الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

(م) تابع (2) ملاحظات تؤخذ في الاعتبار: جني الثمار . . . الربيع العربي


جني الثمار . . . الربيع العربي
(م) تابع (2) ملاحظات تؤخذ في الاعتبار:
حادي عشر: سيرة الرسول -  صلى الله عليه وسلم –
أسئلة كثيرة تدور برأسي، ويحتار فيها فكري وهي: هل نحن بحاجة إلى قراءة سيرة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – مرة ثانية؟! وثالثة ورابعة ... الخ؟! وكيف تكون تلك القراءة؟! أتعتمد على مجرد السرد التاريخي للأحداث؟! أم تحتاج إلى العمق في القراءة بحيث تتحول من مجرد قراءة للوقائع التاريخية إلى دراسة متأنية عميقة تعتمد على فلسفة المواقف والأحداث وطرح العديد من الأسئلة حول السبب في تصرف الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في هذا الموقف أو ذاك هكذا؟! ولماذا لم يتصرف بغير ذلك التصرف؟! كل ذلك في محاولة لإعمال العقل الذي كرم المولى – سبحانه وتعالى – به الإنسان ليبحث عن الأسباب الخفية أو بمعنى أدق عن الحكمة في تصرف الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في أي موقف من خلال سؤال محدد لماذا كان هذا التصرف من الرسول – صلى الله عليه وسلم - ؟! ولماذا لم يتصرف بغيره؟! وما الحكمة في ذلك؟!
فأعتقد أننا بهذه الطريقة سنجد أنفسنا لم نقرأ سيرة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – بالطريقة الواجب علينا قراءتها، ولم نفهمها بالطريقة الواجب علينا فهمها، ولم نقف على الحكمة في أقواله وتصرفاته – صلى الله عليه وسلم في المواقف المختلفة،  فلقد أرسل الحق تبارك وتعالى الرسل – صلوات الله وسلامه عليهم – ليقيم الحجة على الناس فقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَة} (1) النحل: 36
أما الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -فلم يكن الهدف من إرسال الحق – تبارك وتعالى – له – صلى الله عليه وسلم – لمجرد هداية المشركين من أهل قريش أو غيرهم من الكفار والملاحدة من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام فحسب، بل ليكون قدوة يقتدي بها كل منْ ينشد لنفسه السلامة في لقاء الله – جل وعلا -   في يوم القيامة،وتأكيدا لذلك المبدأ قال تعالى: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } (2) الأحزاب: 21
ولقد استحق الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – بأن يكون القدوة لأنه أرسل للناس كافة، وهذا ما لم يتحقق لنبي قبله  ففي الحديث المتفق على صحته قال – صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي -فذكر من بينها- وكان النبي يبعث إلى قومه خاص وبعثت إلى الناس عامة، وفي ذلك يقول سبحانه{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}(3) سبأ: 28
ويؤكد ذات المعنى الحديث الذي رواه مسلم في صحيحة حيث قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.." 
قال الإمام ابن كثير:
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته، ومرابطته ومجاهدته، وانتظاره الفرج من ربه عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائماً إِلى يوم الدين، ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } أي: هلا اقتديتم به، وتأسيتم بشمائله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى: { لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً
ثم قال تعالى مخبراً عن عباده المؤمنين المصدقين بموعود الله لهم، وجعله العاقبة حاصلة لهم في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ }
 قال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة: يعنون قوله تعالى في سورة البقرة:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاَۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ }البقرة: 214]
أي: هذا ما وعدنا الله ورسوله من الابتلاء والاختبار والامتحان الذي يعقبه النصر القريب، ولهذا قال تعالى: { وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ }. وقوله تعالى: { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } دليل على زيادة الإيمان وقوته بالنسبة إِلى الناس وأحوالهم؛ كما قال جمهور الأئمة: إِنه يزيد وينقص، وقد قررنا ذلك في أول شرح البخاري، ولله الحمد والمنة، ومعنى قوله جلت عظمته: { وَمَا زَادَهُمْ } أي: ذلك الحال والضيق والشدة { إِلاَّ إِيمَاناً } بالله { وَتَسْلِيماً } أي: انقياداً لأوامره، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم(4)  تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير
والإقتداء بالرسول – صلى الله عليه وسلم – كمبدأ عام لا يتجزأ بمعنى قبول تصرفه أو قوله – صلى الله عليه وسلم – في كل الأحوال، فلا يُنتقى منها ما يتوافق مع النفس والهوى، فنأخذ به، ونترك ما لا يتوافق مع النفس والهوى، فإما الإقتداء بالرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في كل شيء، أو ترك الإقتداء به في كل شيء، فهذا هو المقصد والهدف من القدوة الحسنة، لمنْ؟! للذين يرجون الله – سبحانه وتعالى – ويدركون صدق الوعد بالنصر في الدنيا والآخرة، إذا اتخذوا من الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – القدوة والأسوة الحسنة في حياتهم الدنيا.
