثالثة:
الأزمة المالية الطاحنة التي تجتاح بلاد أوربا وأمريكا، والتي وصلت إلى حال يُنذر بسقوط بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
الملاحظة الرابعة:
أن هذه الدول التي وقعت بها الثورات: هي ذات الدول التي شهدت أكبر اضطهاد للحركات الإسلامية على اختلاف مسمياتها، ولقد زادت حدة هذا الاضطهاد وبتعليمات من أوربا وأمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتبمر.
الملاحظة الخامسة:
أن هذه الدول قد شهدت نوع من احتكار السلطة في يد مجموعة عملت على تحقيق مصالحها الخاصة ضاربة عرض الحائط بمصالح شعوبها، كما شهدت نوع من تحكم الحزب الحاكم (على اختلاف أسمائها) فيها على مقاليد الأمور، وإضعاف المعارضة حتى تحولت إلى معارضة صورية، الأمر الذي أدى في النهاية إلى حدوث نوع من الغليان في الشارع بصفة عامة، و لدى القوى السياسية بصفة خاصة، ضد الحكومة والنظام.
تساؤل لابد منه:
وهنا وجب علينا أن نتساءل لماذا باركت أوربا وأمريكا مشاريع التوريث مع أصحابها في دول: تونس ومصر وليبيا واليمن؟! ومن خلفها عمدت إلى إسقاطها؟! والتخلص منها؟! بل والقضاء عليها؟! وتأليب الشعب ضدها حتى بعد سقوطها ؟!
أرق قلب كل من أمريكا وتابعتها أوربا لحال الشعوب العربية بتلك الدول؟! أم أنها بكت وسهرة الليالي لتُفكر في كيفية تخليص الشعوب المغلوبة على أمرها في تلك الدول من حكامها الفاسدين الظالمين؟!
لا أيها السادة إن أمريكا التي تشكل شعبها من صناديد الإجرام اللذين عجزت السجون البريطانية عن تحملهم، هؤلاء المجرمون اللذين أقاموا دولتهم على عظام وجماجم السكان الأصليين من الهنود الحُمر، لم يؤرقهم الفساد الذي انتشر في البلاد العربية، كما لم يؤرقهم حقوق الإنسان التي ضاعت في تلك البلاد، كما لم يبكوا على الظلم الذي تلاقيه شعوب العرب على يد حكامها، فأمريكا كما هي لا تعنيها سوى مصلحتها وبقاءها واستمرار قبضتها على العالم.
الشرق الأوسط الجديد:
وحتى نستوعب الدرس أكثر لابد أن ندرك أن منْ يُسيطر على مقاليد الحكم في أمريكا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى الآن، هم ما يمكن تسميتهم بجماعة الصهيو مسيحية أو اليمين المتطرف أو المحافظين الجدد أو البروتستانت المتًدين، فهؤلاء الأفراد اللذين يسيطرون على الكونجرس الأمريكي وعلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويسيطرون على أروقة صُنع، واتخاذ القرار الأمريكي، ومن ثمة القرار العالمي يؤمنون بعقيدة راسخة:
 ألا وهي أن الديانة المسيحية لا تعدو عن كونها شكلا من أشكال الديانة اليهودية أو على الأقل تُمثل انحرافا عنها، كما يؤمنوا بعودة السيد/ المسيح – عليه السلام – إلى الأرض من جديد ليضمهم ويحتضنهم و يُريق دماء أعداءهم، ولكي يعود المسيح – عليه السلام – لابد من إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، ولكي يتحقق ذلك لابد من الحفاظ على أمن إسرائيل، وهذا ما يُفسر لنا انحياز أمريكا التام لها.
ومادامت أمريكا تعتقد وتؤمن بذلك لا تملك كل منْ فرنسا وانجلترا سوى الدوران في فلكها، أما مجلس الأمن والأمم المتحدة، فما هما سوى دُميتين في يد هؤلاء الثلاثة يُحركوا قراراتها وفق المصلحة، ويمكن لأي ذي لُب أن يحصُر القرارات الخاصة بالسيد/ مجلس الأمن أو بالسيدة/ الأمم المتحدة ضد إسرائيل منذ نشأتها ؟! وما الذي دخل منها حيز التنفيذ؟! فسيجد أن محصلة التنفيذ صفراً؟!  
ولكي تتحقق كل هذه الأهداف وهي:
·      أمن إسرائيل.
·      إنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي يعيش مرحلة الاحتضار.
·      الحفاظ على بقاء مصادر الطاقة ( البترول ) في أيدي أمينة.
كان لابد من إيجاد ما عُرف بالشرق الأوسط الجديد، الذي بشرت به السمراء كونداليزا رايس، ولعل هذه الثورات العربية: هي الصورة الناعمة للسيناريو الخشن الذي كانت قد طرحته إدارة بوش الابن تحت مشروع الشرق الأوسط الجديد، وملحقه فيما سُمي بالفوضى الخلاقة.
 ومن الأقوال المأثورة للسيدة كوندا ليزا رايس التي ينبغي لنا إمعان التفكير فيها قبل تركها لحقيبة الخارجية: "عملنا على مدى نصف قرن على كسب عمالة الحكام، واليوم يجب العمل على كسب عمالة الشعوب.
فأمريكا اليوم لا تريد حاكم عميل لها، وإنما تريد شعب عميل لها.
الغباء السياسي لحكام دول الربيع العربي:
ولكي نستوعب الدرس أكثر تعالوا بنا نعود إلى الوراء بعض الشئ و لنبدأ بأحداث 11 سبتمبر التي يمكن وصفها بالزلزال السياسي، الذي أحدث نقلة نوعية في مدخلات ومخرجات السياسة الأمريكية، والسياسة الدولية من منطلق أن السياسة الأمريكية تُعد المحدد الرئيسي في السياسة الكونية، وعليه يجب أن نرصد ما تم من تغيير في أهداف وآليات السياسة الأمريكية، ومن أهمها التراجع الأمريكي عن دعم عمليات الإصلاح في الدول الصديقة للولايات المتحدة.
 وهو ما أحدث فجوة بين الشعوب العربية والولايات المتحدة الأمريكية حيث بدت الإدارة الأمريكية منحازة للأنظمة ولا تنحاز للشعوب، وهذا يعود إلى أجندة الأهداف الأمريكية في تلك المرحلة وهى محاربة الإرهاب، ومحاربة الدول الراعية للإرهاب.
 وبدت السياسة الأمريكية تنطلق من قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا، وتم تقسيم العالم إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب، والدول المارقة، أو الراعية للإرهاب، هذا بخلاف ما طال المنظمات الإسلامية المختلفة من وصف بالإرهاب، ومصادرة لأموالها، وتقليم لأظافرها.
وكانت معظم الدول التي وقعت بها الثورات من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما خلق حالة عدائية غير مسبوقة ضد السياسة الأمريكية في الشارع وباتت الشعوب تصنف الأنظمة التي تدعم السياسات الأمريكية بالعميلة، ومنذ أحداث سبتمبر قامت الولايات المتحدة باحتلال دولا عربية وإسلامية وهى أفغانستان والعراق، وطبقت سياسات تمييز عنصري ضد الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة، وفى كل أوربا مما أثار غضب وسخط الشعوب الإسلامية حيث تحولت السياسة الأمريكية إلى سياسة ضد الإسلام، وضد الشعائر الإسلامية السنية على وجه الخصوص، وجرت مضايقات للمحجبات في أوربا وأمريكا، وتم فرض مراقبة صارمة على المساجد، ووصل الأمر إلى حرق المصحف الشريف، والإساءة المتعمدة لرسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – في بعض وسائل الإعلام الأوربية.
كل هذا العداء الذي برز ضد الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان مقصوداً من قبل الأمريكان، لإحداث نوع من الغليان في الشارعين العربي والإسلامي ضد الولايات المتحدة بصفة عامة، والغرب كله بصفة خاصة على أن هذا الغليان ينصب في النهاية على الحكام العرب بصفة خاصة بل و الأنظمة العربية بصفة عامة، وذلك لضعف ردود أفعالها على ما يجري ويدور للإسلام والمسلمين على يد أوربا وأمريكا من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن هذه الأنظمة تُصر على استمرار تحالفها مع الولايات المتحدة الأمر يكية بل والخضوع التام لسياساتها.
إن الحكام العرب وبخاصة في دول الربيع العربي قد اتصفوا بالغباء السياسي التام في قراءة الأحداث، والتعامل معها، فقد تناسوا تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية القائم على القول المأثور لهنري كسنجر وزير خارجيتها الأسبق حيث قال: لا يوجد أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون، ولكن توجد مصالح مشتركة، فأينما كانت المصلحة حلت الصداقة، ومتى ذهبت المصلحة حلت العداوة.
لقد تناسوا تاريخهم مع شاه إيران، وصدام العراق، وطالبان أفغانستان، فهم كانوا أصدقاء، ما دامت مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك، فلما ذهبت المصلحة حلت العداوة، فتم الانقلاب على الشاة بمنعه من استخدام القوة ضد الثائرين على حكمه، وانقلبوا على صدام وعلقوه على المشانق بعد أن أدى دوره، وطردوا طالبان بعد أن دحروا
السوفيت فالمصلحة هي الأساس.
وبدلا من أن يتصرف هؤلاء الحكام على تلك القاعدة فيحتموا بشعوبهم، ويحققوا لهم مطالبهم في الإصلاح، داروا في فلك الولايات المتحدة الأمريكية، فضيقوا الحريات ونكلوا بالإسلاميين، وأرهقوا شعوبهم باللهث خلف لقمة العيش...الخ ظناً منهم أنهم يُرضون شيطان العالم الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، التي فرحت بما فعلوه وشجعتهم عليه، بل وطمأنتهم على التوريث، لأنهم بسلوكهم يرفعون درجة الغليان داخل شعوبهم، وهذا ما تُريده أمريكا في الوقت الحاضر، فقد حانت لحظة الخلاص من هؤلاء الحكام، فقد أدوا ما عليهم من أدوار، وحان وقت خروجهم من ساحة اللعب، فقد أضمرت أمريكا شئ آخر، فقد لاح لها في الأفق تحالف جديد تمضي إليه سراً يُحقق مصالحها في الوقت الحاضر، وهو التحالف مع إيران، وليس هذا التحالف السري مستمراً مادامت الحياة، ولكنه سيتمر حتى مادام يحقق مصالح أمريكا، فإذا ما تحققت بحثت عن تحالف جديد يُحقق لها مصالحها.
بينما كان حُكامنا منشغلين بقضية التوريث، وسن القوانين لتحقيق ذلك، فلم تغب صورة الرئيس صدام حسين عن مخيلة حكامنا، وهو معلق على المشانق بفعل الشيعة، وبتسهيل من أصدقاء الأمس من الأمريكان، اللذين قدموه كأضحية في يوم النحر إرضاءاً للتحالف الجديد القديم مع الشيعة، اللذين حاربهم بالأمس إرضاءاً لأمريكا، واليوم هي ترد له الجميل فتقدمه لهم ضحية في عيد النحر في مسلسل لن ينتهي في لعبة المصالح الأمريكية.
وللأسف الشديد بدلاً من أن يستوعب حكامنا الدرس بشكل إيجابي، ويهرولوا بعيداَ عن
الأمريكان، ويحتموا بشعوبهم ،استوعبوا الدرس بشكل سلبي، فهرولوا إلى أحضان الأمريكان، الذين كمموا منهم العيون والآذان حتى لا يبصروا ولا يسمعوا ما يدور حولهم، كان كل منهم يتحسس عنقه، وهو يتخيل نفسه في ذات مصير صدام، ونسوا أن مشانق التاريخ أشد وأنكى من مشانق السجون.
لقد اتخذ الأمريكان من بوش حتى أوباما من أحداث 11 سبتمبر الذريعة التي رتبتها الولايات المتحدة لتشن حربا على الدول العربية والإسلامية، وتفتح أبواب التدخل على مصراعيها في شئون العالم كله. فقد نصبت "الإرهاب الإسلامي السني!!" ـ عدوا بديلا عن الإتحاد السوفيتي ليكون ذريعة لإرهاب شعوب العالم، ولنهب ثرواتها، والتدخل في تفاصيل شئونها السياسية والثقافي بل والعقائدية.
التحاف مع إيران إلى أين؟!:
قبل الخوض في غمار الارتباط الإيراني الشيعي مع الأمريكي الصهيو مسيحي، والذي تشكل منه تحالف تحكمه مصلحة كلا الطرفين في لعبة التوازونات وتبادل المصالح، التي برزت جلية في سياسة العالم منذ بروز فجر الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم، ثم انفرادها بالساحة الدولية تقرر فيها ما تشاء ،علينا أن نسأل أولا هل هذا التحالف قديم ؟! أم أنه تحالف جديد فرضته مصلحة البلدين أو الفكرين: الفكر الشيعي الصفوي والفكر الصهيوني المسيحي البروتستانتي؟! وما هو هدف ذلك التحالف؟! وكيف يكون هناك تحالف والميكنة الإعلامية في البلدين لا تكف عن انتقاد الطرف الآخر؟!
والحقيقة التي قد تجعل ما نقول ضرباً من الخيال أو الجنون، أن هذا التحالف قديم ،وليس وليد اليوم ،أو الأمس القريب، فالجميع يعلم مدى الارتباط الذي جمع شاه إيران بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حينما اخذ نجم الشاه في الأفول، مدت أمريكا كعادتها يدها إلى خصومه، بل وسعادت هؤلاء الخصوم كي يطيحوا بعرش الشاة، فأمريكا لا يعنيها غير مصلحتها، ولكن إذا كان التحالف الأمريكي الإيراني قد أخذ طابع العلنية في عهد الشاة، فهو في عهد الثورة الإسلامية قد أخذ طابع السرية.
إن تبادل الشتائم وألفاظ الكراهية بين حكام إيران وأمريكا، لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، ففي السياسة ليس من الضروري أن تتطابق الأقوال مع الأفعال، والمفروض لمعرفة اتجاهات السياسة، هو مراقبة التطبيق على الأرض والواقع، ومعرفة لمصلحة منْ تصب نتائج الأفعال.
وحتى نستوعب الصورة أكثر تعالوا بنا نعود إلى الوراء قليلا إلى عام 1979 ففي هذا العام كان لدينا ثلاثة أحداث جسام هي:
·  خلق ورعاية تطرف إسلامي في أفغانستان قائم على فكرة الجهاد.
·  تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي والمذهب الوهابي المتشدد.
·  مجيء الخميني وحكومة إسلامية ذات فكر شيعي متطرف إلى إيران.
وإذا كان الحدثان الأوليان قد جاءا برعاية ومباركة أمريكية، فهل تم الحدث الثالث أيضاً برعاية ومباركة أمريكية و حتى نستوعب سوياً الدرس تعالوا نناقش كل حدث من تلك الأحداث على حده.
-    1 – خلق ورعاية التطرف الإسلامي في أفغانستان.
حسب الرواية الرسمية الأمريكية إن دعم السي آي أية للمجاهدين الأفغان قد بدأ في 1980 أي بعد غزو السوفيت لأفغانستان في 24 كانون الأول 1979 ، ولكن الحقيقة و الواقع الذي ظل سرا حتى يوم قريب مختلف تماما: لقد بدأ الدعم للمجاهدين الأفغان في 3 تموز 1979 حين وقع الرئيس الأمريكي كارتر أول أمر للدعم السري للمعارضة ضد النظام الموالي للسوفيت في كابل، وكان ذلك قبل غزو السوفيت لأفغانستان بستة أشهر.
فهذا ما اعترف به زبجنيو بيرجنسكي مستشار الأمن القومي في حكومة جيمي كارتر الأمريكية مؤخرا في حديثه الذي أدلى به مؤخرا (2005) لصحيفة Le Nouvel Observateur الفرنسية والذي تفاخر فيه: بأن خلق المجاهدين في أفغانستان كان مقصودا تماما، و كان الهدف منه توليد صراع على الحدود السوفيتية، وفيما يلي مقاطع من هذا الحوار مع زبجنيو بيرجنسكي:
المحرر: – يقول روبرت غيتس مدير السي آي أية السابق في مذكراته: بدأت أجهزة المخابرات الأمريكية قبل ستة اشهر من الغزو السوفيتي في دعم المجاهدين، في ذلك الوقت كنتَ المستشار القومي للرئيس كارتر، وهكذا أنتَ لعبت دورا في هذا الشأن،هل تؤكد هذه المقولة؟
 زبجنيو بيرجنسكي: نعم حسب الرواية الرسمية أن دعم السي آي أية للمجاهدين بدأ في 1980 أي بعد غزو السوفيت لأفغانستان في 24 كانون الأول 1979 ولكن الواقع الذي ظل سرا حتى اليوم مختلف تماما: لقد بدأ الدعم في 3 تموز 1979 حين وقع الرئيس كارتر أول أمر للدعم السري للمعارضة ضد النظام الموالي للسوفيت في كابل، وفي نفس اليوم كتبت مذكرة للرئيس أوضحت فيها أن هذا الدعم في نظري سيؤدي إلى تدخل عسكري سوفيتي.
 المحرر: ولكن ألا تشعر بالندم لأنك ساعدت في إعداد (إرهابي المستقبل) بالسلاح
والنصيحة؟
زبجنيو بيرجنسكي: ما هو أهم لتاريخ العالم؟ طالبان أم انهيار الإمبراطورية السوفيتية؟ هل الأهم هو بعض الرؤوس الحارة الإسلامية، أو تحرير أوربا الوسطي، ونهاية الحرب الباردة؟
المحرر:
"بعض الرؤوس الحارة"؟ ولكن يُقال الآن مرارا وتكرارا أن الأصولية الإسلامية تمثل تهديدا لكل العالم؟!
زبجنيو بيرجنسكي: هراء!
بما ذا نخرج من ذلك الحوار من نتائج:
- احتلال السوفييت لأفغانستان بعد نجاح الأمريكان في خلق حركة متطرفة إسلامية على حدودهم فقد خشوا أن تمتد إلى جمهورياتهم الإسلامية المحاددة.
