بسم الله الرحمن
الرحيم
الإخوان ( ما بين حلاوة الشعار ومرارة التطبيق )
في البدء أقرر ما أنا إلا مجرد مسلم أتمنى
على الله – سبحانه وتعالى في علاه – أن يرفعني مرتبة الإسلام إلى مرتبة الإيمان،
ثم يجود عليّ بكرمه بالارتقاء من مرتبة الإيمان إلى مرتبة الإحسان، كما أقرر أنني
لست بكامل فالكمال – لله وحده - بل مجرد إنسان أخطئ وأصيب، فإذا ما أخطأت أسرعت
بالاستغفار، وإذا ما أصبت حمدت الله – سبحانه وتعالى – وشكرته على تمام فضله،
وإنني لست بفاسد بالكلية ولكن بيّ على الأقل مسحه من فساد، ولذا أحاسب نفسي مقتنعا
بأن أفضل شهادة تقدير وتكريم يمكن أن يحصل عليها المرء هي التي يمنحها لذاته حيث
لا تتدخل فيها وساطة أو محسوبية، ولا أجعل من الدين شعارا أختبئ خلفه، بل أعيش مع
نفسي جل أوقات الواقعية، ولا أحادث بما لا أفعله، كما أقرر أنني لست هنا بصدد نقد
جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست على يد المعلم الكريم والمؤمن الملتزم بكافة
تعاليم الإسلام ككل لا يتجزأ قولا وعملا، الرجل صاحب الخلق الكريم الشهيد/ حسن البنا
الذي وأنت تقرأ عنه تشعر وكأنك تقرأ عن رجل يصعب وجوده في هذه العصور التي على
أرصها نحيا، وبسحبها نستظل، هذا الرجل الذي أسس رجالا كانوا مسار إعجاب العالم
أجمع في عقيدتهم الراسخة، مثلما كانوا مصدر الرعب لليهود في حرب 1948.
ولكنني الآن أطرح شعارات تلك الجماعة
طالبا من كل فرد ينسب إليها نفسه، أن يقيس ذاته قولا وعملا، سرا وجهرا، سلوكا
ووعظا عليها، فإن وجد نفسه يطبق تلك المبادئ ككل لا يتجزأ على أساس وحدانية المبدأ،
وضرورة التمسك به كاملا دون تجزئة، فعليه أن ينسب نفسه لتلك الجماعة، وإن وجد أنه
لا يطبق تلك المبادئ أو بعض منها فلا ينسب نفسه لتلك الجماعة حتى لا يشين بل ويسئ
إلى العظماء الذين قامت على أكتافهم من أمثال: الشهيد/ حسن البنا، والشهيد/ السيد
قطب، والراحل الشيخ/ عبد الحميد كشك وغيرهم كثير ممنْ ذاقوا الويلات في السجن
الحربي، ولاقوا الويلات على يد السعديين و حكومة النقراشي باشا، بنفس الدرجة التي
صنعوا بها المعجزات في حرب فلسطين متمثلين لأوامر قائدهم الشهيد البطل/ أحمد عبد
العزيز رحمه الله هو وشهداء الإخوان في حرب فلسطين وأسكنهم فسيح جناته وجمعانا
معهم جودا وكرما منه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
·
الله غايتنا
·
الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قدوتنا
·
القرآن دستورنا
·
الجهاد سبيلنا
·
الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
وأخيرا: الإسلام هو الحل.
أولا: الله غايتنا: [إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ
المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ
حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ
الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:111}
وهذه الكلمة لا تخرج إلا من شفاه قد كملت عقيدة
صاحبها، وخلصت من الشوائب، فأيقن أن الله خالقه، ورازقه، ومدبر أمره، والقادر على
جلب النفع له، ودفع الضر عنه، وأنه لا سلطان عليه إلا سلطانه - سبحانه وتعالى -،
فهو إن تحرك فلله، وإن سكن فلله، فكل ما يصدر منه من حركات أو سكنات، ومن أقوال أو
أفعال فهو لله - سبحانه وتعالى – ولا يصل المرء إلى تلك الدرجة إلا إذا خلصت نيته،
وتملك الصدق من قلبه قبل لسانه، وصارت أفعاله دليل على صدق حاله. كما أضحى سره مثلا
علنه.