وهنا سأتخذ بعض النماذج نحاول من خلالها إعادة قراءة سيرة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – لنقف على الحكمة في كل منها:
·      صدق أمانة إخلاص
·      التعامل مع أهل قريش وأهل ثقيف
·      تحويل القبلة
(1) صدق أمانة إخلاص:
لقد كان خلق الرسول – صلى الله عليه وسلم -  القرآن الكريم : يسخط لسخطه ويرضى لرضاه، لا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها إلا أن تنتهك حرمات الله فيغضب لله،وكان صلى الله عليه وسلم اصدق الناس لهجة .. وأوفاهم ذمة . والينهم عريكة وأكرمهم عشرة واشد حياء من العذراء في خدرها . خافض الطرف أكثر نظره التفكير ولم يكن فاحشا ولا لعانا . ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح . من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول . ليس بفظ  ولا غليظ . لا يقطع على احد حديثه حتى يتعدى الحق فيقطعه بنهي أو قيام
وكان صلى الله عليه وسلم يحفظ جاره ويكرم ضيفه . لا يمضي له وقت في غير عمل لله أو فيما لابد منه . يحب التفاؤل ويكره التشاؤم . . ومخير بين أمرين إلا اختار ايسرهما مالم يكن إثما . . يحب إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم
وكان صلى الله عليه وسلم يحب أصحابه ويشاورهم ويتفقدهم .. فمن مرض عاده .ومن غاب دعاه . ومن مات دعا له . يقبل معذرة المعتذر ..إليه .. والقوي والضعيف عنده في الحق سواء
فلقد كان رسول الله مضرب الأمثال في الكرم، إذ كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خلقا وأبسطهم يدا وأجودهم كفا
والحياء خلق كريم من أخلاقه النبي العدنان, فكثيرا فكان الحياء ظاهرا في جميع تصرفاته،
وللعدل مواقف وروائع خلق في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، قصة المرأة المخزومية، العدل بين الأولاد، العدل بين الأزواج
والحلم له مواقف و روائع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما
والشجاعة خلق رائع من روائع أخلاق النبي المصطفى حيث كان يضرب لنا بتلك الأخلاق الأسوة والمثل والقدوة، فما أروع حياته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم ؟
والتواضع خلق جليل من روائع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي اتسم بها وضرب لنا فيها أعظم الأم
والزهد من جملة الأخلاق الرفيعة التي تخلق وتحلى بها رسولنا صلى الله عليه وسلم
ولا ننسى ما وصفت به السيدة/ خديجة – رضي الله عنها - لما أوحى الله إلى نبيه   - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء لأول مرة ورجع إلى خديجة أخبرها الخبر وقال: "لقد خشيت على نفسي". فقالت له رضي الله عنها: "كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق".رواه البخاري.
ولا ننسى صفة خلقه – صلى الله عليه وسلم – في التوراة:
عن عطاء ابن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما فقلت: "أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التوراة فقال :أجل والله انه موصوف فى التوراة بصفته فى القرءان :"يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل  ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب فى الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء( اى ملة إبراهيم التي غيرتها العرب عن استقامتها) بان يقولوا: لا اله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وأذان صما وقلوبا غلفا "
وعن كعب الأحبار قال: "أنى أجد في التوراة مكتوبا: محمد رسول الله لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزئ السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح أمته الحامدون يحمدون الله في كل منزله ويكبرون على كل نجد يأتزرون إلي أصنافهم ويوضئون إطرافهم صفهم في الصلاة وصفهم في القتال سواء مناديهم ينادى في جو السماء لهم في جوف الليل دوى كدوى النحل مولودة بمكة ومهاجرة بطابة وملكه بالشام
سؤال لابد منه:
وهنا السؤال إذا كان الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قد تمتع بكل مكارم الأخلاق قبل البعثة فلماذا وصفوه مشركوا قريش بالصادق الأمين؟! لماذا هاتين الصفتين؟! لماذا لم يصفوه بالحياء؟! أو بالكرم؟! أو بالشجاعة؟! أو بالعدل ؟! أو بالحلم؟! أو بالصبر؟! لماذا جعلهم الحق – تبارك وتعالى -  يختاروا من بين كل مكارم الأخلاق فيه لصفتي الصدق والأمانة؟! أهذا مصادفة؟! بالطبع لا؟!ولماذا قدم الصدق على الأمانة؟! فقالوا الصادق الأمين؟! ولم يقولوا الأمين الصادق؟! آثمة حكمة وسر من وراء هذا الاختيار؟! وللوقوف على الحكمة في ذلك حسب – رؤيتنا القاصرة – تعالوا بنا نفهم معنى تلك الصفة ألا وهي الصدق:
ماهية الصدق:
الصدق: تطابق القول مع الفعل، والفعل مع القول.
فالإنسان الصادق: هو الذي تتطابق أقواله مع أفعاله، وتتسق أفعاله مع أقوله، ومن ذلك:
-    توبيخ الحق تبارك وتعالى لبني إسرائيل فقد قال جل شأنه:
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (5) البقرة: 44
-    وتوبيخه –سبحانه للمؤمنين فقد قال – جل جلاله-:
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } * { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ} (6)  الصف: 2-3
وقال الشاعر أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله -:
·      يا أيــها الرجــــل المعـلـــم غــيره
هلا لنفسك كان ذا التعليــم
·      تصف الدواء لذي السقا وذى الضنا
كيمـا يصـح به وأنت سقيــــم
·      ونـــراك تصلــح بالرشــــاد عقـــولنا
وأبـدا وأنت من الرشــاد عــديــم
·      ابدأ بنفســك فانهــهـا عــن غيـــها
فإذا انتهــت عنــه فأنــت حكيـم
·      وهناك يقبل ما تقــول ويشــتفـى
بالقـــول منــك وينفـــع التعلــــيم
·      لا تنــه عن خـلق وتأتــى مثـله
عــار عليــك إذا فـعلــت عظـيــــم
أقسام الصدق:
إذا تأملنا الإنسان في تعامله اليومي سنجد أن هذا التعامل يأخذ ثلاثة أشكال هي: تعامله مع نفسه، وتعامله مع الناس، وتعامله مع ربه ورب الناس – جل وعلا – وهو في كل هذه التعاملات لابد أن يتحلى بالصدق المطلق، ولذا نجد الصدق يأخذ معه ذات الثلاثة أشكال في التعامل وهي:
( أ) صدق الإنسان مع نفسه: من خلال تطابق قوله مع فعله، وهذا هو الصدق.