- أن الولايات المتحدة الأمريكية قد عملت على إنشاء وتقوية حركة طالبان الأفغانية ذات الفكر الوهابي المتشدد لتكون بديلا للنظام الأفغاني الموالي للسوفيت.
- أن هذه الحركة ستعمل من خلال فرضية الجهاد على إشعال الصراع داخل الدول الإسلامية الخاضعة للإتحاد السوفيتي، مما يساعد في انهياره.
- جر العرب والمسلمين في مختلف بقاع الأرض إلى ذلك الصراع، ومن ثمة اتخاذ الإتحاد السوفيتي خصماً وعدواً، وهذا ما برز في جماعة الأفغان العرب والجهاد الإسلامي، وكلها تتبع الفكر الوهابي المتشدد.
- العمل على انهيار الإمبراطورية السوفيتية، وتحرير دول أوربا الوسطي من سيطرة السوفيت عليها، علاوة على وضع حد للحرب الباردة بين السوفيت والأمريكان.
- العمل على قلقلة دول آسيا الكبيرة: روسيا والصين والهند، وهي القوى الكبرى المتنافسة مع الهيمنة الأمريكية. وهذه السياسة ناجحة لأن كل هذه البلدان لديها سكان مسلمون في داخلها وعلى حدودها من الجانبين.
- إن (الإرهاب الإسلامي) ليس نتيجة جانبية للسياسة الخارجية الأمريكية، وإنما هي هدفها الرئيسي.
- نمو الاقتصاد الأمريكي من خلال عمليات تصدير السلاح للمجاهدين الأفغان، ليتمكنوا من الوقوف في وجه آلة الحرب الروسية.
- تسليح المملكة العربية السعودية، والذي جاء كنتيجة حتمية لتمويلها لعمليات الجهاد في أفغانستان.
- تحقق الانتقام الأمريكي من السوفيت بسبب موقفهم من احتلال أمريكا لفيتنام وكوبا.
- لا يمثل الإرهاب الإسلامي المتمثل في طالبان، و جماعات الجهاد ذات الفكر الوهابي المتشدد أي مصدر قلق لدى الأمريكان بدليل رد زبجنيو بيرجنسكي على ذلك بكلمة:هراء!
هذا ما يخص الحدث الأول الهام الذي شهده عام 1979 أما عن الحدث الثاني والذي جاء كنتيجة حتمية للحدث الأول وهو: تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي المتشدد، فتعالوا بنا نستعرض ذلك الحدث.
- 2 - تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي والمذهب الوهابي المتشدد:
في هذه الأثناء بدأ كارتر وبرجنسكي في بناء القدرة العسكرية السعودية، والتي تابعها ريغان أيضا حتى أصبحت السعودية اكبر مستفيد من مبيعات السلاح الأمريكي في كل العالم، وقبل سنوات من بدء حرب الخليج في 1991 كانت السعودية قد بنت قواعد ببلايين الدولارات على المواصفات الأمريكية من اجل أن يملأها في يوم قادم الجنود الأمريكان، و السعودية كما هو معروف تتبع حكما إسلاميا متشددا ، فلماذا تريد الولايات المتحدة تسليحها حتى أسنانها بترسانة رهيبة من العتاد؟! وقد بدأ هذا التسليح في الأيام الأخيرة لحكم شاه إيران وقبل قدوم الخميني فلماذا؟!
قلنا إن تسليح السعودية بترسانة ضخمة من الأسلحة جاء كنتيجة حتمية لوجود حركة طالبان، وجماعات الجهاد الإسلامي ضد الغزو السوفيتي عام 1979 و مما يؤكد ذلك:
·  في عام 1980 استغلت الحكومة السعودية الأوضاع العالمية المتوترة في الحروب
بين السوفييت و الأفغان من جهة، و بين العراق و إيران من جهة أخرى، و انشغال آل CIA بعمليات التجسس على تلك البلدان بتوقيع صفقة تسلح مع الحكومة الصينية (الند التقليدي للولايات المتحدة) في صفقة قُدرتْ قيمتها بين 2 إلى 3.5 مليارات دولار لتزويد السعودية بصواريخ CSS-2 و إنشاء قاعدة لذلك الغرض و تواجد 1000 مهندس و مدرب صيني لتدريب ضباط سعوديين على إدارة و قيادة تلك الأسلحة.
·  عقدت السعودية صفقة عسكرية كبيرة مع فرنسا، تبلغ حوالي (7,85مليار دولار
أمريكي) طال الحديث عنها منذ عام تقريباً، تتضمن شراء أسلحة متطورة منها 48 طائرة مقاتلة مع خيار شراء 48 طائرة أخرى، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والخدمة والاستشارة.
·  وفي نفس اليوم، أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية، الكونغرس الأمريكي، حول
أمكانية بيع السعودية أسلحة تصل قيمتها إلى 6 مليار دولار، بعد أن حصلت على الموافقة من قبل البيت الأبيض عليها.
·  وبعد ذلك عقدت السعودية صفقة دفاعية ضخمة مع بريطانيا، سميت بصفقة
العصر، تصل قيمتها في بعض التقارير إلى 70 مليار دولار.
·  كما عقدت السعودية وبريطانيا عام 1985 صفقة عسكرية، تلك الصفقة
الشهيرة التي سميت بـ (صفقة اليمامة) اعتبرت أكبر صفقة في القرن العشرين تنقسم إلي قسمين: الأول عام 1985 والثاني عام 1988 وزادت قيمتها عن 30 مليار دولار
·  وفي نوفمبر من عام 1999قام البروفسور الباكستاني الشهير عبد القدير خان
(أبو القنبلة النووية الإسلامية الأولى) بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ومنذ مدة، تبحث الحكومة السعودية عن صواريخ أكثر حداثة و تطوراً من تلك التي اشترتها من الصين، و قد عرضت الحكومة الصينية على السعودية شراء صواريخ CSS-5 وصواريخ CSS-6 كبديل إلا أن الحكومة السعودية تتطلع إلى باكستان كي تكون الممول القادم للأسلحة الاستراتيجية السعودية.
·      القدرات العسكرية السعودية حتى العام 2000 كانت كالتالي:
70  آلف في الجيش
 57 آلف في الحرس الوطني
 22 آلف في سلاح الجو
13 آلف في البحرية
2 آلف في الحرس الملكي
 المجموع الكلي 164 آلف ( في إحصائية أخرى 171,500 فرد).
يُضاف إلى ذلك 75 آلف في الاحتياط، و10 آلاف في وزارة الداخلية، وما يقارب عشرون آلف
في جهاز المخابرات، وكذلك 15 آلف حرس حدود، يضاف إليهم 30 آلف من رجال البادية، أما سلاح الجو فكان حتى العام 2000 يتكون من 340 طائرة مقاتلة، العاملة منها 256 طائرة. طائرات النقل 51 طائرة، العاملة منها 38 طائرة، وطائرات الهليكوبتر 228 طائرة، أما المدفعية 780 مدفع، والعاملة 410.
·  وبالمقارنة مع دول أخرى في الشرق الأوسط، كإيران مثلاً، التي تنفق على التسليح
أقل من السعودية رغم امتلاكها لمفاعلات نووية، فإيران أنفقت (6,080مليار) عام 2003.
·  وفي 22 مارس 2002 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية صوراً التقطها
قمر ايكونوس الإسرائيلي لقاعدة السليل السعودية العملاقة التي تقع على بعد حوالي 500كم جنوب الرياض. و تقول الصحيفة إن تلك القاعدة التي بنتها الحكومة الصينية تحتوي على عدد ما بين 30 إلى 60 صاروخ باليستي من طراز (CSS-2 DF-3A East Wind)  ووجود قاعدة للقوات الملكية الجوية السعودية من المحتمل وجود 25 طائرة من طراز تورنيدو بها لحماية تلك القاعدة حيث يكون هناك 8 طائرات تورنيدو في الجو دائما.
·  في يناير 2003 تحدثت صحيفة (ميدل ايست نيوزلاين) من واشنطن أن
السعودية ستحصل على أجهزة تلوروميتر لقذائف باتريوت المضادة للطائرات.
وأن الولايات المتحدة الأمريكية صادقت على خطة لتزويد بطاريات باتريوت الموجودة بالمملكة بالمزيد من الأجهزة والمركبات. وتضمن الخطة أجهزة باتريوت التي تنوي المملكة شرائها حتى عام 2007، مقابل 34.4 مليون دولار لشراء 204 جهاز تلوروميتر أحادي وثنائي التردد لقذائف باتريوت للقوات العسكرية الأمريكية والحكومات الموالية لها، ويبلغ حصة السعودية حوالي 29% من الاتفاقية، وذكر بيان صادر عن البنتاغون أن إنتاج تلك الأجهزة سيتم في ولاية فلوريدا وستنتهي في نوفمبر 2007
·  وكانت بريطانيا أبرمت صفقة كبيرة مع السعودية لتزويدها بمقاتلات من نوع
"يوروفايتر" أوروبية الصنع، والتي تعتبر بريطانيا إحدى الدول المشاركة في تصميمها، وتتضمن الصفقة شراء نحو سبعين مقاتلة من طراز "يوروفايترـ تايفون"، ولم يتم الإفصاح عن شروط العقد لكن تقارير من السعودية أشارت إلى أن قيمة الصفقة قد تصل إلى عشرين مليار دولار.
·  بتاريخ 21 يوليو 2006 وقعت السعودية صفقة عسكرية مع أمريكا تبلغ
قيمتها 6 مليارات دولار، وتشمل الصفقة طائرات مروحية، ومركبات عسكرية، ومعدات اتصال،وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن ذلك من شأنه مساعدة السعودية في حربها على الإرهاب.
·  فعلى مدى عشر سنوات مضت والسعودية تعد ترسانة عسكرية ضخمة جداً فاقت
قدرات دول الشرق الأوسط، بمباركة أمريكية وتسهيلات عقد الصفقات، حتى أصبحت السعودية الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تملك طائرات تجسس "إي واكس" في حين لا تملكها إسرائيل.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا هذا الحرص من الولايات ا لمتحدة الأمريكية على تسليح المملكة العربية السعودية إلى هذا الحد؟! أليست مفارقة غريبة أن تضع الولايات المتحدة الأمريكية كل هذا العتاد العسكري في يد أصحاب الفكر الوهابي المتشدد؟! ألا تخشى الولايات المتحدة على ربيبتها إسرائيل من هذا العتاد العسكري؟!
أليس ذلك الأمر شئ محير عندما يحاول المرء فهمه أو تدبره؟! وبخاصة أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أعداء في المنطقة؟! أم أن هناك عدو جديد سيلوح في الأفق؟!
بالفعل هناك عدو جديد قديم، هذا العدو الجديد ما هو إلا الثورة الإسلامية في إيران، أو بمعنى أدق مجيء الخميني وحكومته الشيعية إلى إيران؟! ألا يدفعنا ذلك الأمر إلى مزيد من التفكير؟! يجعلنا نصل في النهاية أنه بنفس الطريقة المخابراتية التي أوجدت بها الولايات المتحدة الأمريكية جماعة طالبان ،وجماعات الجهاد الأفغاني ذات الفكر الوهابي المتشدد على مقربة من الإتحاد السوفيتي، أنها أيضاً وبنفس الطريقة المخابراتبة قد ساهمت في إيجاد الثورة الشيعية ذات الفكر الخميني المتشدد على مقربة من المملكة العربية السعودية لتكون الخصم القادم والعدو القادم، والذي سيُضخم إعلاميا ودبلوماسيا ليحل محل الإتحاد السوفيتي الذي انهار، واختفى من الوجود؟! وهذا ما يقودنا إلى الحدث الثالث الهام الذي وقع في عام 1979 وهو:
-    3 - مجيء الخميني وحكومته الشيعية إلى إيران:
خلال أخطر مراحل الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تري أن حليفها الرئيسي ضد الاتحاد السوفيتي السابق، هو القوي والتيارات الدينية في مختلف أنحاء العالم.. ولعبت القوي الدينية خاصة الإسلامية ذات الفكر الوهابي المتشدد دورا بارزا في القضاء علي الاتحاد السوفيتي، وكانت هي رأس الحربة التي استخدمتها أمريكا ضد السوفيتي في أفغانستان من خلال جماعات المجاهدين والمتطوعين الذين تدفقوا من جميع الدول الإسلامية لمحاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان.
ورغم كل ما يتردد عن صراع أمريكا والغرب بوجه عام  مع التيارات الدينية خاصة بعد هجمات واشنطن ونيويورك الإرهابية في سبتمبر 2001، إلا أن العلاقات الودية والوطيدة بين أمريكا والمتأسلمين قادة التطرف الديني ظلت تخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية،ومازالت الاتصالات بين أمريكا والتيارات الدينية مستمرة بل وتحظي هذه التيارات بدعم أمريكي مستمر حتى تصل إلي السلطة وتكون أكثر قدرة علي خدمة مصالح واشنطن.
والآن تعالوا بنا نرى كيف سارت الولايات المتحدة الأمريكية على نفس النسق، والمتمثل في استغلال الجماعات الدينية الإسلامية في تحقيق مصالحها، فمثلا يمتلأ الخطاب الإيراني السياسي الرسمي بوصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، و كثيرا ما تقوم مظاهرات تحتشد في شوارع المدن الإيرانية منددة بممارسات العنجهية الأمريكية في بلاد المسلمين، و لكن قليل من الناس منْ يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979،  و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران, و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب: (رهينة خميني.. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية)
حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب، الذي ألفه روبرت كارمن درايفوس و هو باحث فرنسي متخصص في الشئون الإستخباراتية شغل في أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات مدير قسم الشرق الأوسط في مجلة انتلجنس ريفيو...هذا الكتاب الذي تم تأليفه و طبعه في عام 1980 و نسخه المتداولة قليلة جد،ا و لا ندري لماذا لم يطبع مرة أخرى بعد ترجمته في أوائل الثمانينات.
وبعد استعراض الأدلة الكثيرة يخلص الكتاب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر قد قام بتعمد هادئ وتدبير مسبق خبيث على حد وصف المؤلف لمساعدة الحركة الإسلامية، التي نُظمت للإطاحة بشاه إيران، واشتركت إدارة كارتر في كل خطوة ابتداءً من الاستعدادات الدعائية إلى تجهيز الأسلحة والذخيرة، ومن الصفقات التي تمت خلف (الكواليس) مع الخونة في جيش الشاه إلى الإنذار النهائي، الذي أعطي للزعيم المهزوم في يناير 1979م لمغادرة إيران، ويمثل هذا فصلاً آخر من فصول الخيانة التي مارستها الدوائر الحاكمة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.
وحتى نفهم حقيقة العلاقة الأمريكية الإيرانية ما بعد انتهاء عصر شاه إيران الذي كان عميلاً للأمريكان، لابد أن ندقق الطرف في تصرفات الخميني بعد أن اعتلى العرش الإيراني، فمن خلال ذلك يمكن فهم حقيقة العلاقة التي ربطت بين الخميني وبين الأمريكان، ولكنها اتصفت بالطابع السري، فماذا فعل الخميني بعد طرد الشاة.؟!
في كانون الثاني 1979 عاد آية الله الخميني منتصرا إلى إيران بعد خمسة عشر عاما في المنفى. وقد اعترف العراق فورا بالحكم الجديد، وأبدى حسن نيته، ولكن الخميني لم يتأثر بذلك ، فقد كان يلوم صدام شخصيا لطرده من النجف في العراق حيث كان يعيش، ولم يخف انه يعتبر حكومة صدام ليست ظالمة وضد الشيعة فقط،  وإنما هي ضد الإسلام هذا فضلا عن أنها حكومة كافرة وغير شرعية..
وفي بداية صيف 1979 نقض الخميني اتفاقية 1975 بين شاه إيران والعراق، و التي تعهد فيه البلدان بعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض، وبدأت إيران في تزويد الأكراد بالأسلحة لمحاربة حكم البعث ،وفي النجف بدأ بتمويل أية الله باقر الصدر لإثارة تمرد ينهي حكم البعث، وينصب حكومة إسلامية أصولية.
و إذا نظرنا إلى هذا التصرف من قبل الخميني في ضوء فرضية العداء ما بينه وبين الأمريكان، والقائم على اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر، نجد أن هذا السلوك منه وهو التحريض الفوري على الحرب مع العراق يصعب فهمه، ويدفع إلى الشك والريبة لماذا ؟!
لان الدكتاتور شاه إيران السابق كان عميلا لأمريكا وقد نُصب في مؤامرة الانقلاب، التي أدارتها السي آي أية في عام 1953 وبناءاً عليه فإن معظم السلاح والمعدات العسكرية الإيرانية كانت صناعة أمريكية،  ومع حقيقة أن الثورة الإيرانية تضمنت بعض المعارك، فالدولة الجديدة كانت إذن في أمس الحاجة إلى قطع غيار للسلاح الأمريكي، ومع ذلك فإن الخميني استمر في إثارة استفزازات مناهضة لأمريكا، وفي نفس الوقت يثير مقدمات لحرب مع العراق، فهل يُعقل هذا؟!
فقد قام في حينها كما نعلم بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران واحتجز بعض الرهائن، ألا يبدو هذا الأمر في الظاهر شئ محير وغير مفهوم ، ويدفع إلى الشك والريبة أليس كذلك؟  إذا كان الخميني يحتاج إلى قطع غيار أمريكية لجيشه؟! فكيف سيدخل حربا مع العراق ؟!وكيف يهاجم السفارة الأمريكية؟
ولكن كل شيء يستوضح ويصبح مفهوما،ً إذا أدركنا أن الخميني في الواقع لم يكن عدوا للولايات المتحدة، وانه مثل سابقه الشاه كان عميلا أمريكيا، وان تحريضاته واستفزازاته كانت جزءا من تمثيلية سياسية لخداع الرأي العام أملتها لعبة تبادل المصالح والتوازونات، وهذا ما سيفتضح أكثر من خلال النقاط التالية:
·  في 1980 زعمت الواشنطن بوست بان "الاستيلاء على رهائن السفارة الأمريكية
حرم الجيش الإيراني من قطع الغيار الأمريكية والأوربية والتي يحتاجها بشدة " ولكن هذا كان قولا كاذبا، لأن أزمة الرهائن لم تحرم الخميني من أي شيء بل على العكس. عرضت الولايات المتحدة أن تدفع بلايين الدولارات في مقايضة الرهائن وقد قبلت إيران هذا وكان المبلغ النهائي 8 بليون دولار.(نيويورك تيمز 11 كانون ثان 1981)
·  وطوال الحرب الإيرانية العراقية استلمت إيران شحنات سرية من الأسلحة
الأمريكية، وحين انكشفت الحكاية تسببت في إحراج كبير لإدارة ريغان في ما عُرف عام 1986 بفضيحة إيران جيت، وفضيحة إيران كونترا. وقد ادعى المسئولون الأمريكان حين كُشف السر، أن الشحنات كانت لغرض دفع إيران للتأثير على حزب الله الذي كان في وقتها يحتجز رهائن أمريكيين آخرين،  وقد أسرعت وسائل الإعلام الأمريكية لتأكيد هذه الأكذوبة مثلا في أواخر 1986 كتبت واشنطن بوست "أنها علمت من مصادر مطلعة أن وسيطا حكوميا إيرانيا ابلغ ممثلين أمريكيين انه يستطيع أن يرتب لإطلاق سراح رهينة أمريكية في لبنان إذا باعت أمريكا لإيران صواريخ 500 TOW المضادة للدبابات."        ولكن هذا التوضيح كان سخيفا، لأن اكبر قوة في العالم لن تسلح قوة من الدرجة الخامسة من اجل التأثير على منظمة (إرهابية) صغيرة في عالم ثالث لإطلاق سراح بعض الرهائن.
وعلى أية حال لم تكن القصة حقيقية في الأساس، فإن التحقيقات التي قام بها الكونغرس حول العلاقة بين ريغان والخميني، والتي كشف عنها في 1991 كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز فيما بعد، انه فور تنصيب ريغان في 1981 غيرت الإدارة سرا وبشكل قاطع سياستها، وسمحت لإسرائيل أن تبيع أسلحة أمريكية بقيمة عدة بلايين من الدولارات والذخائر للحكومة الإيرانية "
وتغيير السياسة هذا جاء قبل الرعاية الإيرانية لاحتجاز الرهائن الأمريكان في بيروت عام 1982.."- نيويورك تايمز 8 كانون أول 1991 إذن لم يكن لتسليح إيران علاقة بالتأثير على إطلاق رهائن أمريكان في لبنان، هذا بخلاف أن الشحنات الأولية للأسلحة الأمريكية إلى إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية ،كانت تتم عن طريق إسرائيل التي كانت الحكومة الإيرانية الإسلامية تنادي بتدميرها.
 فلنا أن نسأل: كيف قبلت الحكومة الإسرائيلية ذلك؟ وإيران تنادي بتدميرها؟! وقد تحججت نيويورك تايمز بأن إسرائيل كانت تريد إضعاف كلا البلدين: العراق وإيران،وان إسرائيل أرادت أن تثبت أن لها سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة. ولكن نفس صحيفة نيويورك تايمز تكشف مايلي بخصوص شحن الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران:
-1- أن طائرات مستأجرة من الأرجنتين وايرلندة والولايات المتحدة كانت تستخدم لنقل أسلحة أمريكية الصنع إلى إسرائيل ثم إلى إيران، وفي بعض الحالات مباشرة إلى طهران
-2- أن هذه الطائرات المستأجرة لنقل الأسلحة الأمريكية إلى إيران كانت تطير من قاعدة جوية سرية قرب توسكون في أريزونا تعرف باسم محطة مانترا الجوية.
3- لسنوات كانت وكالة المخابرات المركزية تستخدم مانترا لشحنات أسلحة سرية 4- انه كان هناك تدفق مستمر من (قطع الغيار ومعدات أخرى لأسطول طائرات أف 14 التابعة لإيران) وأنها كانت "معدات حساسة وصادراتها مراقبة من قبل المسئولين الأمريكان وكانت تنقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل التي لا تملك طائرات أف 14":
5- انه "كما قال مسئولون إسرائيليون سابقون إن اتفاقية 1981 مع وزير الخارجية الكساند هيج كانت بالتنسيق مع روبرت ماكفيرلين الذي كان مستشار وزارة الخارجية في حينها "
ولكن الولايات المتحدة استمرت في إرسال الشحنات بعد سنتين أو أربعة من ظهور فضيحة إيران جيت في عام 1986، وكان من المتوقع أن ذيوع الفضيحة واعتذار ريغان والتحقيقات الخ قد يوقف مبيعات الأسلحة، ولكنها استمرت وقد كسبت أمريكا منافع عديدة من تقوية الإسلاميين الإيرانيين، بل يمكن القول بأنها كانت ضربة معلم، لأن السوفيت كانوا يرحبون بالخميني، رغم أنهم لم يكونوا فرحين بتطرفه الإسلامي، ولكنهم فضلوه على وجود الشاه وهو عميل واضح لأمريكا على حدودهم،  إذن قيام الولايات المتحدة باستبدال الشاه بعميل إسلامي يصرخ عاليا بعداوته لأمريكا، يسهل عليها بث عدم الاستقرار والقلاقل في داخل الاتحاد السوفيتي بواسطة التطرف الإسلامي الذي تزعم أنها تحاربه أليست عملية ذكية فعلا.؟!
إذن فإن ما حدث مباشرة قبل الحرب العراقية الإيرانية وما حدث خلالها وما حدث بعدها
يؤكد فرضية دعم أمريكا للإسلاميين الإيرانيين و بل تسهيل عملية ابتلاعهم العراق؟
لقد بذلت الولايات المتحدة الأمريكية، التي خسرت مصالحها الحيوية في إيران نتيجة لتقويض نظام الشاه آنذاك، بذلت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول اليساريين الإيرانيين الموالين لموسكو إلى السلطة في طهران، لأن ذلك كان سيكون بمثابة انتصار كبير للمعسكر الشيوعي السوفيتي، على حساب المعسكر الرأسمالي الأمريكي والغربي، في ذروة الحرب الباردة بينهما، فكان ذلك سيعتبر تحقيقا لحلم الاتحاد السوفيتي في الوصول إلى المياه الدافئة في الخليج، ومن ثم حرمان واشنطن وحلفائها، من الموارد النفطية الهائلة التي "تشفطها" من بحيرات هذه المنطقة بأرخص الأسعار، والتي تعتبر المحرك الأساسي للآلة الصناعية الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف الدول الغربية، والتي يتوقف عليها رخاء المجتمعات الغربية.
من هنا يرى المحللون أن واشنطن قد ساعدت بشكل أو بآخر على تسلم الخميني وأتباعه لمقاليد الأمور في طهران، بعد اندلاع الثورة، لأن الخميني كان معروفا بعداوته الشديدة للشيوعيين مثلما عرف بعداواته للأمريكيين، وقال الباحث الأمريكي روبرت ديفوس، صاحب " لعبة الشيطان " في مقابلة مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006.:.. تاريخيا فإن الولايات المتحدة وافقت على قدوم الخميني للسلطة... وقد ذهب البريطانيون أبعد من ذلك ، ونقلوا للخميني أسماء عملاء أل \" كي. جي. بي " المخابرات الروسية في طهران، التي حصلوا عليها من منشق روسي أي أنهم حاولوا حماية الخميني..
وهذا ما صرح به تحديدا، أبو الحسن بني صدر، أول رئيس إيراني بعد الثورة والقائد العام للقوات المسلحة، بين 1980 و1981، قبل أن يختلف مع الخميني فيستقيل – أو بالأصح يُقال - من منصبه بعد ذلك. قال أبو الحسن بني صدر في مقابلة مع مجلة المشاهد السياسي العدد 36 ، 17-23نوفمبر1996:
( لقد كان هناك ثورة وافق عليها الخميني، كما وافق على الديمقراطية وعلى أن يكون الشعب هو مصدر السلطات، لكنه بعد ماوصل إلى قيادة الثورة عقد صفقة مع الأمريكيين والإسرائيليين وقام بانقلاب. هذه الحقيقة)
ثم قال: نحن قمنا بالثورة من أجل إقامة الديمقراطية الحقيقية في إيران ليس ديمقراطية على طريقة الغرب، بل ديمقراطية تفتح الباب لمشاركة الجميع في القرار. لكن الخميني كما قلت سابقا، عقد صفقة سرية مع الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين وقام بانقلاب حقيقي)
وفي هذا الاتجاه: يعتبر أبو الحسن بني صدر عملية اقتحام السفارة الأمريكية في طهران تمثيلية دبرها الخميني مع الأمريكيان.وقال بني صدر في مقابلة أجراها مؤخرا مع جريدة الشرق الأوسط 4 فبراير2009: ( أما في ما يخص أزمة الرهائن الأمير كيين بعد احتلال الطلبة الإيرانيين للسفارة الأمير كية، فبالطبع عقدت السلطات في إيران صفقة سرية مع إدارة رونالد ريغان لإطلاق الرهائن الأمير كيين، في إيران ولبنان. (جزء منها كان معروفا تم الاتفاق عليه في الجزائر ويقضي بالإفراج عن نحو 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي جمدتها أميركا بعد الثورة مقابل إطلاق الأمير كيين المحتجزين في السفارة الأميركية بطهران، وجزء آخر متعلق بشراء أسلحة أميركية وإسرائيلية لدعم المجهود الحربي الإيراني خلال الحرب مع العراق مقابل إطلاق أميركيين محتجزين في لبنان، وهى الصفقة التي عرفت بإيران غيت).
وأشار بني صدر إلى أن القيادة الإيرانية تقوم بالعداء في الظاهر، ثم اعتماد سياسة عقد صفقات في السر، وضرب مثلا على ذلك بفضيحة إيران جيت، تلك الفضيحة التي قام بها الرئيس ريغان في عام1985- ،1986 وأعطى إيران مقابل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في بيروت صواريخ هوك  وتاو  لاستخدامها في حربها ضد العراق
 فأمريكا – لدى قادة طهران وفي وسائل الإعلام الإيرانية- هي الشيطان الأكبر، وإسرائيل هي أداة تنفيذ هذه السياسة الشيطانية. وعندما قررت إيران في مرحلة معينة من حربها مع العراق أن تشتري سلاحا أمريكيا فعلت ذلك بوساطة إسرائيلية، وضربت عرض الحائط بكل المبادئ، وذلك على رغم كل ما يذكر عن نفي ذلك. كل هذا من جهة
.ومن جهة أخرى فإن اليمين المسيحي الجديد في الحزب الجمهوري الأمريكي، قام
باستغلال الثورة الإيرانية، وأزمة الرهائن الأمريكيين في طهران، وتوظيفهما أمام الرأي العام الأمريكي للإطاحة بالرئيس الأمريكي الديمقراطي كارتر، ومن ثم عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض من جديد ، بعد أن كانوا قد خرجوا منه في أعقاب فضيحة (ووترجيت) التي كان بطلها الرئيس نيكسون الجمهوري، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وفعلا حقق الجمهوريون هدفهم فكسبوا الانتخابات،التي جرت في أواخر عام 1981 وعادوا عودة قوية إلى البيت الأبيض من جديد بزعامة رولاند ريجان اليميني المحافظ.، واحترق كارتر والديمقراطيون بتلك الأزمة وذهبوا ضحية لها.
ودخول المحافظين الجدد في صفقات ولقاءات خلف الكواليس، مع قيادة الثورة الشيعية ذات المضمون القومي الفارسي الصاعدة في طهران، غير مستبعد على الإطلاق، إذ أن هؤلاء – ومثلهم كثير من القيادات اليهودية في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة – يحثون على التعامل مع الشيعة ويوصون الحكومات الغربية بالتمكين لهم في المنطقة وتلك بالنسبة لهم إستراتجية كفيلة بضمان أمن إسرائيل وبتحقيق أهدافهم الخبيثة في تفتيت منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
ويشير الباحث الأمريكي روبرت ديفوس في مقابلته مع مجلة الوطن العربي المذكورة أعلاه، إلى أن: إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين.. وأن الشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى، كما يشير إلى أن هناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنه يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة، بل يدعوا  باحثون مثل ريشارد بيرل ودانييل بليتكام لقيام جمهوريا شيعية في المنطقة
وفي أزمة الخليج الثانية التي دشنها الرئيس العراقي صدام حسين بعملية اجتياح الكويت في 2أغسطس 1990، اتخذت إيران موقفا صارما من العراق، إلا أنه مع وصول الحشود الأجنبية إلى أراضي الحرمين، بدأت تقلل من لهجتها تجاه العراق وتصعدها ضد التواجد الأجنبي في المنطقة، واتخذت قرارا بعدم المشاركة مع التحالف الثلاثيني الدولي والعربي في الحرب ضد العراق.
وكانت تلك خطوة إيجابية قوبلت بالارتياح من قبل الحركات الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، بل أن ذلك قد طمأن القيادة العراقية ودفعها لأن تسرع بإرسال طائراتها لتودعها في إيران خوفا من تعرضها إلى القصف، وقد قوبل ذلك بأحسن العبارات الودية وبمعسول الكلام من المسئولين الإيرانيين، دعاة الوحدة الإسلامية.
وفعلا ظلت القيادة الإيرانية ملتزمة بذلك الحياد طوال فترة الغارات الجوية على العراق، ولكن عند بدء عملية الاجتياح البري فعلت إيران ما لم يكن في الحسبان، وثبت أن ذلك الهدوء لم يكن سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة، فإنه ما أن بدأت الحرب البرية ووصلت طلائع القوات الأمريكية إلى الحدود العراقية الجنوبية حتى زجّ الإيرانيون بعشرات الآلاف من الجماعات العراقية الشيعية التابعة لهم ليطعنوا الجيش العراقي في الظهر طعنة نجلاء قاصمة، عندما كان يخوض مع القوات الغازية أكبر معركة بالدبابات منذ الحرب العالمية الثانية، كما وصفتها وسائل الأعلام في ذلك الوقت.
وقامت تلك الجماعات بالتنسيق مع أعوانهم في الداخل بثورة همجية عارمة، ودمروا جميع المؤسسات العراقية في الجنوب وقطعوا على القوات العراقية خط الرجعة، وارتكبوا مذبحة طائفية غادرة ورهيبة ضد فلول الجيش العراقي، التي تقطعت بها السبل بعد الانسحاب من الكويت، وهو الأمر الذي أثبت وجود صفقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن الأنظمة العربية المشاركة في الحرب، وخاصة النظام السعودي اعترضت على ذلك، خوفا من تسلم الشيعة الموالين لإيران لمقاليد الأمور في العراق.
وبعد الحادي عشر من سبتمبر2001 وغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب، كثرت اللقاءات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين وراء الكواليس وخلف الأبواب المغلقة، في العواصم الغربية، على الرغم من العداء الظاهر بين إيران "محور الشر"  على حد وصف الأمريكان، والولايات المتحدة " الشيطان الأكبر"  على حد وصف الإيرانيين، وقد عرضت إيران من خلال تلك اللقاءات التعاون بحماس مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان الإسلامي، عدوها اللدود في كابول لا لشيء إلا لأن حركة طالبان حركة سنية تنادي بإقامة خلافة إسلامية، وكانت تناوئ الوجود الإيراني الشيعي في أفغانستان، مثلما كانت تناوئ الوجود الأمريكي أو الروسي أو الهندي.
وأثناء عمليات القصف الجوي على طالبان والمدن الأفغانية، قدمت إيران للأمريكيين معلومات استخباراتية دقيقة مدعمة بالخرائط، التي تحدد بدقة مواقع مقاتلي حركة طالبان لقصفها. وحددوا على تلك الخريطة الأهداف التي نصحوا القوات الأمريكية أن تركز عليها وخاصة في شمال أفغانستان حتى يخلو الشمال لحزب الشمال الشيعي الأفغاني، والذي ساعدت الأمريكان كثيراً في الحرب على طالبان.
ولعبت إيران دورا مهما في تشكيل الحكومة الانتقالية في كابول بعد انهيار نظام طالبان، وقامت بتعزيز العلاقات معها وأكدت على دعمها لحكومة حميد كرزاي الذي يعتبر مواليا للأمريكيين، وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي أول رئيس دولة أجنبية يزور كابول في 12/8/2002 برفقة العديد من الوزراء، منذ سقوط نظام طالبان أعداء طهران في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001.
وساعدت إيران بملاحقة المجاهدين من أعضاء تنظيم القاعدة. ولعبت دورا هاما في اعتقال الملا كريكار زعيم جماعة أنصار الإسلام، التي تخوض حربا ضد الفصائل الكردية في شمال العراق في أمستردام في هولندا. فضلا عن التعاون الأمني الأمريكي ـ الإيراني، حيث قامت طهران بملاحقة أشخاص اُعتقد أنهم أعضاء في القاعدة بناء علي معلومات أمنية أمريكية، وكل تلك الخدمات وغيرها – بطبيعة الحال - لم تكن خدمات قدمتها طهران لواشنطن مجانا وبدون مقابل
كما كانت إيران لاعب أساسي في عملية احتلال العراق، وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، في عام 2003، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تبين للقاصي والداني، أن إيران كانت هي المستفيد الأكبر من سقوط هذا النظام في بغداد.
فقبل الاحتلال الأمريكي للعراق كانت التقارير الصادرة عن الدبلوماسيين والمحليين
تتحدث عن اتصالات ومحادثات سرية، تجري وراء الكواليس في باريس أو بلد آخر حيادي بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين تمهيدا لضرب العرق وإسقاط نظامه، وأكدت تلك التقارير أنه تم التوصل: إلي أرضية توافق حول احتمال انتهاك الطائرات الأمريكية التي تتعرض لنيران المضادة العراقية للمجال الجوي الإيراني.
وأن إيران قدمت أيضا معلومات جمعتها أجهزتها المتخصصة حول مخزون الأسلحة الكيميائية والبرامج النووية والصواريخ العراقية وكشفت تفاصيل عن أماكن أو أشخاص ( عملاء ) يفيدون المفتشين الدوليين في مهماتهم.
كما سعي الأمريكيون إلي الحصول علي ضمانات تفيد بأن المعارضة الشيعية العراقية في إيران ستلعب الدور المسند إليها في عهد ما بعد صدام، وذكر برنامج وثائقي لـ'بي بي سي' أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عرض التعاون مع الولايات المتحدة حيال العراق للإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين، والذي اعتبره عدواً لإيران. وبالمقابل - بعثت الإدارة الأمريكية برسالة لطهران عن طريق بلد ثالث طمأنت الحكومة الإيرانية فيها بان إيران لن تكون الهدف التالي في إطار الحرب الأمريكية علي الإرهاب
وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته – آنذاك لوسائل الأعلام- وإذا كانت الحشود الشعبية الإيرانية تهتف الموت لأمريكا خلال صلاة الجمعة، فإن إيران تنسق معها بشأن القضية العراقية، كما فعلت العام الماضي بشأن المسألة الأفغانية..وذكرت بعض وسائل الإعلام أن شقيق الرئيس الإيراني محمد خاتمي أعلن في تشرين الأول (أكتوبر) 2002، أن الإطاحة صدام حسين... سيكون أسعد يوم بالنسبة لإيران.
وفي ذلك الوقت رأى عدد من المسئولين الإيرانيين أن العراق ونظامه العربي المعادي للفرس، بحسب تسمية بغداد للإيرانيين، شراً اكبر من الولايات المتحدة وقد تجسد ذلك بالصوت والصورة وعلى مرأى ومسمع من العالم، بالطرب الإيراني والشيعي الكبير، لإعدام صدام حسين و«رقصة الموت» حول جسده المشنوق، صبيحة عيد الأضحى المبارك أواخر العام 2006
وفي بداية الحرب قامت المخابرات الإيرانية بإبلاغ القوات البريطانية الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في العدوان على العراق، عن زوارق حربية في مياه الخليج كان العراق قد أعدها بشكل محكم، لمهاجمة القوات الغازية حال توغلها في المياه الإقليمية العراقية.
وكانت إيران شريكا رئيسيا في المجازر الرهيبة التي حدثت لأهل السنة في العراق وفي حملات التهجير الواسعة التي مورست ضدهم وخاصة من العاصمة بغداد، خلال السنوات الماضية على أيدي المليشيات الشيعية مثل فيلق بدر وجيش المهدي التابعين للحرس الثوري الإيراني، فقد كشف الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين السُنًة في تصريح له في مؤتمر عقد في أنقره في عام 2006، عن أن العراقيين من أهل السُنًة الذين قتلتهم المليشيات الموالية لإيران يبلغ عددهم زهاء مائتي ألف. وبالجملة فإن ما فعلته إيران في العراق أكثر بكثير مما فعلته في أفغانستان، فكانت المتحمس الأكبر للحكومة العراقية الشيعية التي تشكلت تحت حراب الاحتلال، وكانت إيران أول من أعترف بها، وأول من أقام سفارة له في العراق، وكان الرئيس الإيراني احمدي نجاد أول رئيس دولة أجنبية يزور بغداد تحت الاحتلال.
وهي اليوم – أي إيران - شريكا رئيسيا في احتلال العراق بجانب الولايات المتحدة الأمريكية ( الشيطان الأكبر ) سواء نفت ذلك، أم لم تنف، وهناك محللون أمريكيون وغربيون يصفون ما يجري بين الولايات المتحدة وإيران بأنه "تحالف بمنطق الأمر الواقع" إذ يقول هؤلاء: إن إيران والولايات المتحدة حليفتان بمنطق الأمر الواقع في الحرب ضد صدام حسين، وهذا ما كتبه الصحافي اليهودي توماس فريدمان... في أكتوبر1996 في تعليق له في صحيفة " النيوورك تايم".
وأما ما يحدث بين هذين الطرفين من نزاع وخلاف وحروب إعلامية ومواجهات كلامية، فذلك كله صراع على قسمة الغنائم، وحول الماء والكلأ اللذان يدخلان في حمى الطرف الثالث شبه الغائب عن المسرح أو العاجز عن الدفاع عن حماه المستباح. وهو هنا الدول العربية بعامة ودول الخليج بخاصة، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، لكي يقوم كل منهما بتحسين موقعه وظروف تفاوضه مع الطرف الآخر حتى يكون له نصيب أكبر من الغنيمة، أو لكي يشعر حليفه بأنه موجود وعلى إطلاع بما يجري، وقادر على تعكير الصفو وإثارة المشاكل، وخاصة بالنسبة للضبع الإيراني، أمام الثور الأمريكي. فلا تنفرد أمريكا وحدها بالغنيمة بل تترك نصيبا منها لإيران.
وهذا مثل خلاف وصراع أخوة جشعين على قسمة تركة جاءت لهم عفوا ومن غير تعب أو مجهود، أو مثل صراع الوحوش على الفريسة في البرية، ومن هذه الزاوية تأتي مقاومة حزب الله الشيعي التابع لإيران في جنوب لبنان، وتصريحات القادة الإيرانيين النارية وخطبهم الصاخبة، حول الشيطان الأكبر.. أمريكا، وحول نسف إسرائيل من الوجود، بل إنني لا أتردد في القول بأن إيران من هذا المنطلق تدعم حركتي حماس والجهاد.
ومن هذه الزاوية أيضا تأتي الضغوط  الصهيو أمريكية على إيران وتصريحات القادة والمسئولين الأمريكيين والصهاينة حول التهديد بغزو إيران أو بضرب المفاعل النووي الإيراني. وهي تصريحات متبادلة منذ ثلاثة عقود دون أن يكون لها أي صدى على أرض الواقع، والغرض منها ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون ليس إلا،
فإيران تتضخم عسكريا وتتقدم تقنيا وتكنولوجيا وتستمر في تطوير مشروعها النووي، وفي التمدد سياسيا وثقافيا – في المنطقة وفي غير المنطقة- والكيان الصهيوني بدوره،يزداد توسعا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزداد عربدة وغطرسة تجاه الشعب الفلسطيني، وأخرها العدوان الهمجي على غزة في يناير2009،  وفي أثناء ثورات الربيع العربي، والذي لم نسمع خلاله من إيران زعيمة محور الممانعة، سوى الكلام والتصريحات الفارغة، التي لم تسمن ولم تغن من جوع.
وفوق ذلك وقبله وبعده فالتنسيق الإيراني الصهيو أمريكي قائم، على قدم وساق، والصفقات بين الجانبين تتم على أعلى مستوى، سواء في العراق أو أفغانستان أو لبنان وربما في أماكن أخرى – كفلسطين مثلا – الله أعلم!! والضحية والخاسر الأكبر من وراء ذلك هم العرب والمسلمون، واللوم في ذلك لا يقع على إيران أو أمريكا فكل منهما يلهث خلف مصالحه، وإنما يقع اللوم بدرجة أساسية على الأنظمة العربية الرسمية الخانعة والمنبطحة تحت الأقدام، والذين انطلت عليهم هذه الخدعة الرهيبة.
فالأنظمة العربية هي التي باعت العراق وأفغانستان، وهي التي فرطت في فلسطين، وتخلت عن دعم مقاومة شعبها، وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه لتلج منه إيران بمبرر دعم حركات المقاومة في فلسطين، رغم أنه يستحيل أن يكون من شارك في احتلال أفغانستان المسلمة، وفي احتلال العراق المسلمة وقبل ذلك في ضرب ثورة الشيشان المسلمة، يستحيل أن يكون نصيرا للمجاهدين في فلسطين المسلمة، ولو ملأ الدنيا بالشعارات، وضجها بالهتافات.
وأنا والله لا أخشى على حماس من الكيان الصهيوني بقدر ما أخشى عليها من إيران، فالكيان الصهيوني يريد الأرض والموارد، وأما إيران فتريد غزو القلوب والعقول ومعهما الأرض، وحماس حذرة من الكيان الصهيوني ومحصنة تجاهه، وهي تستمد قوتها وشرعيتها وتعزز وجودها من خلال مقاومته، في الوقت الذي هي فيه مطمئنة لجانب إيران، وهنا مبعث القلق فمن مكمنه يؤتى الحذر، كما قال المثل العربي.
قال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما، ولا توجد روابط دبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ الثورة الإيرانية عام 1979 والعلاقات العلنية بينهما حاليا متوترة .
غير إن عادلي قال إنهما تعاونتا من خلال القنوات الدبلوماسية لدول أخرى بينها بريطانيا لتعزيز مصالحهما المشتركة في إجراء انتخابات ناجحة في العراق، وقال عادلي «من اجل الانتخابات الأخيرة كان هناك تعاون ضمني وصريح مباشر، وغير مباشر بين البلدين إيران والولايات المتحدة من اجل إبقاء الأغلبية هادئة ولمصلحة الانتخابات». وأضاف «انه من اجل جعل أغلبية السكان في العراق مع التطورات هناك وبخاصة الانتخابات فإننا تشاورنا، وأجرينا اتصالات مع الجماعات الشيعية  التي لنا بها بعض الروابط أو النفوذ». وأضاف قوله «شجعناهم على إن هذه العملية لمصلحة العراق». وتشن واشنطن حملة شعواء على إيران متهمة إياها بمحاولة امتلاك أسلحة نووية ومساندة جماعات إرهابية في المنطقة، وتنفي طهران هذه الاتهامات بشدة، وقال عادلي انه قبل الانتخابات العراقية تبادلت إيران والولايات المتحدة وجهات النظر من خلال أقسام رعاية المصالح في سفارات باكستان وسويسرا في واشنطن وطهران ولكنهما تعاونتا أيضا من خلال لندن اقرب حلفاء واشنطن في حرب العراق، وأشار إلى أن طهران وواشنطن كثيرا ما تتقارب مصالحهما،وكانت أولوياتهما الإستراتيجية المشتركة قد جمعتهما خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 حينما أطيح نظام طالبان.
إن التقارب الأميركي - الإيراني في العراق لم يعد سراً، و إبان أزمة مقتدى الصدر أعلن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من طهران مساعدتها في تسوية الأزمة العراقية وقد أرسلت الأخيرة, بالفعل وفدا إلى العراق وبدأ يقوم بجهود تهدف إلى التأثير على الشيعة العراقيين باتجاه التهدئة أي في الحقيقة, حل الأزمة الأميركية في العراق.
وتشير مصادر صحفية أن هناك مجالاً مفتوحاً للحوارات والجلسات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص العراق، والتي تُعقد في الغرف الخلفية، والتي يديرها رفسنجاني من إيران، والدكتور ولاياتي من الإمارات العربية المتحدة والسفارة الإيرانية في الكويت.وهنا وجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال
حرب العراق الأولى أكانت لتحرير للكويت ؟! أم حماية لإيران؟!
الرأس المدبر: زلماي خليل زاد اذا أردت أن ترى كيف تعمل السياسة الأمريكية، اتبع مسيرة زلماي خليل زاد لأنه احد معماريها الرئيسيين. إليكم تسلسل الأحداث:
1988: إيران تخرج من الحرب العراقية الإيرانية مهيضة الجناحين وأسوأ من حال العراق حتى أنها توافق على وقف إطلاق النار وكان زلماي خليل زاد في حينها "مسئول مكتب تخطيط السياسة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية" حينها كتب ورقة للرئيس القادم بوش الأب يدعو فيها إلى (تقوية إيران واحتواء العراق).
1989:ينشر زلماي مقالة في لوس انجيلس تايمز بعنوان "مستقبل إيران كقطعة شطرنج أو قوة في الخليج" يقول فيها مايلي: "لقد دمر العراق الإيرانيين في نهاية الحرب وقد أسروا حوالي نصف الدبابات الإيرانية والأسلحة والمدفعية وقد اجبر النصر العراقي إيران على تقبل وقف إطلاق النار الذي قارنه خميني بتجرع السم.
العراق الآن قوة مهيمنة ولديه 45 فرقة عركتها الحرب مقابل 12 فرقة إيرانية كما أن لديها نسبة اكبر من الدبابات والطائرات. طهران تبحث عن طرق للتغلب على نقصها الاستراتيجي والحصول على درجة من الحماية ضد العراق، إن المزيد من الضعف الإيراني لن يكون عامل استقرار، ولكنه سيزيد من هيمنة العراق على الخليج مما يجعل إيران أكثر عرضة للتأثير السوفيتي.
 ومن الواضح أن خليل زاد يفضل أن تكون إيران هي القوة الكبرى في الخليج، وليس مجرد قطعة شطرنج ومن الواضح انه لم يكن يحب أن يكون العراق قويا بإزاء إيران.
1990:يصبح خليل زاد مساعدا لوزير الدفاع لشؤون التخطيط السياسي، وهو منصب سوف يشغله إلى 1992، وهذا يعني انه كان في عام 1991 في ذات المنصب وهي السنة التي شنت فيها أمريكا الحرب على العراق.
1991- حرب الخليج أمريكا تدمر البنية التحتية:  العسكرية والمدنية العراقية ثم تفرض حصارا شاملا على العراق مات فيه نصف مليون طفل (أكثر ممن مات في هيروشيما) وكان هذا اكبر من جرم العراق (غزو دويلة الكويت) وحتى لو قبلنا بالقصة الرسمية حول ما حدث وهي تحرير الكويت، ولكن ماذا كانت النتيجة التي ترتبت على ذلك كانت أمريكا (تقوي إيران وتحتوي العراق) بالضبط كما نصح خليل زاد.
1992: في مقالة افتتاحية في الواشنطن بوست بعنوان (سلحوا أهل البوسنة) كتب خليل زاد يقول بأنه ينبغي تسليح مسلمي البوسنة وان الإستراتيجية الأفغانية – الاعتماد على الدول الإسلامية لتسليح وتدريب المجاهدين ينبغي أن تُتبع هنا - وقد فعلت الولايات المتحدة بالضبط هذا الذي اقترحه.
وكما بين تحقيقا أجرته حكومة هولندة فإن المخابرات العسكرية الأمريكية نسقت
مع إيران لاستيراد ألاف من المجاهدين الأجانب إلى البوسنة وقد حارب هؤلاء دفاعا عن مسلمي البوسنة.
2003: تعاونت إيران بشدة مع الغزو الأمريكي للعراق (في نفس الوقت الذي كانت تكيل فيه الاتهامات للأمريكان لصرف الانتباه ) وقد اتخذت أمريكا الإجراء العسكري في غزو العراق لتقوية النظام الإيراني، وكان الشخص المسئول عن العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان هو خليل زاد.
2005: زلماي خليل زاد وهو الآن السفير الأمريكي في العراق يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية في السنة التالية حتى وهو يلاحظ النفوذ الإيراني كما وصفه "يعمل على تحقيق هدفه طويل الأمد لتأسيس هيمنة إقليمية"
كان زبجنيو برجنسكي مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر كان مرشد خليل زاد حين كان كلاهما في هيئة تدريس جامعة كولومبيا، وكما رأينا فيما سلف أن برجنسكي هو الذي ابتكر سياسة دعم الإرهاب الإسلامي في أفغانستان 1979 وكذلك سياسة تسليح السعودية.
وهكذا فإن التحجج بأن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة عامة لرعاية الإرهاب الإسلامي في أسيا يصبح أمراً سخيفا، ولا مسوغ له، إضافة إلى انه من الجدير الإشارة إلى انه إذا كان رعاية الإرهاب الإسلامي في آسيا هو سياسة أمريكية، فإن العراق كان إذن عائقا لتحقيقه لأنه كان دولة علمانية،  وكان قوة إقليمية مؤثرة، وهكذا يمكن تفسير حرب الخليج في 1991، والأخيرة في 2003 ضد العراق على أنها عملية إزالة شوكة في خاصرة إستراتيجية تشجيع الإرهاب الإسلامي.
كان العراق عائقا أمام سياسة أمريكا في تشجيع الإرهاب، ولهذا شنت حرب الخليج، ذكرنا أنفا أنه في 1988 بعد حرب طويلة امتدت لثمانية أعوام خرجت إيران محطمة اقتصاديا وقد قبلت وقف إطلاق النار على مضض, في تلك السنة: عين الجنرال نورمان شوارتسكوف الذي سيدير الحرب بعد ثلاث سنوات في 1991، ليرأس القيادة المركزية الأمريكية أو ما تسمى السينتكوم. ماهي السينتكوم ؟
إن قائد السينتكوم يشرف على كل الأنشطة العسكرية الأمريكية في 19 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا والخليج العربي: يقول ميلتون فيورست في كتابه (قصور من رمال): أن "شوارتسكوف حول القيادة المركزية التي أقيمت عام 1983 لمكافحة الخطر السوفيتي، من اجل مجابهة العراقيين الآن، وقد كان مؤمنا بأن العراق هو العدو الحقيقي في المنطقة " هل يبدو غريبا أن تحول أمريكا القيادة المركزية في 1988 لاستهداف العراق؟! حيث أن السينتكوم مركز قيادة هائل جدا والاتحاد السوفيتي كان ما يزال موجودا.؟!
وأكثر من هذا أن السينتكوم كانت قد تأسست "لمكافحة الخطر السوفيتي" نعم ولكن الخطر السوفيتي لمنْ؟ الإجابة على هذا السؤال تزيل أي غموض في سبب كون العراق الهدف الجديد.وكما أوضحت نيويورك تايمز في 1988:
"اصل السينتكوم يعود إلى 1979 حين أطيح بشاه إيران واضطربت بلاده بسبب الثورة الإسلامية، من اجل توفير قدرة عسكرية لدعم سياسة الرئيس كارتر في الخليج (عام 1980) تأسست قوة النشر السريع المشتركة، وكانت مقدمة للسينتكوم.كان بول كيلي هو قائدها الأول وطلب منه رسم خطط للدفاع عن إيران ضد غزو سوفيتي"- نيويورك تايمز 22 تموز 1988
من الواضح مما تقدم أن الولايات المتحدة أقامت السينتكوم بشكل واضح للدفاع عن إيران الخميني فور وصوله إلى الحكم في 1979، أليس هذا يتفق مع فكرة أن الخميني كان عميلا أمريكيا؟! وماذا أيضا يتفق مع هذه النظرية ؟ أن يصبح العراق الهدف الجديد للسنتكوم في 1988 فور انتصاره على إيران.؟!
أذكركم الآن ما الذي كان على المحك في المنطقة "هل يسود النظام البعثي العراقي العلماني ؟! أم شيعية الخميني المتطرفة ؟!" إذا كان هذا هو الهدف الموجود على المحك يكون إذن دعم إيران منذ 1979 دعما لصعود الإسلاميين الشيعة، كقوة رئيسية سوف تهيمن على الشرق الأوسط،. وهكذا حين أعادت أمريكا توجيه القيادة المركزية لتحمي إيران من العراق، كانت تحمي صعود الإسلاميين الشيعة، وحين دمرت أمريكا العراق في 1991 كانت تحقق ذلك أيضا.
 زعم البعض أن نورمان شوارتسكوف هو الذي أتى بفكرة إعادة توجيه القيادة المركزية (سينتكوم) ضد العراق، ولكنه كان يتبع الأوامر، لقد كان مسئولا عن تطبيق هذه السياسة، وأيضا في إدارة حرب الخليج ضد العراق،ومن الواضح انه كان للجنرال عدة استخدامات فقد كان هو الذي يحضر دبلوماسيا لهذه الحرب أيضا.
الولايات المتحدة الأمريكية أمرت الكويت أن يستفز العراق طبقا لصحيفة التايمز الصادرة في لندن: "حين انتقل شوارتسكوف إلى القيادة المركزية في 1988 انغمس بسرعة في الثقافة والعادات العربية، وقد ارتدى الملابس العربية في دعوة غداء مع ضباط كويتيين، لقد شرع في جولة دبلوماسية في العواصم العربية "
دبلوماسية لأي هدف؟
كما تبين، كان الهدف إقناع دول الخليج بأن عليهم الآن أن ينظروا إلى العراق باعتباره عدوا، وقد استغرق منه هذا جهدا كبيرا لأن دول الخليج هذه كانت لتوها قد مولت العراق في جهوده الحربية ضد إيران، وبالضبط لأن الأصوليين في إيران الشيعية كانت هم الذين يشكلون خطرا عليهم وليس العراقيين.
والكويت خصوصا كانت قلقة من الإيرانيين لأن لديها أقلية شيعية كبيرة، فالهجمات الإيرانية على الكويت خلال الحرب مع العراق، لم تقتصر على مهاجمة السفن الكويتية في البحر، وإنما في 1983 قام عملاء إيران بتفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 80. و في 1985 جرت محاولة للاعتداء على حياة أمير الكويت. وجرت عمليات تخريب لمرافق حقول النفط الكويتية، لم تكن الكويت تود الاعتراف بأن الكثير من مرتكبي تلك الحوادث كانوا كويتيين شيعة من المتعاطفين مع رسالة خميني، وكانت الكويت متأكدة أن وراءهم إيران.)- المصدر فيورست في كتابه قصور من رمال.
أوضحت صحيفة هوستون كرونيكل 11 تشرين أول 1992: أن شوارتسكوف كان يؤمن بأن نصر العراق على إيران غير ميزان القوى في الخليج العربي.. ولكن ملك الأردن حسين نصح شوارتسكوف قائلا " لا تقلق حول العراقيين أنهم متعبون من الحرب، وليس لديهم نوايا عدوانية تجاه إخوانهم العرب" حتى الملك فهد في السعودية والسلطان قابوس بن سعيد في عمان، واللذين لم يكونا يحبان صدام، لم يكونا يشعران بالخطر منه"-
 ولكن طبقا للكاتب مليتون فيورست كان إلحاح شوارتسكوف مستمرا فقد قال:
أخبرني دبلوماسي أمريكي في الكويت بعد تحريرها "كان شوارتسكوف يقوم بزيارات هنا قبل الحرب، ربما مرتين في السنة.كان جنرالا سياسيا وهذا في حد ذاته شيء غير عادي، وكانت له علاقات حميمة مع الوزراء المهمين، وكان لديه غرائز سياسية جيدة، ورغم انه لم يكن هناك اتفاقات أو التزامات ولكن حين حدث غزو العراق للكويت كان لديه علاقات مهمة يحتاجها.
وكان الكويتيون يخشون أنهم حين يستدعون الأمريكان لا يأتون، ولكن شوارتسكوف كان يؤكد لهم بإصرار بان الأمريكان سيلبون النداء.." ويقر شوارتسكوف انه تجول في الخليج محذرا من العراق.. لم يكن يشكك في شرعية مخاوف صدام بشأن الأموال والجزر، ولكنه يحدد مهمته بأنها تنحصر في إقناع عرب الخليج أن العراق أصبح اشد خطرا من إيران عليهم.
شيء مثير للاهتمام أن نعلم أن شوارتسكوف نفسه يقر بان للعراق مخاوف (شرعية) بشأن المال والجزر. ولكن لاحظ أن الجنرال (يحدد مهمته بأنها تنحصر في إقناع عرب الخليج أن العراق اشد خطرا من إيران عليهم) إذن مهمته لم تكن تحذير عرب الخليج من – خطر حقيقي – وإنما -إقناعهم – بخطر مفترض معين. لو كان الخطر حقيقيا لما احتاج شوارتسكوف أن يقوم بهذه الجولات لإقناع دول الخليج به.لأنهم في تلك الحالة كانوا سيشعرون بالخطر قبل شوارتسكوف. ما فعله شوارتسكوف من تكرار التحفيز وليّ الأذرع في الخليج يعني انه كان يوضح بجلاء للدول العميلة للولايات المتحدة بأن الولايات المتحدة جادة في رغبتها أن تراهم يتبنون هذا الموقف " أن العراق الآن هو العدو".
ما تبع ذلك يتماشى مع هذا التحليل. بعد أن قام نورمان شوارتسكوف بجولاته في
الخليج وهو يهمس في آذان الملوك والأمراء أن العراق أصبح خطرا كبيرا، كانت الكويت هي أكثر الدول التي تم تحذيرها بخطر العراق، هي أكثر الدول خروجا على المألوف، للمبادرة بالصراع مع العراق، ولكن الكويت كانت صغيرة وعاجزة عن الدفاع عن نفسها نسبة للعراق، كما اثبت ذلك غزو العراق لها فيما بعد، كما أن شوارتسكوف حذرها مرارا من خطر العراق عليها.
سوف أعطيك الآن فكرة عن همسات شوارتسكوف للكويتيين وعن الحيرة التي تسببوا فيها في المنطقة ثم سوف أبين لك أن الكويتيين بذلوا جهدا كبيرا لمسح الابتسامة الخبيثة من وجوههم.
 مقاطع من كتاب ميلتون فيورست :
( ولي عهد الأردن الأمير حسن كان أول من جلب انتباهي إلى دليل، يوحي بأن هناك تفاهما بين الولايات المتحدة والكويت خلال الربيع والصيف اللذين سبقا الحرب،  قال الأمير إن العالم العربي كله يشعر بالدهشة من تصرفات الكويت المتحدية للعراق حول المسائل الخلافية في بداية 1990.
وكانت الخلافات بدأت حين ضاعفت الكويت إنتاجها من النفط ، وقد صادف ذلك انهيار أسعار النفط العالمية إلى مادون مستوى السعر الذي حددته اوبيك،. وقد أشار خبراء اقتصاد النفط أن الكويت بصفتها دولة صغيرة عدد سكانها لا يتجاوز نصف مليون ولديها استثمارات أجنبية تنتج دخلا هائلا، فهي إذن كانت تستطيع تحمل انهيار الأسعار.
في حين أن العراق وهو دولة ذات 17 مليون نسمة في حينها، وكانت خارجة من الحرب وغارقة بالديون، وتحتاج بشدة إلى المال لإعادة الاعمار، وقال الأمير مع أن من حق الكويت أن تعمل ما تريد، ولكن الحكومات عادة لا تتخذ قرارات بدون حسبان النتائج السياسية، وبالتأكيد ليس هناك نظام مسئول يفشل في اعتبار التباين الكبير في القوة العسكرية بين العراق والكويت.
ماذا كان التفسير؟! كانت سياسة الكويت النفطية تضعف العراق بشدة، كان العراقيون يحولون أم قصر وهي قرية لصيادي السمك تقع على ساحل العراق الضيق المطل على الخليج إلى مرفق بحري مهم.. وكانت أم قصر تحتاج فقط من أجل سلامة ثغر العراق، إلى جزيرتي وربة وبوبيان، وهما جزيرتان غير مسكونتين من قبل الكويتيين، وتقعان على فم الميناء، وقد طلب العراقيون من الكويت إما منحهما مجانا أو بالتأجير، ولكن الكويتيين رفضوا أي اتفاق بهذا الشأن.
في هذه الأثناء ومع انهيار القوة السوفيتية بسرعة، كانت واشنطن تفكر بإمكانية الحفاظ على أسطول دائم في الخليج، وهذا يحدث لأول مرة منذ مغادرة البريطانيين. وقد تصور الكثير من العرب أن تشدد الكويت بشأن الجزيرتين مقصود به ضمان تفوق الأمريكان البحري في الخليج.
خلال المفاوضات بين العراق والكويت في بداية عام 1990 ، لم تتنازل الكويت عن أي شيء فيما يخص تقسيم حقول الرميلة على الحدود مع العراق، وهو خلاف يعود إلى زمن الاستعمار البريطاني، بل أكثر من هذا زادت الكويت الطين بلة بمطالبتها إعادة قروضها إلى العراق مع الفوائد، وهي القروض التي منحتها للعراق أثناء الحرب مع إيران,
وكان العراق يأمل أن تتنازل الكويت عن الديون، لأن العراق كان يخوض حربا مع إيران، والكويت هي من أهم المستفيدين من هزيمة إيران حيث كان الكويتيون يشعرون بالقلق من إيران بسبب أقليتها الشيعية الكبيرة.
 وكان رد العراق المطالبة بتعويضات تقارب بليونين ونصف دولار من النفط ، الذي اتهمت الكويت بأنها سرقته بطريقة الحفر المائل من آبار الرميلة، ومما زاد من سوء الأوضاع أن الكويت أرجعت موفدين كانوا قد جاءوا لمقابلة الأمير حسب مواعيد متفق عليها سلفا،  وقد اعتبر معظم العرب أن الكويت كانت تتصرف بشكل أهوج.
 وقد قال احد مستشاري الأمير حسن "لم نكن نستطيع تجميع قطع الموزاييك.، ولكن كانت لدينا شكوكنا، فقد كان الكويتيون يتصرفون بعنجهية، واخبرونا رسميا بأن الولايات المتحدة ستتدخل، لا نعلم من أين جاءوا بذلك الانطباع، من الولايات المتحدة ذاتها أم من طرف آخر، مثل البريطانيين أو السعوديين، ولكنهم قالوا أنهم يعرفون ما يفعلون، وكان يبدو عليهم الشعور بالأمان."- انتهى الاقتباس من فيورست.
ويمكن التكهن بأنهم علموا ذلك من شوارتسكوف، الذي كان يزورهم عدة مرات في السنة. وبطبيعة الحال، لم يكن المسئولون الكويتيون يستطيعون التصريح علنا "نعم نحن عملاء الأمريكان وقد طلبوا منا استفزاز العراق مع وعد بدعم عسكري أمريكي ولهذا فعلنا ما أمرنا به" ولكن من الطريف أن نرى أنهم قالوا علنا شيئا قريبا جدا من هذا المعنى.
 الشيخ علي الخليفة وزير النفط الكويتي السابق أنكر أولا "بأن الكويت في مفاوضات مع العراق كانت تحت تأثير احتمال الدعم العسكري الأمريكي.." فقد كرر على أسماع ميلتون فيورست الخطاب الكويتي في هذه المسرحية، وهو اتهام صدام حسين بكل جريمة على وجه الأرض. ثم ختم باعتراف مذهل :
 "ولكن السياسة الأمريكية كانت واضحة. لقد فهمناها، ولكن صدام لم يفهمها،كنا نعرف أن الولايات المتحدة لن تسمح لهم باجتياحنا"             وقد أوضح الشيخ سالم للكاتب فيورست بأنه رغم أن الولايات المتحدة لم تكتب ذلك التعهد على ورق، ولكن التفاهم بين الولايات المتحدة والكويت كان واضحا جدا وبكلماته:
 "في الوقت الذي بدأت فيه الأزمة في بداية 1990 كنا نعلم إننا نستطيع أن نعتمد على الأمريكان،  كان هناك حديث متبادل على مستوى السفراء قبل الغزو لم يكن هناك التزام مكتوب، ولكنه كان مثل الزواج،أحيانا لا تقول لزوجتك "احبك" ولكنك تعلم أن العلاقة ستؤدي إلى أشياء معينة تؤدي نفس المعنى "
لم تكن الولايات المتحدة تستطيع كتابة ذلك على الورق لأنها لو فعلت لامتنع العراقيون عن الغزو، وهكذا بعثوا شوارتسكوف من أجل تليين الكويتيين لمدة سنتين لإقناعهم بتأكيدات أمريكا.
 الآن السؤال هو: تحت أية فرضية كان من الضروري على حكام الولايات المتحدة دفع الكويت للتحريض على حرب مع العراق؟!
 لم يكن هناك إلا فرضية واحدة وهي:أن الولايات المتحدة تريد الدفاع عن إسلامية إيران الشيعية، ولكن ينبغي في الظاهر أن يكون السبب شيئا آخر، وبقيام الكويت باستفزاز العراق، يمكن لأمريكا الزعم أمام الرأي العام ،أنها تدافع عن دولة بريئة تم غزوها، في حين أن نقاد السياسة الخارجية الأمريكية كانوا يشتكون بمرارة من أن أمريكا كانت تدافع عن نفطها في الكويت، ولكن كل هذا الجدل كان للتلهي وصرف النظر عن الحقيقة، لأن القول بان حماية إيران جزء من سياسة أمريكا في دعم التطرف الإسلامي، لم يكن من الفرضيات التي قال بها أي شخص في الإعلام تفسيرا للحرب في الخليج، ولو كانت أمريكا تسعى لحماية الوصول إلى نفط الخليج، لما دفعت الكويت لاستفزاز العراق. بل على العكس إن هذا يخالف منطق هذه الفرضية.
وحتى يثبُتْ   سخافة فرضية أن أمريكا هاجمت العراق من اجل النفط، تعالوا بنا نناقش ذلك الأمر،  اعرف أن الكثير من الناس يعتقدون أن أمريكا تفعل كل شيء من اجل النفط، ولكن إذا كان المرء يفكر بطريقة علمية، فينبغي أن يهتم فقط بالبحث عن دليل يدعم هذا الزعم، وعما إذا كان ذلك الدليل منطقيا؟! أم لا؟!
. وطبقا لنيويورك تايمز "حين أسس جيمي كارتر السينتكوم في 1979 فقد فعل ذلك لأنه كان خائفا من أن يستغل السوفيت عدم استقرار إيران، ويحاولوا الهيمنة على حقول النفط في الخليج" والآن ربما تكون القدرة على حماية النفط هي منفعة جانبية للسينتكوم، ولكن من الصعب القول أن هذا هو هدفها الرئيسي.
 لقد رأينا سابقا من هذا البحث أن السياسة الأمريكية قد رعت حركات إسلامية حتى حين لم يكن هناك نفط، وبرجنسكي نفسه أوضح بأن تشجيع التطرف الإسلامي السُني في أفغانستان كان المقصود به تركيع الاتحاد السوفيتي. وفي نفس الوقت الذي بادر فيه برجنسكي بالسياسة المؤيدة للإسلاميين، تأسست السينتكوم بوضوح لحماية جمهورية إيران الإسلامية الشيعية أيضا على الحدود السوفيتية، وحتى لو افترضنا أن الهدف الأصيل للسينتكوم كان حماية مصالح النفط الأمريكية في الخليج من السوفيت فلاشيء أبدا يفسر بان يحل العراق محل الاتحاد السوفيتي كخطر على تلك المصالح حين وجهت السينتكوم عام 1988 لمواجهة العراق. تأمل:
·      العراق في 1988 لم يكن يشكل خطرا بحجم الاتحاد السوفيتي.
·  كان في ذلك العام قد ضعف وتعب من حرب 8 سنوات مع إيران حتى لو خرج منها أفضل قليلا من إيران.
·  لديه وفرة من نفطه الخاص لهذا كان الدافع لغزو البلاد المجاورة لسبب اقتصادي غير وارد.
·  كان أيضا الدافع الاستراتيجي اقل احتمالا لان صدام حسين كان يعرف تماما أن أي هجوم على عملاء أمريكا في الخليج سوف يستدعي غضب أمريكا وكانت هذه قد النقطة قد وضحت بجلاء إثناء الحرب الإيرانية العراقية بموقفها حين رفعت
      أمريكا علمها على ناقلات النفط الكويتية في الخليج
·  كما رأينا اخذ استفزاز العراق لمهاجمة الكويت الكثير من الجهد من الولايات
المتحدة وهذا يبين أن العراق لم يكن خطرا على المصالح النفطية الأمريكية في الخليج، لو كانت أمريكا تريد فعلا حماية نفط الخليج، فكل ما كان عليها أن تفعله هو تحذير العراقيين من أن أي مساس بالدول العميلة لها في الخليج سوف يعرض العراق للعقاب، ثم إذا فعل العراق أي شيء يمكن للولايات المتحدة معاقبة العراق ولكن ما فعلته أمريكا هو التحريض على حرب مع العراق الذي لم يكن يشكل أي تهديد.
هذا بالضبط هو ما حدث أيضا في حرب بوش الابن في حربه على العراق.
اقرب الاستنتاجات إلى المنطق هي انه في حرب 1991 هاجمت أمريكا العراق من اجل حماية إيران كانت العملية من اجل "تقوية إيران واحتواء العراق" بالضبط كما نصح زلماي خليل زاد.