والإنسان الذي يجعل من الله – جل في علاه –
غاية لا يعنيه مدح المادحين، ولا يشغله ذم الرامين، فالمدح والذم عنده سواء، فهو
قد ترك إرضاء الخلق إلى إرضاء الخالق، فحاله مع الناس كالشجرة يقذفونها بالحجر،
وهي ترميهم بالثمر، فقد تخلى عن الدنيا، وأقبل على الآخرة، فهو يراها ماثلة أمام
ناظريه في كل لحظة، لا يشغله من الدنيا شئ إلا ما يقربه منها إلى الله، فهو لا
يرغب في جاه أو سلطان، فلا يشغله شئ من عرض الدنيا الزائل.
الطعام عنده وسيلة تقوي جسده لينهض ما أمر الله به،
ويجتنب ما نهى الله عنه، ولذا فهو لا يهتم بأطايب الطعام، أو الشراب، كما أن
اللباس عنده ليس للتجمل والزينة، وإنما مجرد وسيلة لستر العورة، قد حرم على نفسه
الملذات المباحة قبل المحرمة، فقد زهد في الدنيا بكل متاعها فهي بالنسبة له لا
تعدو عن كونها طريق يوصل إلى الدار الآخرة، فإن ذكرته بقوله تعالى [قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ
الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً
يَوْمَ القِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ]
{الأعراف:32} أجاب بأن هذه الآيات نزلت على الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم)
ورغم ذلك كانت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- تقول: { كان الهلال يمر،
والهلال يمر، والهلال يمر، ثلاثة أهل ولا يقود في بيت محمدا نار) فما كان طعامكم: يا
خاله، قالت الأسودان التمر والماء.
ومن ثمة فمن الأولى له أن يقتدي النبي
الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ولذا وجب أن ننتقل إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم
قدوتنا)
كما أن هؤلاء القوم ينشغلوا بعيوبهم
وكيفية تقويمها، ولا يهتموا بعيوب الآخرين، كما أن المصيبة والنعمة عندهم سواء
فكلاهما يقربهم إلى الله – سبحانه في علاه – فالمصيبة تقربهم إلى الله بالصبر،
والنعمة تقربهم إلى الله بالشكر.
ثانيا الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]
قدوتنا
قال تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ
كَثِيرًا] {الأحزاب:21} والإقتداء
بالرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) يتم من خلال إتباع سنته، وسنته ( صلى الله
عليه وسلم) تضم: أقواله وأفعاله وتقريره، والإقتداء يتم من خلال وحدانية المبدأ
ككل لا يتجزأ، فلا يصح أن يتمسك المرء بالأقوال ويترك الأفعال، كما لا يصح في مثل
هؤلاء القوم المفاضلة ما بين فعل وآخر، فلا يصح مثلا أن يتمسك بطهارة اليد
ونظافتها ويتجنب حسن الخلق، وحتى في جانب حسن الخلق لا يصح له أن يتمسك بالعدل
ويغفل الرحمة، كما لا يحق له أن يتمسك بالعلم وينسى الحلم، كما لا يحق له أن يعظ الناس ويغفل وعظ نفسه، كما
لا يحق له أن يحادث الناس عن الأمانة، ويغفل الأمانة في عمله، فلا يذهب إلى عمله
إلا للحظات محددة، كما يفعل جل الأطباء اليوم، فزعمه بأن الرسول ( صلى الله عليه
وسلم ) قدوته يفرض عليه التمسك بكل سنة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ).
ثالثا:القرآن دستورنا [إِنَّ هَذَا القُرْآَنَ يَهْدِي
لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا] {الإسراء:9}
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) [ منْ أراد
الدنيا فعليه بالقرآن، ومنْ أراد الأجرة فعليه بالقرآن، ومنْ أراداهما معا فعليه
بالقرآن ] صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
فالقرآن الكريم بالنسبة لهؤلاء لا يمثل بالنسبة لهم مجرد
آيات تتلى للتعبد والتقرب إلى الله – جل شأنه – وإنما يمثل بالنسبة لهم أيضا دستور
حياة، و منهاج عمل، بل درب يسلكون من خلاله حتى يصلوا إلى الخالق – تبارك وتعالى –
فهم لا يقولون بآيات القرآن بقدر ما يفعلون من خلال آيات القرآن، وهم في ذلك
يقتدون بالصادق الأمين ( صلى الله عليه وسلم ) الذي كان قرآنا يمشي على الأرض.؟
رابعا: الجهاد سبيلنا
قال تعالى: [وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ] {آل عمران:169}
[فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ
لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ] {آل عمران:170}
ولا يقتصر الجهاد على حرب العدو من المشركين وأعداء
الدين، فمنْ الجهاد أيضا رعاية الوالدين، ومنه أيضا بل وأجله جهاد النفس بردها عن ارتكاب
المعاصي والآثام، ومن أجل درجات الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وهذا النوع من
الجهاد هو ما أمتاز به الجيل الأول من الأخوان المسلمين ولذا فقد امتلأت بهم
السجون، ولم يفت في عضدهم كم التعذيب الهائل الذي تعرضوا له على يد جلاديهم، ورغم
كثرة التعذيب والفتن التي تعرضوا لها، عجز جلادهم عن الحصول على ما يسبر غوره
منهم، فلم يعطوه ما أراد منهم رغم كثرة تعذيبه لهم، وهم في ذلك يقتدون بالجيل
الأول من الصحابة من أمثال بلال بن رباح وغيره من اللذين ذاقوا الويلات على يد
المشركين، ومثل هؤلاء الذين جعلوا من الجهاد سبيل لهم لا يعرف الجبن طريقا إلى
قلوبهم، ومن ثمة فمنْ تملك الجبن من نفسه قبل انهيار النظام، فلا يحق له أن يلصق
نفسه بهؤلاء الأبطال الصناديد.