(ب) صدق الإنسان مع الناس: وهو صدق المعاملة في البيع والشراء، والقرض والسداد، السؤال والجواب... الخ من كافة معاملات الإنسان في حياته، فإذا تحقق منه ذلك الصدق في التعامل. فتلك هي الأمانة.
(ج) صدق الإنسان مع الله: وهو الصدق في الصلاة، والصيام، والجهاد، والقرآن، والصدقة ...الخ معاملاته مع الله –  تبارك وتعالى - أهي خالصة لوجه الله؟! أم للرياء والسمعة؟! فإذا حقق المرء الصدق مع الله من خلال صدق النية. فذلك هو الإخلاص.
من ذلك ندرك أن الصدق يضم ثلاث صفات داخله وهي الصدق والأمانة والإخلاص، وهنا يتضح لنا الحكمة في تقديم الصدق على الأمانة فالصدق كل والأمانة جزء من الكل، فوجب تقديم الكل على الجزء، كما وجب تقديم الأصل على الفرع، ومن ذلك خطاب الحق تبارك وتعالى لآدم وحواء { وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ } (7) البقرة: 35
فدائما يتقدم ذكر آدم لأنه الأصل على حواء التي خُلقت من جزء من آدم لأنها جزء أو فرع من آدم
من ذلك العرض ندرك أن أول درس أراد أن يُلقنه الخالق – جل وعلا – نحن المسلمين المنوط بنا السير في درب رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – من خلال إتباعه والإقتداء به هو: الصدق الكامل الذي لا ريب فيه صدق يجعل المرء يُكذب نفسه ويرتاب فيها أمام محدثة ليقينه أن محدثه يقول الصدق ولا يكذب، ولن يصل المرء إلى درجة صدق الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلا إذا صدق مع نفسه، ثم مع الناس، وأخيرا يصل إلى أعلى مراتب الصدق وهو الصدق مع الله، فهذا هو الدرس الأول للمسلمين في قدوتهم لرسولهم الكريم – صلى الله عليه وسلم – ليقتدوا به، وليحققوا ما يصبون إليه، فلقد تحلى – صلى الله عليه وسلم – بهذا الصدق الذي جمع بين طياته الأمانة والإخلاص فحول – بفضل الله تعالى – شبة الجزيرة العربية في أقل من خمسة وعشرين عاما من أمة ترعى الغنم إلى أمة ترعى الأمم، الرجل من الذين تربوا في مدرسة قدوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعدُل أمه في زماننا، ولن نصل إلى ما وصل إليه – صلى الله عليه وسلم – هو ورجاله الذين تربوا في مدرسة قدوته إلا بالصدق الذي لا ريب فيه.
 وحتى ندرك ذلك معنى وقيمة صدق الرسول – صلى الله عليه وسلم – تعالوا بنا نسمع لما رواه الأخنس بن شُريق عن منْ؟! عن بطل من أبطال الجاهلية في حربه للرسول – صلى الله عليه وسلم – ولرسالته، والذي دعا – صلى الله عليه وسلم – المولى – عز وجل -  أن يعز الإسلام به أو بأمير المؤمنين/ عمر بن الخطاب، فماذا قال العمر بن هشام أو أبو جهل عن صدق الرسول – صلى الله عليه وسلم -
روي أن الأخنس بن شريق دخل على أبي جهل فقال: "يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟! فإنه ليس ههنا من قريش غيري وغيرك يسمع كلامنا"
 فقال أبو جهل: "ويحك والله إن محمدا لصادق وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي بالسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش"، وقال: "تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي ينزل عليه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه، والله لا نؤمن به ولا نصدقه".
أريتم كيف وصف أبو جهل درجة صدقه – صلى الله عليه وسلم –  هذه الدرجة التي جعلت أبو جهل يعترف بهذا الصدق الكامل فقال للرسول – صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الحاكم بسند على شرط الشيخين أن أبا جهل قال للنبي – صلى الله عليه وسلم -: "إنا لا نكذبك لكن نكذب ما جئت به". فأنزل الله{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (8) الأنعام: 33
فهذا أول درس لنا من قدوتنا – صلى الله عليه وسلم – قبل بعثه إن أردنا الإقتداء به، والسير في دربه، وبلوغ ما بلغه، والمتمثل في الصدق الكامل، الذي جعل المشركين قبل صحابته – رضي الله عنهم – يصدقونه – صلى الله عليه وسلم – في كل ما يقول، ومن خير الأمثلة على درجة يقين الصحابة في صدقه – صلى الله عليه وسلم – ما حدث من أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – في واقعة الإسراء والمعراج.
لما أسرى بالنبي إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث للناس بذلك فارتد ناس ممن كانوا امنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبى بكر رضي الله عنه فقالوا :هل لك إلى صاحبك يزعم انه أسرى به ليلا إلى بيت المقدس؟!
قال أبو بكر: أو قال ذلك قالوا: نعم قال: لان قال ذلك لقد صدق ( إن كان قد قال فقد صدق(
قالوا: أو تصدقه انه ذهب الليلة إلي بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟!
قال: نعم, أنى لأصدقه فيما هو ابعد من ذلك, أصدقه في خبر السماء في غدوة أراها أو روحه.فلذلك سمي أبو بكر الصديق" صحيح
فضل الصدق في القرآن والسنة:
- قال تعالى{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (9) المائدة:119
- قال تعالى{فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }(10) محمد: 21
- قال تعالى{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } (11) الأحزاب: 24
- قال تعالى{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (12) الأحزاب: 35
- قَالَ الله تَعَالَى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين} (13) التوبة: 119
- قال النبي-  صلى الله عليه وسلم: "خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق, قيل: ما القلب المخموم؟ ,قال: هو التقى النقي الذي لا أثم فيه ولا بغى ولا حسد, قيل: فمن على أثره؟ قال :الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة ,قيل: فمن على أثرة ؟,قال :مؤمن في خلق حسن" رواه البيهقى بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو،في زيادة "قلنا فهذه فينا "
- عن شداد: أن رجل من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -  فآمن بهواتبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي بعض أصحابه، فلما كانت غزواتهغنم النبي فقسم وقسم له, فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوا إليه, فقال :ما هذا؟! فقالوا : قسم قسمه لك النبي- صلى الله عليه وسلم-  فأخذه فجاء به إلى النبي فقال: ما هذا يا رسول الله ,ما على هذا اتبعتك ,ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأموت فادخل الجنة
فقال :إن تصدق الله يصدقك
فلبثوا قليلا ثم نهضوا إلى قتال العدو
فأتى به النبي يُحمل قد أصابه سهم إلى حيث أشار
قال النبي: اهو هو؟
قالوا: نعم
قال: صدق الله فصدقه الله
ثم كفنه النبي-  صلى الله عليه وسلم-  في جبته التي عليه ثم قدمه فصلى عليه وكان من ما ظهر من صلاته
"اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك" رواه النسائي بسند صحيح
-  عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « عليكم بالصدق فإنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ (14) أخرجه: البخاري 8/ 30 (6094)، ومسلم 8/ 29 (2607) (103). 
-  عن أبي محمد الحسن بنِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ؛ فإنَّ الصِّدْقَ طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِبَ رِيبَةٌ». قوله: «يَريبُكَ» هُوَ بفتح الياء وضمها: ومعناه اتركْ مَا تَشُكُّ في حِلِّهِ وَاعْدِلْ إِلَى مَا لا تَشُكُّ فِيهِ.(15) أخرجه: الترمذي (2518)، والنسائي 8/ 327 وفي «الكبرى»، له(5220). 
-  عن أبي سفيانَ صَخرِ بنِ حربٍ - رضي الله عنه - في حديثه الطويلِ في قصةِ هِرَقْلَ، قَالَ هِرقلُ: فَمَاذَا يَأَمُرُكُمْ - يعني: النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ أبو سفيانَ: قُلْتُ: يقولُ: «اعْبُدُوا اللهَ وَحدَهُ لا تُشْرِكوُا بِهِ شَيئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، ويَأْمُرُنَا بالصَلاةِ، وَالصِّدْقِ، والعَفَافِ، وَالصِّلَةِ
(16) أخرجه: البخاري 1/ 5 (7)، ومسلم 5/ 163 - 166 (1773). 
-  عن أبي ثابت، وقيل: أبي سعيد، وقيل: أبي الوليد، سهل ابن حُنَيْفٍ وَهُوَ بدريٌّ  رضي الله عنه: أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ تَعَالَى الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ».  (17) رواه مسلم
-  عن أبي خالد حَكيمِ بنِ حزامٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعَانِ بالخِيَار مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإنْ صَدَقا وَبيَّنَا بُوركَ لَهُمَا في بيعِهمَا، وإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بركَةُ بَيعِهِما». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
(18)  أخرجه: البخاري 3/ 76 (2079)، ومسلم 5/ 10 (1532) (47). 
- عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال:
كان معاذ يتخلف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا جاء أمّ قومه , وكان رجل من بني سلمة يقال له سليم يصلي مع معاذ , فاحتبس عنهم معاذ ليلة , فصلى سليم وحده ثم أنصرف , فأخبر معاذ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سليم يسأله عن ذلك , فقال : إني رجل أعمل نهاري حتى إذا أمسيت أمسيت ناعساً ؛ فيأتينا معاذ وقد أبطأ علينا , فلما احتبس علي صليت وانقلبت إلى أهلي .
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف صنعت حين صليت ؟ قال : قرأت بفاتحة الكتاب وسورة , ثم قعدت وتشهدت , وسألت الله الجنة , وتعوذت من النار , وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم , ثم انصرفت . ولست أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : وهل أدندن أنا ومعاذ إلا لندخل الجنة ونعاذ من النار ؟ ثم أرسل إلى معاذ : لا تكن فتاناً تفتن الناس ؛ ارجع إليهم فصل بهم قبل أن يناموا . ثم قال سليم : ستنظر يا معاذ غداً إذا لقينا العدو كيف تكون أو أكون أنا وأنت . قال : فمر سليم يوم أحد شاهراً سيفه فقال : يا معاذ تقدم . فلم يتقدم معاذ وتقدم سليم , فقاتل حتى قتل . فكان إذا ذكر عند معاذ يقول معاذ : (( إن سليما صدق الله وكذب معاذ ))(19) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وقال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا معاذ بن عبد الله بن حبيب وهو ثقة لا كلام فيه .
- عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت:" ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة"قال أبو عيسى هذا حديث حسن
ذم الكذب في القرآن والسنة:
- قال تعالى{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } (20) الزمر:60
- عن عائشة رضي الله عنها قالت": ما كان من خلق ابغض إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم من الكذب, ما اطلع على احد من ذاك بشيء فيخرج من قلبه حتى يعلم انه قد لحدث توبةرواة احمد بسند صحيح .
-عن أبى الدرداء مرفوعا "لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر "
- عن ابن مسعود قال: "إن الرجل ليصدق ويتحرَّى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه، وإنه ليكذب ويتحرَّى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه".
- أخرج مالك عن ابن مسعود قال: "إنَّه لا يزال العبد يكّذبُ، ويتَحرَّى الكذبَ، فينكَتُ في قلبه نكتة سوداءُ حتى يَسْودَّ قلبُه فيُكْتَبَ عند الله من الكاذبين"
- عن أبي هريرة يقول صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ( قال أبو معاوية : ولا ينظر إليهم ) ولهم عذاب أليم : شيخ زان . وملك كذاب .(21)  صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 107
- وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذب لا يتفق مع الإيمان , وذلك فيما أخرجه الإمام مالك من حديث صفوان بن سليم رضي الله عنه قال:" قلنا : يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا ؟ قال: نعم , قيل له : أيكون بخيلا ؟ قال : نعم , قيل : أيكون المؤمن كذابا ؟ قال : لا "
- قال ابن مسعود رضي الله عنه : (لا يصلح الكذب في هزل ولا جد) .(22) رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد برقم 387
- مما جاء في التنفير من الكذب ما أخرجه الإمام الترمذي من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به"

- وذكر الحافظ ابن حجر عن الحافظ  البيهقي في الشُّعَب بسند صحيح أن أبا بكر رضي الله عنه قال: " الكذب يجانب الإيمان"
- وذكر عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يُطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب " قال الحافظ ابن حجر : أخرجه البزار وسنده قوي
- عبد الله بن عامر –رضي الله عنه- انه قال : " رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا و أنا صبي , قال : فذهبت أخرج لألعب . فقالت أمي : يا عبد الله تعال أعطيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما أردت أن تعطيه؟" قالت : أعطيه تمرا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة" (23) مسند الإمام أحمد ج3 (ص 447)
-  عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي, صلى الله عليه وسلمقال : " آية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أوتمن خان(24) صحيح البخاري, كتاب الإيمان, باب علامة المنافق ج1, (ص21), رقم الحديث (32)
- و عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- أن النبي, صلى الله عليه وسلم, قال: " أ ربع من كن فيه كان منافقا خالصا, وما كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها, إذا اؤتمن خان, و إذا عاهد غدر, و إذا خاصم فجر(25) المصدر السابق رقم الحديث (33)
- عن عبد الرحمن ابن شبل رضي الله عنه قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن التجار هم الفجار, قالوا :يا رسول الله أليس أقد أحل الله البيع؟ قال: بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون".(26) رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ...فذكر منهم... ورجل بايع رجلا بسلعه بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك" (27) رواه أحمد من حديث أبي هريرة وهو صحيح
- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت: من هم يا رسول الله ؟ قال: قد خابوا وخسروا. فأعادها ثلاثا ,قلت: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ .فأعادها ثلاثا, فقال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر"  (28) رواه أبو داود بسد صحيح عن أبي ذر مرفوعا
- عن أحد الصحابة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  يخرج إلينا وكنا تجارا, وكان يقول: " يا معشر التجار إياكم والكذب" قال الألباني رواه الطبراني بإسناد لا بأس به إن شاء الله
- روى النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال":ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة الشيخ الزاني والعائل المزهو والإمام الكذاب"
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم-  "أعيذك بالله يا كعب بن عجره من أمراء يكونون من بعدي فمن غشى أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد على الحوض ومن غشى أبوابهم أو لم يغشى فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض" رواه الترمذي وقال حسن غريب
- عن ابن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا"ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ويل له " رواه أبو داود بسد حسن
- في الرؤيا التي رآها الرسول - عليه الصلاة والسلام – "مر على رجل يشد شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فهذا الرجل قال فيه جبريل: فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق"
- عن أبى هريرة-  رضي الله عنه- قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح والمراء وإن كان صادقا "
أقوال وحكم عن الصدق والكذب:
قال ابن القيم
"الصادق حقيقة هو الذي انجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقائه ومن تكون هذه حالة لا يحتمل سببا يدعوه إلى نقد عهده مع الله بوجهه"
وقال الجنيد:
"حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب
وقال عبد الواحد بن زيد
الصدق الوفاء لله بالعمل وقيل موافقة السر العلن
وقال القشيري
الصدق ألا يكون في أحوالك شوب ولا في اعتقادك ريب ولا في أعمالك عيب
وقال الجرجاني
الصدق مطابقة الحكم للواقع وهذا هو ضد الكذب
وقيل
الصدق استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بألا تكذب أحوال العبد أعماله ولا أعماله أحواله
وقيل
استواء السر والعلانية أي أن من علانيته خير من سريرته منافق
وقيل
الصدق القول بالحق في موطن الهلكة
وقيل
كلمة الحق عند من تخافه وترجوه
قال ابن القيم
"ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الصدق, وهو منزلة القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين , والطريق الأقوم الذي منْ لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين, وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان , وهو سيف الله في أرضه,الذي ما وضع على شيء إلا قطعه, ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه, من نطق به علت على الخصوم كلمته, وهو الباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال, وهو أساس بناء الدين , وعمود فسطاط اليقين, ودرجة تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين(29) تهذيب مدارج السالكين ص 395
وقال أيضا:
"وقد أمر الله أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين وخاصة المنعم عليهم بالنبيين والصدقين والشهداء والصالحين وقال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}(30) التوبة: 119
وقال تعالى{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}{69}النساء
وهم الرفيق الأعلى ولا يزال الله يمدهم بأنعمه وألطافه... ومزيد إحسان منه وتوفيقه لهم مرتبة المعية مع الله... فالله مع الصادقين ولهم منزلة القرب منه إذ درجتهم منه ثاني درجة النبيين واخبر تعالى عن أهل البر وأثنى عليهم بأحسن أعمالهم من الإيمان والإسلام والصدقة والصبر بأنهم أهل الصدق
قال تعالىلَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}{177} البقرة
وهذا صريح في أن الصدق يكون بالأعمال الظاهرة والباطنة وان الصدق هو مقام الإسلام والإيمان
وقسم الله سبحانه الناس إلى صادق ومنافق قال تعالى{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (24) الأحزاب
والإيمان أساسه الصدق والنفاق أساسه الكذب, فلا يجتمع كذب وإيمان إلا واحدوهما محارب للأخر
الإمام الغزالي:
يقول الغزالي":والكذب رذيلة محضه تنبئ عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها وعن سلوك ينشئ الشر إنشاء، ويندفع إلى الإثم من غير ضرورة مزعجه أو طبيعة قاهره." 
أحمد شوقي:
والمرء ليس بصادق في قوله *** حتى يؤيد قوله بفعال
 
أبو الأسود الدؤلي:
تحدث بصدق إن تحدثت وليكن *** لكل حديث من حديثك حين
زهير بن أبي سلمى:
وإن أشعر بيت أنت قائله *** بيت يقال إذا أنشأته صدقا
 
شاعر:
ما أحسن الصدق في الدنيا لقائله *** وأقبح الكذب عند الله والناس
شاعر:
الصدق أفضل شيء أنت فاعله *** لا شيء كالصدق، لا فخر ولا حسب
الشريف العقيلي:
لا يكذب المرء إلا من مهانته *** أو عادة السوء أو قلة الأدب
المتنبي:
ومن هوى الصدق في قولي وعادته *** رغبت عن شعر في الرأس مكذوب
القطامي:
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا *** إن الكذوب لبئس خل يصحب
 
الأخطل الصغير:
إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل *** لدى الناس كذابا وإن كان صادقا

 زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امرئ من خليفة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم
 
أمين الريحاني:
ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة.
شكسبير:
إذا كنت صادقا فلماذا تحلف ؟
إبراهيم اليازجي :
الصدق عمود الدين، وركن الأدب، وأصل المروءة.
ديوجين:
الصادق من يصدق في أفعاله صدقه في أقواله.
 ثابت بن قرة:
الصدق ربيع القلب، وزكاة الخلقة، وثمرة المروءة، وشعاع الضمير.
 
مارتن لوثر:
الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها.
 بزر جمهر:
 الكذاب والميت سوا،لأن فضيلة الحي هي النطق، فإذا لم يوثق بكلام الكذاب فقد بطلت حياته
جورج برنارد شو:
مأساة الكذاب ليست في أن أحدا لا يصدقه، وإنما في أنه لا يصدق أحدا.
أرسطو:
الكذابون خاسرون دائما، ولا سيما أن أحدا لا يصدقهم حتى ولو صدقوا.
 
لافونتين:
الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي إليهم.

العلم والكذب وأثره على صحة الإنسان:
هل للكذب تأثير على صحة الإنسان؟! هذا ما أثبتته دراسة أمريكية حيث أثبتت أن الحد من الكذب والامتناع عنه يعزز صحة الإنسان
فلقد أكدت هذه الدراسة ما قالة الرسول-  محمد صلى الله عليه وسلم -  حول الصدق والكذب فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد الأحاديث أن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة .. ناهيك عن أحاديث أخرى توصي بترك الكذب واعتماد الصدق في كل المعاملات والأمور الحياتية .
 فلقد أثبتت تلك الدراسة أن الحد من الكذب والامتناع عنه يعزز صحة الإنسان النفسية وينعكس إيجابا على جسده، وأن الإنسان الصادق يتمتع بصحة بدنية وعقلية جيدة، مقارنة بالكاذب،وأشارت الدراسة إلى أن التقليل من الكذب مفيد للصحة ويُسهم في تخفيف آلام الرأس والحلق، كما يخفف من التوتر ويحسن مؤشر الضغط.
هذا وقد أجريت تلك الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة نوتردام في ولاية فلوريدا على 110 أشخاص من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 18 و71 عاماً.
وقسم الباحثون المشاركين في التجربة إلى مجموعتين، طُلب من الأولى عدم الكذب نهائياً حتى إذا كان الأمر يتعلق بأمور تافهة لمدة شهرين ونصف، فيما أعطيت حرية التصرف للمجموعة الثانية التي أطلق عليها اسم “مجموعة الضغط”.
وكان المشاركون في التجربة يتوجهون أسبوعياً إلى مختبر يخضعون فيه إلى استفتاء لرصد عدد الأكاذيب التي صدرت عنهم، سواء الكبيرة أو الصغيرة،ومن ثم يجيبون على أسئلة تتصل بعلاقاتهم مع محيطهم وحالاتهم الصحية.
وبعد انقضاء المدة المخصصة للتجربة استنتج العلماء أن أعضاء المجموعة الأولى حاولوا الالتزام بالشروط فعلاً، إذ وصل متوسط  الكذب فيها إلى ثلاث أكاذيب بيضاء في اليوم، مما ساعدهم على التخلص من آلام الرأس وغيرها من الآلام، التي ظل يعاني منها أعضاء المجموعة الثانية.
وقالت المشرفة على الدراسة أنيتا كالي إلى: أن العلاقة بين التقليل من الكذب وتراجع حدة الآلام جلي جداً، ويمكن الربط بشكل واضح بين تخفيف هؤلاء الأفراد لكذبهم وتحسن صحتهم”، وأضافت “أظن أنه لا يمكن النظر إلى الأمر بأية طريقة أخرى”.
وأشارت كالي إلى أن بعض المشاركين “لجأوا إلى وسائل ذكية لتفادي الكذب” بالتركيز على إنجازاتهم بدلاً عن المغالاة، فيما قام البعض الآخر بمحاولة إلهاء العلماء في حال كانت الأسئلة محرجة عوضاً عن تبرير تأخرهم على مواعيدهم مثلاً وتقعاسهم عن أداء مهام أنيطت بهم.
وجدير بالذكر أن دراسات سابقة أوضحت أن المعدل المتوسط للأكاذيب عند الأميركيين هو 11 كذبة أسبوعيا.
ويقول خبراء التنمية والنفس، إن حث الناس على الصدق هو هدف يستحق الجهد والعناء http://as-safeerpress.com/news (31)
الخلاصة:
إخواني وبني جلدتي:
من خلال العرض السابق ندرك مدى أهمية وتأثير تحلينا بالصدق الكامل الذي يحمل بين طياته الأمانة والإخلاص، في حياتنا الخاصة والعامة، كما ندرك  مقدار أثره على صحتنا النفسية والبدنية، كما ندرك مدى تأثيره على صلاح حال الفرد والجماعة، فلا صلاح دون صدق، ولا نهضة تعتمد على الكذب، فالرقي والتقدم والرفعة وعلو الشأن بالنسبة للفرد والمجتمع يعتمد على ما يتحلى به أفراد ذلك المجتمع من خُلق كريم، والصدق هو عماد الأخلاق الكريمة، كما أن الكذب عماد الأخلاق السيئة، ونظرا لتلك القيمة العظمى للصدق، جعله الحق – تبارك وتعالى – أول درس نتلقاه عن قدوتنا ومعلمنا ورسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – حتى قبل نزول الوحي عليه، فلما بُعث – صلى الله عليه وسلم –  حرص على أن يوصينا بالصدق في جميع أحوالنا إلى أن وصل به الأمر إلى أن يوصي به الرجل المسلم، الذي يجامع زوجته، فقال – صلى الله عليه وسلم -
" إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، فإذا  قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجُلها حتى تقضي حاجتها "   (32) مجمع الزوائد (4/295)
إخواني وبني جلدتي:
إن المرء ليتملكه العجب من حالنا نحن المسلمين ندعي قدوتنا بالرسول – صلى الله عليه وسلم – فنحرص على الإقتداء به في الجلباب واللحية، وننسى أو نتناسى أهم شيء ينبغي علينا أن نقتدي فيه برسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – إذا أردنا لحالنا فلاحا، ولمجتمعنا صلاحا، ولديننا رفعة وسمو، وهذا الشيء هو الصدق، وحتى ندرك تمام ذلك المعنى غير ما تقدم تعالوا بنا نسترجع شيء من أحوال أعداءنا من الغرب الصليبي ( أوربا و أمريكا ) فسنجد أن الدراسة سالفة الذكر أخبرتنا أن متوسط الكذب عند الأمريكيين إحدى عشرة كذبة في الأسبوع، فكم متوسط الكذب عندنا؟! أعتقد أنه يربو على ذلك مئات المرات ليس في الأسبوع، ولكن ربما في الساعة الواحدة.
ثم تعالوا بنا نتذكر قصة الرئيس الأمريكي السابق/ بيل كلينتون 
في قصته مع المتدربة بالبيض الأبيض مونيكا لوينسكي حينما أقام معها علاقة غير شرعية، ثم لما سؤل عن تلك العلاقة أنكرها، فخرجت وسائل الإعلام الأمريكية تفضحه في كذبه، فما كان من الكونجرس الأمريكي أن بدأ يأخذ إجراءات عزل كلينتون من منصبة، وكانت هذه أول سابقة في تاريخ الولايات المتحدة أن يتم عزل رئيسها، أتدرون ما سبب عزل كلينتون؟! هل لأنه أقام علاقة غير شرعية مع مونيكا؟! كلا ، ولكن لأنه كذب عندما تم سؤاله عن تلك العلاقة، فالعزل كان لعلة الكذب، لا لعلة الزنا، ولم يوقف الكونجرس إجراءات عزل كلينتون إلا بعد أن قدم اعتذار في خطاب للشعب الأمريكي عن كذبه، انظروا إلى حالهم وحالنا، أنظروا إلى أي مدى يتحرون الصدق، ويرفضون الكذب.؟!
أما مسئولينا فيمارسون الكذب حتى تحول لديهم من عادة إلى عبادة لا يختلف في ذلك مسئولو النظام القديم أو الجديد، فجميعهم كذب ويكذب على الشعب فهل يمكن لنا أن نحقق أو ندرك تقدما وسط هذا الزخم من كذب الشعب ورجال النظام ؟! أو يمكن لهذا الربيع العربي المبني على أسس من الكذب كما سيتضح فيما هو أت أن يُحقق ثمارا يانعة صالحة للتناول؟!  وأترك لكم الإجابة
و خير ما نختتم تلك المقالة ما ذكره الحافظ الذهبي في كتاب: الكبائر:
الكبيرة السادسة عشرةغش الإمام الرعية و ظلمه لهم!!
- قال الله تعالى: " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم " 
- و قال الله تعالى: "  و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء " 
- و قال الله تعالى: "  و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "  
- و قال الله تعالى: "  كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " 
 - و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  من غشنا فليس منا"
-    و قال عليه السلام: "  الظلم ظلمات يوم القيامة ".
-    وقال صلى الله عليه و سلم:  
 " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته " 
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  أيما راع غش رعيته فهو في النار " و قال صلى الله عليه و
سلم: "  من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصيحة إلا حرم الله عليه الجنة "  أخرجه  البخاري.  و في لفظ: " يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " 
-  و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حبس يوم القيامة و ملك آخذ بقفاه ، فإن قال ألقه ألقاه فهوى في جهنم أربعين خريفا "  رواه  الإمام أحمد.
-   و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  ويل للأمراء ، ويل للعرفاء ، ويل للأمناء  ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يعذبون و لم يكونوا عملوا من شيء"
  - و قال صلى الله عليه و سلم: " ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط ".  
- و قال صلى الله عليه و سلم: "  ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه إما أطلقه عدله أو أوبقه جوره " 
- و من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: " اللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئاً فرفق بهم فأرفق به  و من شفق عليهم فأشفق عليه "  
- و قال صلى الله عليه و سلم: " من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم و خلتهم و فقرهم احتجب الله دون حاجته و خلته و فقره " 
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  سيكون أمراء فسقة جورة ، فمن صدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه ، و لن يرد على الحوض"
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  صنفان من أمتي لن تنالهم شفاعتي  سلطان ظلوم غشوش ، و غال في الدين يشهد عليهم و يتبرأ منهم"
 - و قال عليه السلام: "  أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر"
-  و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:  
أيها الناس مروا بالمعروف و انهوا عن النكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم، و قبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم  إن الأحبار من اليهود و الرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ، ثم عمهم بالبلاء".  
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:  " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "" و من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلا ".
- و في الحديث أيضاً: " من لا يرحم لا يرحم لا يرحم الله من لا يرحم الناس"
- و قال صلى الله عليه و سلم: " الإمام العادل يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ". و قال: "  المقسطون على منابر من نور، و الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم و ما ولوا ".
 - و لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال: "  إياك و كرائم أموالهم ، و اتقي دعوة المظلوم فإنها ليس بينها و بين الله حجاب "  رواه  البخاري.
- و قال عليه الصلاة و السلام:  "  ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة  فذكر منهم الملك الكذاب، و قال  إنكم ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة "  رواه  البخاري  و فيه أيضاً: "  و إنا و الله لا نولي هذا العمل أحداً سأله أو أحداً حرص عليه ".
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "  يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء ، أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهدي و لا يستنون بسنتي ". 
- و  عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة ،و من غلب جوره عدله فله النار ".  
- و قال: "  ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة ". 
- و قال عمر لأبي ذر رضي الله عنهما  حدثني بحديث سمعته من رسول الله ، فقال أبو ذر:  سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
  " يجاء بالوالي يوم القيامة فينبذ به على جسر جهنم فيرتج به الجسر ارتجاجة لا يبقى منه مفصل إلا زال عن مكانه ، فإن كان مطيعاً لله في عمله مضى به ، و إن كان عاصياً لله في عمله إنخرق به الجسر فهوى به في جهنم مقدار خمسين عاماً "  فقال عمر: " من يطلب العمل بها يا أبا ذر؟ قال  من سلت لله أنفه و ألصق خده بالتراب ". 
ضريح عمربن عبد العزيز
- و قال عمر بن المهاجر، قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:  إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم قل  يا عمر ما تصنع!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

http://alfahd999.blogspot.com/