وكما كانت حرب الخليج الأولى دعماً لإيران، كانت حرب الخليج الثانية للخلاص من صدام حسين لأجل عيون إيران وإسرائيل فقد صرح الصهيوني الجمهوري الأمريكي " توم لا نتوس D- Calif " صرح مهدئاً أعضاء الكنيست الإسرائيليين القلقين بقوله :" لن تكون لديكم أية مشكلة مع صدام فسنتخلص من هذا الوغد قريباً،  وسنضع في مكانه ديكتاتوراً مؤيداً للغرب والذي سيكون جيداً لنا ولكم"
مما تقدم أيها السادة نخلص إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهمت في إنشاء وتكوين الإرهاب الإسلامي من خلال تشجيع الجماعات المتطرفة سواء كانت جماعات سنية تنتهج الفكر الوهابي المتشدد، أو كانت جماعات شيعية تنتهج الفكر الفارسي الصفوي المتشدد، وأنها أحسنت استخدام الفرقين في تركيع الاتحاد السوفيتي، والعمل على انهياره.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية تُمثل الجماعات السنية المتشددة ذات المذهب الوهابي، فإن إيران تُمثل الجماعات الشيعية المتشددة ذات المذهب الفارسي الصفوي، وإذا كانت الولايات المتحدة قد عملت على تسليح السعودية منذ 1980 لضمان تمويلها للجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفيتي، والذي تجاوز 22 مليار دولار، فإنها في ذات الوقت حرصت على حماية إيران الشيعية منذ اعتلاء الخميني العرش الإيراني، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد ربت كلا الخصمين بين أحضانها حتى تأتي اللحظة التي ترى أن كلا الخصمين قد أدى الدور الذي عليه، فلن تتورع عن ضربهما في بعضهما البعض حتى تتخلص منهما.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة تميل إلى إيران الشيعية الفارسية الصفوية أكثر من ميلها للمملكة العربية السعودية السنية ذات المذهب الوهابي المتشدد، وذلك لأمور عدة منها:
·  أن فريضة الجهاد عند الشيعة معطلة لحين ظهور المهدي المنتظر، فلا جهاد إلا
بقدومه، وليس الأمر كذلك فيما يخص السعودية السُنًية.
·  أن الحرب الأمريكية مع حركة طالبان الأفغانية لم تضع أوزارها بعد، فالأفق
السياسي المسدود أمام الأمريكيين في أفغانستان، جعلهم يراهنون على إستخدام مزيد من القوة، لإرغام طالبان على القبول بالتفاوض وفقا للشروط الأمريكية. أي الوصول إلى الحالة العراقية في أفغانستان بترسيخ حكومة عميلة وضعيفة تضع قوة الدولة وأجهزتها من أجل حماية التواجد الأمريكي العسكري الرابض في الظل بعيدا عن الأعين داخل قواعد عسكرية كبيرة ومحصنة جيدا. وبالفعل تستنفر أمريكا وحلفاؤها الأوربيون طاقتهم لتدريب أجهزة القمع الأفغانية من جيش وشرطة ليكونوا مؤهلين لأداء المهمة نيابة عن قوات الاحتلال التي سيلوذ أكثرهاـ من الحلفاء الصغارـ بالفرار من أفغانستان. ويبقى كبار قادة الغزو "أمريكا وبريطانيا" في قواعدهم الحصينة للتدخل عند الضرورة القوى، ومن ثمة فما زالت أمريكا بحاجة إلى إيران سواء في العراق أو أفغانستان.
·  لا تشكل إيران أي تهديد للأمريكان فقد اكتملت حلقة التطويق حول إيران من
قبل القوات الأمريكية وتسهيلات القواعد موجودة (في العراق، أفغانستان، أوزبكستان، قرغستان، باكستان، تركيا، الخليج، مضيق هرمز)، أما بقية الدول (أرمينيا وتركمستان وأذربيجان) فهي حليفة لأمريكا وتقدم تسهيلات المطارات وغيرها، ومن ثمة فمن السهل على الولايات محاصرتها والقضاء عليها في أي وقت تشاء
من ذلك نُدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت قراراً بالوقوف إلى جوار إيران الشيعية الفارسية الصفوية ضد المملكة العربية السعودية السُنًية صاحبة المذهب الوهابي المتشدد في الحرب التي ستجري بين الطرفين بتحريض أمريكي، فعمدت أمريكا إلى إضعاف حلفاء السعودية مثل: تونس ومصر وليبيا واليمن من خلال ثورات الربيع العربي بتلك الدول، التي تمثل عمق استراتيجي للمملكة العربية السعودية، فلا تجد منْ ينصرها غير أمريكا، التي ستأتي لا لحماية السعودية، وإنما للحصول على النفط لتخرج من كبوتها الاقتصادية في سيناريو مكرر لحرب الكويت والعراق من خلال استفزاز الكويت للعراق، ومما يؤكد ذلك ما يلي:
§      تقرير سري أعده أليكسي ماسلوف:
في تقرير مثير للقلق أعده أليكسي ماسلوف الممثل العسكري الأقدم من البعثة الدائمة لروسيا إلى حلف الناتو، ذكر بأن القيادة في أمريكا أخطرت نظيرتها في روسيا – بناء على اتفاقية ضبط التسلح النووي الموقعة بين البلدين والتي تلزم كل منهما القيام بإخطار الدولة الأخرى في حال القيام بتدريبات مماثلة دون إلزام للدولة بالإفصاح عن الأسباب الداعية لذلك  – قيامهم بتدريبات عسكرية طارئة  من الدرجة الثانية القصوى DEFCON  حيث لها خمس درجات  الدرجة الخامسة، وتعني حالة سلم والدرجة ! وتعني حالة حرب وحاليا هم في الدرجة الثانية حسب الموقع التالي،  والتي تعني زيادة استعداد القوات لحالة حرب، وأن كل الأجهزة المعنية والأفراد المعنيين بهذه الحرب قد تلقو الإخطار بالاستعداد لاحتمال حرب، وأن وقت وتفاصيل الحرب قد تم إصدارها   – والذي ستتم بحضور الرئيس أوباما في 27 سبتمبر  بدنفر
والذي جاء فيه إن وحدات أسطول حلف الشمال قد اتخذت مواقعها قبالة الساحل الشرقي الأمريكي مع نظيراتها البريطانية والفرنسية والأمريكية للقيام بمناورات أطلق عليها FRUKUS 2011 والتي تضم عشرات آلاف من مشاة البحرية الأمريكية للتصدي لهجوم نووي وشيك على واحد أو أكثر من المدن الأمريكية. ووفقا للتقرير فإن كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تلقى معلومات متينة تفيد بأن هناك تخطيط لتفجير جهاز نووي منخفض المستوى خلال الأسبوع القادم بواسطة كل من الاستخبارات الباكستانية والسعودية، كما يشير التقرير إلى أن الرئيس اوباما في طريقة إلى قاعدة فورت دروم العسكرية في نيويورك اليوم للإطلاع والإشراف على هذا العمليات الجارية.
وهنا سؤال لماذا هذه المناورة؟! ولماذا تحديد العدو في المملكة العربية السعودية وباكستان؟! وما ذلك سوى للربط الذي تربط فيه أمريكا بين المخابرات السعودية وتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وأن المتفجرات التي اُستخدمت في ذلك قدمت من باكستان؟!
·      تحذير روسي سابق:
 وقد سبق أن أصدر الروس تحذير سابق بشأن الحرب ضد السعودية من قبل الأمريكان, لختم الحرب المفتوحة على الإرهاب، والتي تحالفت فيها أمريكا علنا مع الممالك العربية بينما تحالفت سرا مع إيران العدو التقليدي للمسلمين السُنًة، والتي تكللت بإسقاط حكومتين إسلاميتين كانتا تشكلان تهديدا قويا على إيران وهما: حكومة صدام حسين وحكومة طالبان، وبينما التحالف العلني لم يجني سوى الخسارة  بينما التحالف السري يحصد الانتصارات.
·  إعلان أوباما عن خططه لبدء سحب “القوات العسكرية الأمريكية” من أفغانستان:
فقد تزايدت مخاوف المملكة العربية السعودية نحو إعلان أوباما عن خططه لبدء سحب
“القوات العسكرية الأمريكية” من أفغانستان، والتي يعتقد كل من السعوديين والباكستانيين بأنها سوف تستخدم بدلاً من ذلك لاستهداف كل منهم, بموجب خطة أعدها اثنين من الأصدقاء الأكثر ثقة لدى أوباما وهما المواطنان الباكستانيان، وحيد حامد و حسن شاندو.  تهدف إلى: 
1_ تدمير بلاد العرب والمسلمين السٌنُة، وفي نفس الوقت حماية حلفائها الجدد من الشيع،ة وذلك بتقليم أظافر أعداء إيران، والقوى التي تشكل خطر عليها من أفغانستان وباكستان مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وصولا لليمن والبحرين.
2_ كما تقتضي الخطة تمكين الشيعة في الدول الإسلامية السٌنُية والعربية حتى تلك التي يمثل السٌنُة فيها أغلبية عددية، كما حصل في باكستان وكل ذلك نظير للخدمات التي يقدمها الشيعة لأمريكا في التخلص من المسلمين السنة وتنفيذ مخططاتهم، وهذا أتضح جليا في العراق و أفغانستان  حيث أصبحت تلك الدول السنية تحت حكومات شيعية أو موالية لإيران وهي محمية بالقوة الأمريكية، والتي لولا تلك الحماية لسقطت تلك الحكومات منذ سنوات,
3_ كما تشمل الخطة محاولة إخراج مصر من التحالف السني العربي لتنحاز لإيران، وتم المساومة على ذلك مقابل التخلص من الرئيس حسني مبارك ،للبدء في تلك العلاقات والتي كان مبارك يعتبر عائق في تنفيذها بالرغم من اعتباره الحليف الأوثق لأمريكا في المنطقة (فمنْ هم الجماعة أو الأشخاص الذين تحالفوا مع إيران لإسقاط مبارك  وخدمة إيران)
·      ثورة شعبية سلمية:
ما يجري في سوريا في هذه المرحلة التي تشهد ثورة شعبية سلمية عامة مستمرة ومتصاعدة منذ 5 شهور، والتي قابلها النظام بالبطش والقتل الأعمى للشعب، فلم يفرق بين الرجال والنساء، أو كبير وصغير حتى تجاوز عدد القتلى المعروفين 2500 قتيل فضلاً عن 15 ألف معتقل، ولتبرير هذه الوحشية في الاعتداء على الشعب لجأ النظام لكذبة مفضوحة، وهي وجود جماعات إسلامية تقوم بالاعتداء على الناس وقوى الأمن؛ ولأن هذه كذبة سمجة لم يصدقها أحد لا سيما أن هذه الجماعات الوهمية المعادية للنظام لا تقتل إلا المتظاهرين ضد النظام فقط ،أما المتظاهرين لتأييد النظام فهذه الجماعات الوهمية لا تتعرض لهم !! ولمزيد من فضح هذه الأكذوبة التي لا زال يتشدق بها بشار الأسد في رده على وزير الخارجية التركي مؤخراً ،والتي يرددها الإعلام السوري والإيراني، فلماذا لم تتحرك الولايات المتحدة والغرب الأوربي والسيدة/ الأمم المتحدة والسيد/ مجلس الأمن ضد قتل المدنيين السوريين لماذا؟ أليسوا مثل الليبيين؟! ببساطة لم يتحركوا لأن ما يتم في سورية عبارة عن تصفية للسُنًة على يد نظام بشار الأسد العلوي وبمساعدة إيرانية، وهذا ما يريده الأمريكان؟!
·      خطاب أوباما:
في خطابه الأخير في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر الأخ/ أوباما يقتبس من التوراة أحد مزامير سيدنا/ سليمان - عليه السلام - وُضِعَ هذا المزمور بسبب الخلاص الذي أعطاه الله لشعبه إثر أزمة عسكرية مع عدو. ربما خلاص أورشليم من حصار أشور أو خلاصها من أي عدو آخر، وربما كتبه داود إثر انتصاره في معركة من المعارك إذ شاهد عمل الله العجيب معه.المزمور يعلن عن سكنى الله وسط شعبه، سر قوتهم وإحساسهم بالأمان وملجأهم.والروح القدس حلّ على الكنيسة، وهو الآن ساكن فيها وفي أفرادها، يقودها ويعطيها روح القوة. ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عن الروح القدس.” نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي”. واترك لكم فهم المعنى خلف ذلك المزمور تحديداً في هذا التوقيت؟! لم يكن ذلك الاقتباس مصادفة، ولكنه جاء مع استراتيجية الأخ أوباما، والتي تتمشى مع ضغط الصهيونية البنكية عليه من أجل:
-1-   إتمام المشروع الصهيوني الإسرائيلي في المنطقة العربية، وهو الآن في مراحله الأخيرة من: تهويد القدس ـ هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه ـ طرد الفلسطينيين من كل فلسطين ـ إتمام هيمنة إسرائيل على المنطقة العربية ،كلها تحت حماية عسكرية أمريكية مقيمة دوما في المنطقة برا وبحرا.
-2- إغراق المنطقة العربية في صراعات داخلية ـ لصرف أنظار شعوبها عما يحدث في فلسطين، ولإيجاد عدو من داخل المنطقة بديل عن إسرائيل، وتستخدم إسرائيل في ذلك كامل الطاقة الأمريكية، وطاقة الأنظمة المحلية، وطاقة تنظيمات شعبية علمانية وإسلامية.
-3- ـ فرض حصار بحري على جزيرة العرب تمهيدا لتمدد إسرائيلي مستقبلي صوب المدينة المنورة ومكة المكرمة.
-4- تحطيم اليمن وتفتيته، بصفته الخزان البشرى الرئيسي في جزيرة العرب ومخزونها المقاتل الوحيد ، المتمثل في قبائل اليمن القوية والمسلحة.
-5-  تصفية القبائل الإسلامية في الصومال ، لفسح المجال أمام مساهمة إفريقية لغزو جزيرة العرب ضمن إسناد عسكري لتقدم إسرئيلى قادم ، عندما تكتمل شرائطه ، من الشمال صوب المدينة ومكة
-6- يجئ رفع وتيرة قعقعة السلاح الأمريكي في أفغانستان كجزء من خطة صرف الأنظار عما يحدث في القدس خاصة، وفلسطين عامة.   
-7- إشعال حالة من الكراهية العنصرية ضد المسلمين في أوروبا لصرف أنظار الأوروبيين عن المتسبب الحقيقي عن الكارثة المالية. وما قد ينتج عن ذلك من انبعاث الكراهية التقليدية لليهود في أوروبا، وربما بشكل إنتقامى هذه المرة. أي أنهم يخلقون أيضا لشعوب لأوروبا عدوا بديلا عن اليهود عدوهم التقليدي عبر قرون طويلة، تماما كما يفعلون مع العرب. ولذلك جاء رد الأخ أوباما على طلب أبو مازن للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الاعتراف بدولة فلسطين مراوغة ونفاق حيث قال:
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء بأن الفلسطينيين يستحقون دولة، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات مع إسرائيل. وقال أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «أنا مقتنع بأنه لا يوجد طريق مختصر لإنهاء صراع مستمر منذ عقود. السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال البيانات والقرارات في الأمم المتحدة.» وأضاف «قبل عام أعربت من على هذا المنبر عن الأمل بقيام فلسطين مستقلة. كنت ولا زلت أؤمن بهذا الأمر اليوم بأن الفلسطينيين يستحقون الحصول على دولة لهم. إلا إنني قلت أيضا إن السلام الفعلي لا يمكن الوصول إليه إلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم». وتابع اوباما «بعد عام ورغم الجهود المكثفة للولايات المتحدة ودول أخرى فإن الطرفين لم يتمكنا من حل خلافاتهما. أمام هذا المأزق اقترحت قاعدة جديدة للمفاوضات في أيار/مايو».
خطوات التنفيذ:
اليوم وبعد مضي قرن تقريباً على الثورة العربية الكبرى سنة 1916 ضد الحكم العثماني، والتي كانت نتيجتها خداع العرب وتقسيم الوطن العربي بين دول الحلفاء بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1917. بعد هذا القرن من الزمان أحيى الشباب العربي روح الثورة والتغيير مرة أخرى، لكنها هذه المرة للتغيير من الداخل وضد الحكام الطغاة الذين جثموا على صدور شعوبهم لثلاثة عقود أو أكثر، وقد كانت عقود عجاف تخلفت فيها أوضاعنا، وكٌبتت فيها حرياتنا، وسرقت فيها خيراتنا، فصرنا نأكل مما لا نزرع ونلبس مما لا نصنع، فصرنا تابعين للغرب اقتصاديا، وسياسياً، زاد فيها الملوك والحكام وحاشيتهم ثراء، وزاد الشعب فقر ومجاعة، تسيد فيها الراعي على الرعية.
لكن هذا كله كان تحت أنضار المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والولايات المتحدة، لا بل قل بموافقتها وبضوء أخضر منها؛ من أجل السيطرة على المنطقة من خلال حكامها الذين قمعوا الشعوب فساومهم الغرب طعماً لاصطياد الشعوب وخيراتها.
فقد كانت هذه هي المرحلة الأولى من الإستراتيجية الأمريكية حيال المنطقة، بجعل المنطقة تابعة لها من خلال زرع نظام دكتاتوري متواطئ معها ضد أمته وشعبه، وقد تم لها هذا.
لا جدل في القول بأن الواقع المرير الذي تعانيه الشعوب، وتراكم الآهات والفقر والكبت الذي تقاسيه هو من دفعها للانفجار ضد نظمها الحاكمة، لكن هذا الانفجار وهذه الثورات ما كانت لتنجح أو تستمر لولا دعم الولايات المتحدة لها، بذات الطريقة التي دعمت بها الثورة الإسلامية في إيران ضد الشاه آنذاك حين منعته من استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين.
 فأميركا التي تؤمن بأنه لا صدقات دائمة ولا عداوات دائمة لكن مصالح دائمة، فبعد حرب احتلال العراق التي أثبت الواقع والأمم المتحدة عدم شرعيتها لانتفاء صحة السبب المعلن لها وهو امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، ذهبت الإدارة الأمريكية إلى القول بأنها جاءت لتنقل الديمقراطية إلى العراق، ومنه إلى باقي دول المنطقة، ولما عجزت عن فرضها بالقوة التجأت إلى وسائل القوة الناعمة، والتي تمثلت بالالتفاف على المظاهرات العربية ودعمها وتأيدها ضد الحكام العرب ،الذين قررت خلعهم وإجراء تغيير جذري في طريقة إدارة المنطقة، وذلك بتطبيق الديمقراطية في المنطقة لكنها ديمقراطية تعزز الطائفية ، لذا نراها تعمد إلي الحديث عن مشاكل الأقليات وخاصة المسيحية وضرورة دعمها ومنحها حقوقها، ومما يدل على ذلك  هو إن الكونجرس الأمريكي عقد جلسة استماع لمناقشة أوضاع الأقباط في مصر، تشبه إلى حد كبير جلسات الاستماع بخصوص العراق والسودان.
ونراها بعد أن سمحت للرئيس اليمني تعديل الدستور وجعل الحكومة من اليمن الشمالي، تحرض أهل الجنوب للمطالبة بحقوقهم وعدم تهميشهم، فضلاً عن استخدام القوة الصلبة ضد معمر القذافي في ليبيا، وبذلك معايير القوة الذكية(الصلبة+الناعمة)
وهكذا بدأت تتخلى عن الحكام العرب واحدٍ تلو الأخر، فتؤيد الثوار على لسان اوباما، وهيرالي كلينتون، والمتحدث باسم البيت الأبيض، فتحذر الحكام من قمع المحتجين وضرورة الاستجابة لهم، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وإن كان هؤلاء الحكام موالين لها‘فالمصلحة اليوم تقضي بتغيرهم، ليتذوق بذلك هؤلاء الحكام طعم قانون السمك، فها هو القرش الذي سواهم طعماً حين لم يبقى سواهم استطعمهم.
فه
ا هي(أمريكا) اليوم تخطط لكسب عمالة الشعوب بدل الحكام، وهذا ما صرحت به كوندليزا رايز قائلة: "عملنا على مدى نصف قرن على كسب عمالة الحكام، واليوم يجب العمل على كسب عمالة الشعوب"
ومصلحتها من ذلك هي: التمهيد لتقسيم المنطقة إلى دول على أساس المكون العرقي والطائفي بعد تطبيق الديمقراطية الزائفة، وتحريض الأقليات على الانفصال، وبالتالي الاقتراب من تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي تبقى فيه إسرائيل كمخلب قط في المنطقة.
 إن الثورات العربية أو ثورات الربيع العربي التي، قامت بهدف الحرية المزعومة، تديرها  الولايات المتحدة من خلال سامانثا باول، ومايكل ماكدويل من "مجلس الأمن القومي" في البيت الأبيض، ويرعاها عرابها الصهيوني برنار هنري ليفي، فهذا الرجل ليس مفكرا وصحفيا عاديا يعيش بكسل وراء مكتبه المكيف، إنه رجل ميدان عرفته جبال أفغانستان،وسهول السودان، ومراعي دار فور، وجبال كردستان العراق، والمستوطنات الصهيونية بتل أبيب، وأخيرا مدن شرق ليبيا··· حيث أنزل العلم الأخضر الذي اعتمدته القيادة الليبية، كردّة فعل على اتفاقيات كامب ديفيد سنة 1977م ورفع علم الملكية السنوسية البائد، وحيثما مـرّ ذلك الصهيوني تفجرت حروب أهلية وتقسيم، وطائفية، ومجازر مرعبة، وخراب كبير، وجهده المبذول من أجل الترشح للرئاسة في إسرائيل، ولكن بعد أن ينهي المهمة التي يقوم عليها ليمهد لإسرائيل جديدة، وعرب جدد، وشرق أوسط جديد بمباركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، نعم لقد أخطئ كل منْ: معمر وحسني وعلي صالح وغيرهم ممن كان مستعملا ومستخدما لخدمة أمريكا، وإخماد ثوراتهم ضد إسرائيل، والتدخل الأجنبي في العراق وغيرها، إلا أن أمريكا وجدت أن هؤلاء غير صالحين للعهد الجديد، والشرق الأوسط الجديد، الذي تحدثت عنه السمراء كونداليزا رايس·
في مصر:
·  ففي مصر تم تفعيل استخدام الفيسبوك لأن الشاب المصري شديد التأثر
بالتقنية وتم استخدام وائل غنيم للقيام بهذه المهمة، الذي وقف في ميدان التحرير يردد: نعم كنت أدفع من جيبي الخاص لهذه الثورة·
فما الدافع له على ذلك الدفع ؟! أو وطنية ؟! أم أن هناك منْ موله لذلك ؟! ولمصلحة منْ ذلك التمويل؟!
شاهدنا كيف اجتمع مع بعض القادة من الإخوان المسلمين في مصر، واجتمع بشباب الثورة وبمثل ما كان نزوله في ميدان التحرير بالقاهرة، كان نزوله ببنغازي في ليبيا،بل وصل به الأمر لإلقاء كلمة في بنغازي وسط تجاهل تام من القنوات العربية التي تدعم الثورة، فلم نشاهده على القنوات الفضائية وأخص منها الجزيرة، التي غطت ثورة مصر على مدار الساعة، ثم أفردت لها قناة خاصة فما الهدف من تجاهل تلك القنوات؟؟؟ وكذلك لقائه مع عبد الجليل في ليبيا وهو وزير العدل السابق وقائد الحكومة الانتقالية·
وقام بالاتطلاع على التخطيط والخرائط في ليبيا، مع القائد المنشق عن معمر وقائد الجيش في المجلس الانتقالي، والسؤال كيف سمح لهذا الشخص أن يصل إلى أن يطلع على سير العمليات ؟! وأي نفوذ لديه؟! وما الدور المستقبلي الذي ينتظره في حال سقطت تلك الأنظمة؟
بل نجده يذهب بعيداً ليكون في الخطوط الأمامية في قلب صحراء ليبيا فلم كل هذا العناء، السؤال الذي يؤرق الجميع لماذا غيّبت القنوات الفضائية التي تدعم ،الثورات حقيقة هذا الرجل ونفوذه على الشعبين المصري والليبي ولا ننسى منذ أيام عدة اجتماعه
بمكتب صفحة خالد سعيد مع بعض مرشحي الرئاسة في مصروهم.
شارك في الاجتماع كل من: د.محمد البرادعي، عمرو موسى، د.محمد سليم العوا، د.عبدالمنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي، حازم أبو إسماعيل، كما شارك عبر الهاتف
المستشار هشام البسطويسي نظرا لوجوده خارج البلاد، فماذا كان الهدف من ذلك الاجتماع، والذي بسببه اعتذر السادة المرشحون عن لقاء رئيس وزراء تركيا، أليس في ذلك الأمر ما يدعو إلى الدهشة.                                
·  كما لا ننسى ما ذكره رئيس مدرسة الثورة الصربية حيث قال:دربنا 6" أبريل"
على الإطاحة بالديكتاتور فقد أعلن رئيس مدرسة الثورة بصربيا "سرجا بوبوفيتش" أن مجموعة "6 أبريل" تلقت ورش عمل مع إحدى المؤسسات الصربية (CANVAS) عام 2009 للتدريب على كيفية إسقاط الديكتاتور، بجانب عدد من جماعات المعارضة فى مصر، وهو الكلام الذى وصفه أحمد ماهر، منسق حركة شباب 6 أبريل بـ"عدم الدقة"، معلناً سفر مجموعة من شباب الحركة إلى صربيا للإطلاع على تجربتهم في التغيير وليس التدريب.                                                                                             
كشف "بوبوفيتش"، في حواره مع إذاعة "صوت أمريكا" أمس الأول، عن ارتفاع عدد زائري موقع المؤسسة بعد نجاح الانتفاضات العربية في مصر وتونس،وقال بوبوفيتش إن مدرسة الثورة جزء من مؤسسة (CANVAS) التي تعمل على تغيير النظام بالقوة، موضحاً أن الفكرة جاءت لمساعدة جماعات من زيمبابوى وروسيا البيضاء عام 2003، لأنها كانت مستوحاة من الثورة الصربية، قائلاً إنها كانت هواية في البداية ثم توالت الطلبات على المؤسسة وأصبحت تدرس طبقاً لـ"مناهج دراسية".
وإنني لا أشكك في وطنية أي فرد ولكني أسأل ما الدافع الذي دفع تلك المؤسسة لتدريب شباب مصر؟! ومنْ الذي تحمل التكلفة ذهاباً وإياباً وإقامة؟! ولمصلحة منْ ؟! أليس الأمر محير؟!
·  كما لا ننسى ما ذكره المحامي خالد أبو بكر عن المدعين بالحق المدني في قضية
مبارك حيث قال: أكد خالد أبو بكر محامي أسر شهداء ومصابي الثورة أن هدفه وهدف من يمثلهم في قضية قتل الثوار والمتهم فيها حسني مبارك وحبيب العادلين و6 من مساعدي الوزير هو إظهار الحق ومعرفة من الذي تسبب في قتل أبنائنا وإصابة أحرين حتى ولو كانوا خارج قفص الاتهام وحتى وان أدت الحقيقة إلي تبرئة احد المتهمين "فهذا هو منطقنا"
وأوضح أبو بكر -في حواره مع صحيفة الأخبار الاثنين- إن أوراق القضية لم تأت بالحقيقة كاملة، وانه يجب ألا ننجرف وراء مشاعرنا فنظلم شخص أو نعفي أخر من العقوبة، مضيفا إن الحقيقة لدي ثلاثة أشخاص هم المشير طنطاوي والمرشد العام الأخوان وعمر سليمان، ولذلك سأطلب سماع شهادتهم، مؤكدا إن الحكم النهائي في القضية لن يكون قبل عام 2013.
وأضاف "انه لابد أن يأتي المشير طنطاوي إلي المحكمة ويقول لنا صراحة هل تلقي أمرا من مبارك باستخدام القوة لفض المتظاهرين أم لا؟ وهذا السؤال له وجاهته، إذا ما كان مبارك قد تولدت لديه النية لاستخدام القوة تجاه المتظاهرين وانه استخدم أول أدواته وهي الشرطة وعندما عجزت وسقط من سقط قتيلا وجريحا لم يبال وإنما أراد الحفاظ علي السلطة، وحاول استخدام ثاني أدواته وهو الجيش الذي لم يقم علي ارض الواقع بتنفيذ هذه الأوامر."
وأشار خالد أبو بكر محامي أسر شهداء ومصابي الثورة إلى أن أفراد الشعب المصري وأهالي المجني عليهم لم يعرفوا حتى اليوم كواليس ما دار بين الرئيس والمشير، "ونحن واسر الشهداء نسأل سؤالا منطقيا لا يراد به إلا الحق وهو من الذي تسبب في مقتل وإصابة أبنائنا وعلي المشير إذا ما أراد استكمال صورته الراقية أمام الشعب المصري أن يأتي ليقول لنا كواليس الإحداث."
وعن دور المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال: "رغم أن الإخوان لم يشاركوا في تظاهرات 25 يناير وإنما انتظروا أن يجربوا أولا في الشباب المصري الحر وعندما نجح هؤلاء الشباب هب الإخوان كالأسود الجريحة وللأمانة فقد كانت بالنسبة لهم معركة أكون أو لا أكون فهم الذين باتوا ليالي في سجون ومعتقلات امن الدولة وأخرجهم نظام مبارك من ديارهم ليلا ونهارا وحرمهم من أموالهم وصادرها وحرمهم من أبنائهم وأسرهم."
ونوه أبو بكر انه لابد من الاستماع أيضا لشهادة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات وقت الأحداث، حيث كان على علم ببواطن الأمور ويجب عليه تماما أن يشرح لأبناء الشعب المصري ما لديه من معلومات في جريمة قتل وإصابة الثوار، وهل هناك قوات من الحرس الجمهوري قد شاركت في مقاومة هذه التظاهرات سواء باستخدام السلاح او بالامداد بالمعلومات خاصة أن شهادته أمام النيابة جاءت موضوعية وضد الرئيس السابق لاسيما في علاقته مع حسين سالم، "وما آخذه علي عمر سليمان في التحقيقات أيضا انه لم يوضح لنا حقيقة الأمر بقطع الاتصالات وما هي اللجنة التي أصدرت هذا الأمر"
وأضاف إن أقوال عمر سليمان في التحقيقات جاءت وبالنص (انه في يوم 27 رصدت معلومات الجهاز وجود اتصالات بين عناصر من الإخوان المسلمين وعناصر من حركة حماس بغزة وفهم من هذه الاتصالات أن جماعة الإخوان المسلمين ستشارك في تظاهرات يوم 28 التي سميت جمعة الغضب كما إن عناصر الجهاز رصدت وصول مجموعات من حماس إلي مصر يوم 28 وشوهدت بعد صلاة الجمعة في ميدان التحرير).
وهنا مجرد أسئلة لعل أحد من الإخوان يجاوبنا عليها:
§  لماذا لم يخرج الإخوان للتظاهر يوم 25 يناير؟ وانتظروا حتى 28 يناير؟!
§  ما حقيقة اللقاء الذي دار بين الإخوان والسيد المندوب الأمريكاني: وائل غنيم؟!
§      لماذا استعان الإخوان بالأخوة في حماس ؟! وما حقيقة دورهم؟!
§  وهل لهم دور في فتح السجون؟! وإثارة الفوضى كما يُشاع عن ال سي دي المقدمة من السيد/ عمر سليمان للنيابة العامة في قضية قتل الثوار؟!
§  وهل مساهمة حماس من واقع مناصرة الإخوان؟! أم بتعليمات من إيران؟!
§  وما حقيقة ما ذكره السيد/ مرتضى منصور عن مساهمة حماس في قتل متظاهري التحرير؟!
§  و إذا ما حدث قتال ما بين السعودية وإيران ففي صف منْ سيكون الإخوان؟!
في ليبيا:
عضو الكونجرس الأمريكي السابق والتر فونتلري، و الذي عاد مؤخرا من مهمة سلام في ليبيا، قال انه اختبأ لمدة شهر تقريبا في ليبيا بعد الأحداث المروعة التي كان شاهد عليها في الحرب الأهلية الدموية في ليبيا، وهي الحرب التي يقول بأنها مدعومة من القوات الأوربية وقد دعا الاختفاء المفاجئ لعضو الكونجرس السابق وسائل الإعلام لتناقل خبر اختفاءه ومقتله في ذلك الوقت.
و في مقابلة داخل منزله شمال غرب العاصمة الأسبوع الماضي، أشار زعيم الحقوق المدنية ذو الأصول  الأفريقية أنه كان شاهد عيان على ما فعلته القوات الفرنسية والدنماركية في القرى الصغيرة بالأهالي حيث قامت القوات الأوربية  بقطع رؤوسهم و التمثيل بالقتلى من الأهالي سواء كانوا من المتمردين أو الموالين للقذافي ليبينوا لهم من هو المسئول؟! وله السلطة.؟!
ويستطرد زعيم الحقوق المدنية قائلا: "لقد قلت لنفسي ما هذا بحق الجحيم لابد لي من الخروج من هنا, ولذلك اختبأت "ويضيف بأن الثوار أخبروه بأن القوات الأوربية طلبت منهم الاختباء بالداخل في حين تقوم تلك القوات بالتفجير وقتل الأهلي ثم تنسب الفعل للثوار فيما بعد "
حقائق ما حدث ستظهر فيما بعد هكذا أضاف مستطردا :و بينما كان  في ليبيا وقال بأنه اجتمع بعمر القذافي وتحدثا وجها لوجه وقد أكد له القذافي بأنه فيما لو نجا من هذا الهجوم فإن مهمته التي أخذها على عاتقه وهي توحيد البلدان الإفريقية سوف تستمر.ويضف قائلا بأنه وعلى عكس ما رأيت وسمعت في وسائل الإعلام الغربية لاحظت أن أكثر من 90% من الشعب الليبي يحب القذافي, كما قال:" بأنه بات يعتقد بأن المهمة الحقيقية وراء الهجمات على القذافي هي لمنع الجهود التي تبذل بواسطة القادة في أفريقيا والتي تريد وقف إعادة استعمار أفريقيا.
وقد عاد إلى واشنطن العاصمة يوم 31 أغسطس. وقال انه عندما انتشرت شائعات حول
مقتله اختفى ولأكثر من شهر قرر عدم الاتصال بعائلته ومواصلة مهمة التحدث مع الزعماء الروحيين الأفارقة حول حركة توحيد أفريقيا بالرغم من الانتفاضات العربية.و ما زلت هنا"، أضاف، مشيرا إلى أجزاء عدة من جسده. وقال " مازلت احتفظ بأصابعي يدي ورجلي وأنا محظوظ للغاية.
داخل منزله،   أرانا من  مذكرات عدة والدفاتر ليشرح لماذا سافر إلى ليبيا في وقت كان تمر بها الاضطرابات المدنية. "وكانت هذه الزيارة الأخيرة إلى ليبيا جزءا من البعثة الدائمة التي بدأت في عهد الدكتور مارتن لوثر كينغ عندما أعطاني أوامر للانضمام لأربع دول في القارة الأفريقية مع أربعة في الشتات الأفريقي لإعادة القارة إلى مرحلة ما قبل الاستعمار  وقال "نريد أن تكون أفريقيا سلة الخبز للعالم".
قال. "في الوقت الراهن، جميع الطرق الرئيسية في كل بلد من البلدان في جميع أنحاء أفريقيا  تؤدي إلى الموانئ التي تأخذ مواردها الطبيعية والثروات خارج القارة ليتم بيعها في الأسواق الأوروبية."
فهدف الحرب في ليبيا ليس النفط فقط ،والذي تقدر احتياطاته بـ ( 60 مليار برميل) وهو الأكثر أهمية في أفريقيا حيث تكاليف الاستخراج  هي من بين أدنى المعدلات في العالم. ولا نغفل ذكر الغاز الطبيعي، التي تقدر  احتياطياته تقدر بحوالي 1.5 تريليون متر مكعب.بالإضافة للاستيلاء على الصناديق السيادية، والثروة، التي استثمرتها الدولة الليبية أن الدولة في الخارج والتي تقدر بـ 70 مليار دولار أمريكي
أعلمتم لماذا كان الحرب على ليبيا ونضيف خلافا لما سبق أن الأخوة الأمريكان والأوربيون كان لديهم تخوف من وجود أسلحة نووية في ليبيا فيشكل ذلك شوكة في ظهر حرب السعودية فكان لابد من دخول ليبيا وتدميرها بحثاً عن تلك الأسلحة حتى ولو سُحق كل الليبيين تحت عجلات أله الحرب الغربية، هذا ما جاء واضحاً في تقرير منظمة حقوق الإنسان والتي أكدت أن الثوار قد ارتكبوا من المجازر ما فق ما فعله القذافي.
 في اليمن:
 الحوثيين هي قبيلة انتهجت منهجا شيعياً وتأسست في صعدة شمال اليمن تُنسب لحسين بدر الدين الحوثي الذي أسسها قبل عام 2003 ، وكانت تسمى قبل التمرد بحركة الشباب المؤمن . تطالب بإقامة دولة مستقلة عن النظام في اليمن , خاضت معها السلطات اليمنية خمس حروب بهدف القضاء عليها.يطالب الحوثيون النظام اليمني بقيادة علي عبد الله صالح بترك الحكم أو الانفصال وإقامة دولة خاصة بهم
 يدعم الحوثيين  النظام الملالي في إيران ( نظام الخميني ) بهدف تصدير الثورة وإقامة حركات انفصالية في قلب البلاد العربية على غرار - لبنان - العراق
دعم الحوثيين بالسلاح والمال من قبل إيران جاء بمباركة أمريكية حيث نقل
تقرير لصحيفة واشنطن بوست في أوخر عام 2007 عن دعم أمريكي للحوثيين حيث يشكل الحوثيين خطر على المملكة العربية السعودية ،وهو الفصل الرابع من التخطيط الأمريكي لما يسمى بالشرق الاوسط الجديد أو الكبير بعد أن نجحت خططها في أفغانستان والعراق والصومال
و إلا فكيف بسفينة إيرانية محملة بالأسلحة تعبر بحر العرب وتصل خليج عدن لإمداد الحوثيين على مرئ ومنظر من القوات الأمريكية في الخليج العربي، لاحظ السياسة الأمريكية المزدوجة في التعامل مع مصالحها إلا بإمكان أمريكا أن توقف الدعم الإيراني للحوثيين هل علمتم الآن منْ الذي يقف في ساحة التغيير ؟! ولماذا يصرون على رحيل على عبد الله صالح؟!!!!!1
مقتل بن لادن

مقتل أسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والأب الروحي للجهاد المسلح:ذكرت المصادر، وفقا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن تحقيقات تم إجراؤها مع معتقلين متورطين بنشاطات إرهابية قبل حوالي أربع سنوات كشفت عن هوية أحد مساعدي بن لادن الذي يعتبر مقربا جدا منه، وتم التعرف على مكان وجوده قبل حوالي عامين، حيث شوهد برفقة شقيقه، غير أن مكان سكناهما لم يكتشف إلا في شهر أغسطس من العام الماضي، وتبين أنه عبارة عن مجمع بنايات محصّن في بلدة أبوت أباد الواقعة حوالي خمسين كيلومترا شمالي غربي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وتبين فيما بعد أن أبناء عائلة أخرى تسكن في المكان، وهم كما يبدو من أفراد عائلة بن لادن وبمن فيهم إحدى زوجاته.
وأضافت: "في شهر فبراير الماضي تأكدت الاستخبارات الأمريكية من وجود بن لادن داخل هذا المكان، وبدأ التخطيط لتنفيذ عملية تستهدف قتله".وأكدت المصادر الأمريكية، أنه لم يتم إشراك أي دولة أخرى بما في ذلك باكستان في التحضيرات الجارية للعملية،ولفتت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك  أوباما اتخذ القرار النهائي بتنفيذ العملية يوم الجمعة الماضي.
فلماذا قام الأمريكان بمقتل بن لادن الآن رغم أنهم قد حددوا مكانه منذ عامين؟! لأن شعب اليمن في حاجه ماسة إلى أسامة بن لادن أكثر من حاجة وزيرستان أو شريط الحدود الباكستانية الأفغانية. وذلك هو الظرف التاريخي، الذي تظهر فيه معادن الرجال فعند قيام حرب الإيرانية - السعودية لن يصمت بن لادن ولا أتباعه فالشعوب الإسلامية جميعها سترجوا و تتمنى عودته إلى اليمن وجزيرة العرب حيث المقدسات التي دعا إلى تحريرها، ومن هنا جاء مقتله حتى لا يعوق ثورة الحوثيين الشيعة والمدعومين من إيران ضد الُسنة.
يقول محلل عسكري أمريكي شاركـ في حرب أفغانستان ما نصه ( لقد استخدمنا كل الأسلحة المتطورة والمحرمة في حربنا ضد طالبان ولكن لم نحقق شيئ سوى خسائر مالية وعتاد وقنابل ثمنها بالمليارات ولم نحقق أهدافنا والسبب في هذا حرب العصابات إنها حرب عقيدة وإن من يزاولها فهو المنتصر بخلاف منْ يملكـ أحدث التقنيات والأسلحة المتطورة)

قناة الجزيرة:
ولا ننسى دور قناة الجزيرة وصاحبها خادم أسياده الأمريكان صاحب قناة الجزيرة حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ودوره ودور قناته المشبوه في الربيع العربي فقد كشفت وثائق "ويكيليكس" عن وجود تعاون وثيق بين المدير العام لقناة الجزيرة وضاح خنفر ووكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية CIA، وعن تلقي الإعلامي الفلسطيني تقارير شهرية من الوكالة عن أداء "الجزيرة" في تغطية الأحداث المرتبطة بأمريكا ومصالحها.
يعود تاريخ الوثائق المنشورة إلى 20 (أكتوبر) 2005، وتكشفت عن تعاون وتنسيق دوريين بين وكالة الاستخبارات العسكرية والمدير العام لـ"الجزيرة"  وحسب "ويكيليكس" فإنه وخلال اللقاءات بين الطرفَين، تعهّد خنفر تعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأمريكية أو حذفها تمامًا. فما رأيكم في هذا أيها السادة؟!
النتائــج المحتمــل أن تفرزهــا ثورات الربيع العربي:
قبل الخوض في النتائج التي يمكن أن تفرزها ثورات الربيع العربي أردتُ أن أذكر أولا النتائج التي ترتبت على ثورة عرب الكبرى ضد الاحتلال العثماني سنة 1916 والتي مضى عليها نحو قرن من الزمان لأوجه الشبة بين هذه الثورات وتلك الثورة وبخاصة فيما يتعلق بالهدف وهو الحصول على حكم ديمقراطي بعيداً عن كل أشكال الاحتلال سواء كان مباشر أو غير مباشر.
هذا بخلاف الثقة التي يُعطيها الكثير من الثوار والدوائر القائمة على الحكم الآنفي بلاد الربيع العربي للغرب الأوربي والكاوبوي الأمريكي، و أحياناً أخرى للشيعة الصفوية الفارسية في إيران، فما هي النتائج التي ترتبت على الثورة العربية الكبرى سنة 1916
1. تقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ بين الحلفاء، وخضوع بلداننا للاحتلال، ورسم حدود بين الأقطار العربية.
2.التمسك بالعصبية والقومية بدلاً من الأممية التي ركز عليها الإسلام، الذي قام على مبدأ لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى؛ فقد خدع لورنس هذا، العرب بضرورة إقامة حكم عربي واستبدال خليفة المسلمين في نظر مسلمي العالم بشريف من نسل الرسول حاكم الحرمين وحامى الكعبة، وهنا دخلت العنصرية والقبلية، فصار شعارنا أنا ومن بعدي الطوفان، لا بل صرنا نتشبث بالسلطة ونتصارع عليها.
3.        أسهمت وبشكل كبير في إنهاء حكم الإسلام وإضعاف المسلمين عالمياً وخضوعهم للصليبيين. فلورنس لم يكن يهمه من أمر العرب شيئاً فهو لم يكرّس نفسه لإنشاء دولة عربية موحدة كما يُشاع لأنّه كان يُقدّم مصلحة بلاده على أي شيء آخر، ومصلحة بريطانيا تقضي بإبقاء الشرق الأوسط منقسماً على ذاته، يقول لورنس في أحد تقاريره: لو تمكنا من تحريض العرب على انتزاع حقوقهم من تركيا فجاءه وبالعنف لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم فنمزقهم من داخلهم وفي عقر دارهم، وسيقوم نتيجة لذلك خليفة للمسلمين في تركيا وآخر في العالم العربي ليخوضا حرباً دينية داخلية فيما بينهما، ولن يخيفنا الإسلام بعد هذا أبداً
4.  بسببها كسرة شوكة المسلمين والعرب، إذ كانت العقبة الأساسية التي كانت تواجه بريطانيا وحلفاءها هي الإسلام؛ لذلك سعوا للقضاء عليه عن طريق هدم الخِلافة الإسلامية، والدليل تقرير سريّ كتبه لورنس عام 1916 بعنوان سياسة مكة أوضح فيه رأيه في ثورة العرب: إنّ نشاط الحسين مفيد لنا إذ أنّه ينسجم مع أهدافنا الكبيرة، وهي تفكيك الرابطة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، لأنّ الدول التي ستنشأ لتخلف الأتراك لن تشكل أي خطر على مصالحنا… فإذا تمكنا من التحكم بهم بصورة صحيحة فإنهم سيبقون منقسمين سياسياً إلى دويلات تحسد بعضها البعض ولا يمكن أن تتحد".
5. أسهمت في زرع بذور التفرقة والتجزئة بيننا حتى بتنا عاجزين عن توحيد عملتنا وأسواقنا،واسهم في القضاء على أي فكرة أو مشروع للتكامل العربي.
6. هي منْ مهدت الطريق لاحتلال فلسطين.
7.إنها ورثنا الخيانة والغدر والتخلي عن قضايانا فمنذ ذلك التاريخ والعرب لا يتكاتفون وكلما ظهر فيهم رجل صالح تأمروا عليه وغدروا به وأقصوه خوفاً على المناصب والمصالح.
نتائج محتملة للربيع العربي:
بعد استعراض ربيع الثورات العربية، وأسباب دعم أمريكا للشعوب وتخليها عن الحكام، يمكن أن نستخلص عدة نتائج قد تفرزها تلك الثورات وهي الآتي:-
1. تعميم النموذج العراقي للديمقراطية التوافقية الطائفية والمذهبية والعرقية
.وبالتالي إقامة نظم سياسية ديمقراطية ضعيفة في المنطقة.
2.تعزيز الاحتقان الطائفي،وإثارة القلاقل بين المكونات السكانية،مما قد يؤدي إلى موجة عاتية من الحروب الأهلية،والصراعات العرقية ، والصراع على السلطة،وبالتالي فتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الأجنبية.
3.         إمكانية انفصال بعض الأجزاء عن الدولة الأم خصوصاُ التي تشغلها أقلية ما عبر منحها حق تقرير مصيرها، فربما ينفصل الأقباط في مصر، والأكراد في سوريا، وتنفصل القبائل في ليبيا، وينفصل اليمن.الخ،لخ، وبالتالي تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم، وتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير.
4.   تعزيز موقف إسرائيل وتسيدها للمنطقة وحماية أمنها.
5. تسيد الفكر الشيعي الفارسي الصفوي وانحسار الفكر السني المعتدل.
وعموماً فإن هذا لا يعني بأننا ضد الثورات وتغيير الحكام الطغاة، لكن درئ المفاسد مقدم على جلب المصالح، فهؤلاء الحكام ما يحسب لهم هو حفاظهم على الوحدة الوطنية، ومن هنا فأني أدعو إلى التفكير والتخطيط لما بعد التغيير وتحديد أواويات المرحلة الانتقالية والمراحل اللاحقة لا أن تأخذنا العاطفة فنتظاهر دون تدبر في عاقبة الأمور.
أعلم أن وصف الفلول والعمالة جاهزة لكل منْ يحاول ايضاح جانب من حقيقة ما حدث، ولكن هذا لن يُثني المرء على قول كلمة الحق، حتى ولو وقفت غصة في حناجر منْ لا يقبلون النقد، هؤلاء الذين انتفخت أوداجهم لمجرد وجودهم العابر في ميدان التحرير، وإن الأيام القادمة ستكشف عن الكثير من الحقائق التي مازالت مستترة والتي ستثبت أن هناك منْ تآمر على ذلك البلد ليس بدافع التغيير ومقاومة الفساد، وإنما بدافع القفز على السلطة، ومحكمة التاريخ لم ولن تكذب أو تتجمل
إن ما يقلق الآن هو رغبة العديد من التيارات في القفز على السلطة، كما أن كل تيار يرغب في تسيد وجهة نظرة، ويرى أنها الأفضل وأنه برؤية ووجهة نظره قد أصاب كبد الحقيقة، إن هذا البلد لن ينهض من كبوته إلا إذا تخلى كل تيار عن ذاتيته، وقدم مصلحة الوطن على مصلحته، وتخلينا عن روح الشك والريبة التي بدأنا نصف بها بعضنا البعض، إن هذا البلد مستهدف من الخارج قبل الداخل، فالوتر الذي يعزفون عليه الآن حتى
يصلوا لأهدافهم هو استمرار حالة الهرج في البلاد، وتقويض كل فرصة للاستقرار.
أيها السادة لابد من طي صفحة الماضي بآلامه، والنظر إلى المستقبل من خلال البحث عما هو أفضل ويتوافق مع مكونات ومقومات هذا البلد، ووقف الصراعات الدائرة والمتناحرة والألفاظ البزيئة التي يرددها البعض منا لمخالفه في الرأي، فما بين قوائم للعار، إلى الدعوة إلى الدولة المدنية، إلى الدعوة إلى الدولة الدينية على طريقة: لا تجادل يا أخ على حتى لا تقع في المحظور، إلى الدعوة إلى العسكرة ما بين هذه الدعوات سيضيع الوطن، وينتصر العدو.
أيها السادة لقد تم ضبط صواريخ مضادة للطائرات منذ أيام على مقربة من مدينة الإسماعيلية في طريقها إلى سيناء بالله عليكم من أين أتت؟! ولماذا تتجه إلى سيناء؟! تدبروا أيها السادة الخطر المحدق بنا، إن ما يدفعني إلى التشاؤم من كل ما يحدث ويجعل البعض تارة يصفني من الفلول وأخرى بالعمالة قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –  حيث قال:
( تكون نبوءة ما شاء الله أن تكون ثم تنقضي. ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة مشاء الله أن تكون ثم تنقضي، ثم تكون ملكاً وراثياً عضوضاً ما شاء أن تكون ثم تنقضي، ثم تكون ديكتاتورية جبرية ما شاء الله أن تكون ثم تنقضي، ثم تعود خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بدأت أول مرة ) صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
تأمل أخي الكريم المراحل مرت وتمر بها الدولة الإسلامية:
الأولى مرحلة النبوة: وقد انقضت.
الثانية مرحلة الخلافة: وقد انقضت
الثالثة مرحلة الملك الو راثي: وقد انقضت بعهد الأمويين والعباسيين.
الرابعة: مرحلة الديكتاتورية الجبرية التي نحيا فيها الآن.
الخامسة: مرحلة العودة إلى الخلافة الراشدة كما بدأت أول مرة على منهاج النبوة.
فهل واقع بلاد الربيع العربي بعد الثورات يدل أو يؤشر على قدوم مرحلة الخلافة الراشدة الآن، بالطبع لا لماذا أيها السادة لأن أغلبنا قد فسدت عقيدته، وقدم هواه ومنفعته على هوى ومنفعة هذا البلد اسمعوا إلى هذا المحلل العسكري الأمريكي ماذا
يقول؟! يقول محلل عسكري أمريكي شاركـ في حرب أفغانستان ما نصه ( لقد استخدمنا كل الأسلحة المتطورة والمحرمة في حربنا ضد طالبان ولكن لم نحقق شيئ سوى خسائر مالية وعتاد وقنابل ثمنها بالمليارات ولم نحقق أهدافنا والسبب في هذا حرب العصابات إنها حرب عقيدة وإن من يزاولها فهو المنتصر بخلاف من يملكـ أحدث التقنيات والأسلحة المتطورة)
فالمهم أيها الأخوة هو العقيدة، فصلاح المسلمين، لن يتم إلا بصلاح العرب، وصلاح العرب لن يتم إلا بصلاح مصر وصلاح مصر لن يتم إلا إذا تحلى أبناء بالأخلاق الكريمة، الأخلاق التي عكف الرسول – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة عشر عاماَ يؤسس لها في قلوب ونفوس المصريين، فمراقبة الضمير من خلال الخوف من الله – جل في علاه – أقوى من مراقبة القانون، فالقانون قد ينام ، أما الخالق – سبحانه – فلا تأخذه سنة ولا نوم.
  هذا البحث مني كان محاولة جادة لإيقاظ الهمة وتوحيد الصف راعيتُ في الأمانة في النقل والعرض فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان، والله من وراء القصد، فهو حسبنا ونعم الوكيل


المراجع:
§  كتاب \"رهينة خميني\" .. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية لمؤلفه \"روبرت كارمن درايفوس\"
§  كتاب \"التحالف الغادر عن خفايا العلاقات الإيرانية الإسرائيلية \"أو \"التحالف الشرير بين أمريكا وإسرائيل وإيران \"لمؤلفه \"تريتا بارسي
§  موقع(ابحاث تاريخية واستقصائية).  فرانشيسكو جل وايت، Francisco Gil-White

هناك تعليق واحد:

  1. ميزان هوك معلق تجدة فى فاترينا دوت كوم دليل عام واكبر محرك بحث محلى فى مصر
    https://www.vatrena.com/c/2079

    ردحذف

http://alfahd999.blogspot.com/