خامسا: الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
قال تعالى: [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ
وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ] {البقرة:155 [الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ] {البقرة:156}
عن السيدة/ عائشة – رضي الله عنها – قالت: أن رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) قال: { منْ أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومنْ كره لقاء
الله، كره الله لقاءه } قلت: يا نبي الله أكراهية الموت ؟! قال: { إن المؤمن إذا
حضره الموت بشر برحمة الله ورضوانه وجنته، فأحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وأما
الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وسخطه، فكره لقاء الله، فكره الله
لقاءه } صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
فهؤلاء القوم حريصون على الموت بدرجة تفوق درجة حرص
اليهود على الحياة، ومن ثمة كان اليهود يتحاشون قتالهم في حرب تحرير فلسطين 1948،
فلا يهاجموا المكان الذي يعسكر فيه جنود الإخوان المسلمين، علما بأنهم كانوا جنود
متطوعين وليسوا نظاميين، وما كان ذلك السلوك من اليهود، وخوفهم من قتال جند
الإخوان المسلمين وذلك لأن جند الإخوان كانوا يندفعون إلى القتال رغبة في الشهادة،
ولا يمكن أن تتساوى قوة منْ ينشد الحياة، مع قوة منْ ينشد الموت، ومنْ يطلب الموت
ويحرص عليه لا تمثل الدنيا عنده قيمة تذكر.
وأخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيرا
الإسلام هو الحل:
وهذا الشعار اقترن وجوده مع بزوغ فجر الانتخابات
البرلمانية، وهي كلمة صحيحة في معناها ومبناها بل ومؤداها، فلا خلاص للعالم
الإسلامي أجمع مما هو فيه من حالة الهم والغم بل والحزن الذي يرفل فيه إلا
بالإسلام، ومن ثمة يكن الإسلام هو الحل، فإذا كان الإسلام هو الحل فلا بد من وجود المسلمين
فلا إسلام بدون مسلمين، وأقصد بجود المسلمين إقامتهم لجانب المعاملات بنفس درجة
إقامتهم لجانب العبادات، فالمسلمين لا يحتاجون إلى وعظ بقدر ما يحتاجون إلى سلوك،
فسلوك المسلم خير دعاية للإسلام، فلقد أصابنا الضعف والوهن بعد أن تمكن حب الدنيا
من قلوبنا، فتطاولنا في البنيان، وكأننا مخلدون على الأرض، فتجمعت علينا الأمم كما
تتجمع الأكلة إلى قصعتها، وما أصابنا الوهن والضعف وأصبحنا كغثاء السيل لا قيمة
لنا في نظر عدونا إلا بعد أن تملك حب الدنيا من قلوبنا التي كرهت الموت.
الخلاصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
كما قلت فبي البدء إنني لا أتعدي الكمال أو الصلاح، فأنا
إن لم أكن فاسدا فعلى الأقل بيّ مسحة من فساد، أجتهد في تقويمها، و في إصلاح نفسي
المعوجة، ولكنني في ذات الوقت لا أنسب نفسي إلى جماعة من الجماعات حتى لا أسئ إلى
رعيلها الأول كما يفعل الكثيرين من الأفراد في هذه الأيام، الذين ما عن سقط النظام
حتى أعلنوا عما كان متخفيا في صدورهم، فتاجر قطع غيار الدرجات النارية خارب الذمة
في البيع والشراء والاقتراض لا يصح أن ينسب نفسه إلى جماعة الإخوان المسلمين حتى
لا يسئ إلى الشهيد/ حسن البنا ورفاقه، وحتى لا يسئ إلى جنود الإخوان في حرب
فلسطين، والسادة الأطباء الذين لا يذهبون إلى أماكن عملهم الحكومية التي يتقاضون
منها الرواتب إلا كما يقال على هامش التلاوة ويقضون جل أوقاتهم في عياداتهم الخاصة
لا يحق لهم أن ينسبوا أنفسهم إلى تلك الجماعة، وتاجر الأجهزة الكهربائية الذي
يغالي بل ويغالط الناس في الأقساط لا يحق له أن ينسب نفسه لتلك الجماعة، والمهندس
الذي يضيق على الناس في تراخيص البناء حتى يقوم بالرسم الهندسي لا يحق له كذلك
الانتساب إلى تلك الجماعة، والصيدلي سئ الخلق الذي كان في الماضي يشتري الأدوية
المهربة من المستشفيات والتأمين الصحي قبل تخصيصها بعبوات مختلفة عن المعروضة في
السوق لا يحق له الانتساب إلى تلك الجماعة، والمدرس الذي لا يعطي حصته ويهرول خلف
تجارته أو دروسه لا يحق له أن ينسب نفسه لتلك الجماعة، ومنْ جبن وتنكر لتلك
الجماعة في عهد النظام السابق لا يحق له الانتساب إلى تلك الجماعة، والأمثلة كثيرة
حاضرة بيننا لا أريد حصرها حتى لا أتهم بأني أشهر بأفراد معينين.
إنني أرجوا من كل منْ يجتهد في نسب نفسه لتلك الجماعة أن
يقرأ عن الجيل الأول منها الذي حمل الشعلة وذاق الهوان كيف كانت أخلاقه؟! وكيف كان
سلوكه؟! وكيف كان عمله ؟! أن يقرأ عن بطولات الإخوان في حرب تحرير فلسطين 1948،
حتى يقتدي بهم فإن وجد في نفسه القدرة على إتباع دربهم أعلن عن نفسه وعن انتمائه،
وإن وجد أن نفسه مازال بها اعوجاجا فليصلحه أولا.
ولسوف أختتم تلك الكلمة بهذا الحوار الذي دار بين أحد
الضباط المصريين وأحد القادة الإسرائيليين الذي وقع في الأسر في حرب 1948:
الضابط المصري: لماذا لم يهاجم اليهود قرية صور باهر
القريبة من القدس ؟!
القائد الإسرائيلي: ( أطرق طويلا ثم قال): أجيبك بصراحة
000 إننا لم نهاجم صور باهر لأن فيها قوة كبيرة من المتطوعين المسلمين المتعصبين.
الضابط المصري: وماذا في ذلك فلقد هاجمتم مواقع قبل ذلك
بها قوات عسكرية أكثر وفي ظروف أصعب ؟!
القائد الإسرائيلي: إن ما تقوله صحيح لكننا وجدنا أن
هؤلاء المتطوعين من المسلمين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين 000 يختلفون
تماما فالقتال عندهم ليس وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة إليهم بل هو هواية
يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني 000 وهم في ذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن
عقيدة راسخة لحماية إسرائيل.
الضابط المصري: ولكن قل لي رأيك الصريح فيما أصاب هؤلاء
حتى أحبوا الموت وتحولوا إلى قوة ماردة تتحدى كل شئ معقول ؟!
القائد الإسرائيلي على الفور: إنه الدين الإسلامي يا
سيدي...
يا ساده هؤلاء هم الأخوان أطلق عليهم اليهود ذات الوصف
الذي كان يطلق على صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من قبل المشركين والفرس
والروم، إقرأوا عن بطولات عن بطولات الإخوان وهم يعسكرون لمدة عام كامل لحماية بيت
لحم مسقط رأس السيد/ المسيح 0 عليه السلام ) يحمون المقدسات المسيحية من دنس
اليهود، إقرأوا عن هؤلاء واعلموا كيف كانوا يسلكون حتى تدركوا إنكم إليهم قد
تسيئون ؟!!!
وفي الختام أتمنى أن يطبق كل المسلمين شعارات الإخوان
القدامى ويحتذوا بهم في دربهم، حتى نخرج من تلك الكبوة التي يرفل فيها العالم
الإسلامي، حتى غدا المسلمين في نظر أعدائهم مجرد مجموعة من الخراف يسوقونهم إما
إلى أعواد البرسيم، وإما إلى مذابح الهيكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق