(أ) تابع (2) ملاحظات تؤخذ في الاعتبار: جني الثمار ... الربيع العربي
سادسا- في عالم السياسة وأنت ترقب
الأحداث لا تهتم كثيرا بالأقوال ولا بالحديث
المنمق بل اجعل جُل تركيزك واهتمامك منصب على الأفعال، فالقول يذهب ويتلاشى، بينما
الفعل يبقى و يخلد، وتعالوا بنا نأخذ مثالا لذلك حتى تتضح لنا الصورة وهي الحرب
الكلامية بين إيران من جانب وإسرائيل، وإيران وأمريكا من جانب آخر. فلو ركزنا على
الأقوال والتصريحات المتبادلة بين أطراف
الصراع منذ تولي الخوميني الحكم في إيران فسنجد أن كل التصريحات التي تخرج على
لسان مسئولي الدول الثلاث تنٌم عن عداء دفين ما بينهم، فأمريكا من وجهة نظر
الإعلام الإيراني الرسمي هي الشيطان الأكبر، الذي يقود العالم، أما إسرائيل فهي
ربيبة أمريكا وطفلها المدلل والذي ينبغي زواله من الوجود، أما إيران من وجهة نظر
الإعلام الأمريكي والإسرائيلي الرسمي، فهي رأس الأفعى ومحور الشر.
·
واقع العلاقات الإيرانية الأمريكية حسب الأفعال لا الأقوال:
إن تبادل الشتائم وألفاظ الكراهية بين حكام
إيران وأمريكا، لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، ففي السياسة ليس من الضروري أن
تتطابق الأقوال مع الأفعال، والمفروض لمعرفة اتجاهات السياسة، هو مراقبة التطبيق
على الأرض والواقع، ومعرفة لمصلحة منْ تصب نتائج الأفعال.
·
رهينة خوميني:
لقد استغللت الولايات المتحدة الأمريكية
الجماعات الدينية الإسلامية في تحقيق مصالحها، فمثلا يمتلأ الخطاب الإيراني السياسي الرسمي بوصف
الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، و كثيرا ما تقوم مظاهرات تحتشد في شوارع المدن الإيرانية
منددة بممارسات العنجهية الأمريكية في بلاد المسلمين، و لكن قليل من الناس منْ يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ
قيامها عام 1979، و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران, و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب: (رهينة خميني..
الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية)
حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية
الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب، الذي ألفه روبرت كارمن درايفوس و هو باحث فرنسي متخصص في
الشئون الإستخباراتية شغل في أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات مدير قسم الشرق الأوسط في
مجلة انتلجنس ريفيو
رجل الاعمال الاسرائيلي سامي عوفر الذي شكلت شركته محور اقامة علاقات تجارية بين ايران و تل ابيب برفقة نتن يا هو.
فإذا أدركنا أن الشحنات الأولية للأسلحة الأمريكية إلى إيران خلال الحرب الإيرانية
العراقية ،كانت تتم عن طريق إسرائيل التي كانت الحكومة الإيرانية الإسلامية تنادي
بتدميرها.فلنا أن نسأل: كيف قبلت الحكومة الإسرائيلية ذلك؟ وإيران تنادي بتدميرها؟! وقد تحججت نيويورك تايمز بأن إسرائيل كانت تريد إضعاف كلا البلدين: العراق وإيران،وان إسرائيل أرادت أن تثبت أن لها سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة. ولكن نفس صحيفة نيويورك تايمز تكشف مايلي بخصوص شحن الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران:
o أن طائرات مستأجرة من الأرجنتين وايرلندة
والولايات المتحدة كانت تستخدم لنقل أسلحة أمريكية الصنع إلى إسرائيل ثم إلى
إيران، وفي بعض الحالات مباشرة إلى طهران
o أن هذه الطائرات المستأجرة لنقل الأسلحة
الأمريكية إلى إيران كانت تطير من قاعدة جوية سرية قرب توسكون في أريزونا تعرف
باسم محطة مانترا الجوية.
o لسنوات كانت وكالة المخابرات المركزية تستخدم
مانترا لشحنات أسلحة سرية
o انه كان هناك تدفق مستمر من (قطع الغيار ومعدات
أخرى لأسطول طائرات أف 14 التابعة لإيران) وأنها كانت "معدات حساسة وصادراتها
مراقبة من قبل المسئولين الأمريكان وكانت تنقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل
التي لا تملك طائرات أف 14":
إذن فإن ما حدث مباشرة قبل الحرب العراقية
الإيرانية وما حدث خلالها وما حدث بعدها يؤكد فرضية دعم أمريكا للإسلاميين
الإيرانيين و بل تسهيل عملية ابتلاعهم العراق؟
·
احتلال الكويت
وفي أزمة الخليج الثانية التي دشنها الرئيس العراقي صدام
حسين بعملية اجتياح الكويت في 2أغسطس 1990، اتخذت إيران موقفا صارما من العراق،
إلا أنه مع وصول الحشود الأجنبية إلى أراضي الحرمين، بدأت تقلل من لهجتها تجاه
العراق وتصعدها ضد التواجد الأجنبي في المنطقة، واتخذت قرارا بعدم المشاركة مع التحالف
الثلاثيني الدولي والعربي في الحرب ضد العراق.
وكانت تلك خطوة إيجابية قوبلت
بالارتياح من قبل الحركات الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، بل أن ذلك
قد طمأن القيادة العراقية ودفعها لأن تسرع بإرسال طائراتها لتودعها في إيران خوفا
من تعرضها إلى القصف، وقد قوبل ذلك بأحسن العبارات الودية وبمعسول الكلام من المسئولين
الإيرانيين، دعاة الوحدة الإسلامية.
وفعلا ظلت القيادة الإيرانية ملتزمة بذلك الحياد طوال فترة الغارات
الجوية على العراق، ولكن عند بدء عملية الاجتياح البري
فعلت إيران ما لم يكن في الحسبان، وثبت أن ذلك الهدوء لم يكن سوى الهدوء
الذي يسبق العاصفة، فإنه ما أن بدأت الحرب البرية ووصلت طلائع القوات الأمريكية
إلى الحدود العراقية الجنوبية حتى زجّ الإيرانيون بعشرات الآلاف من الجماعات
العراقية الشيعية التابعة لهم ليطعنوا الجيش العراقي في الظهر طعنة نجلاء قاصمة،
عندما كان يخوض مع القوات الغازية أكبر معركة بالدبابات منذ الحرب العالمية الثانية،
كما وصفتها وسائل الأعلام في ذلك الوقت.
وقامت تلك الجماعات بالتنسيق مع أعوانهم في
الداخل بثورة همجية عارمة، ودمروا جميع المؤسسات العراقية في الجنوب وقطعوا
على القوات العراقية خط الرجعة، وارتكبوا مذبحة طائفية غادرة ورهيبة ضد فلول الجيش
العراقي، التي تقطعت بها السبل بعد الانسحاب من الكويت، وهو الأمر الذي أثبت وجود
صفقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام
حسين، إلا أن الأنظمة العربية المشاركة في الحرب، وخاصة النظام السعودي اعترضت على
ذلك، خوفا من تسلم الشيعة الموالين لإيران لمقاليد الأمور في العراق.
هذه نبذه عن طبيعة العلاقات الأمريكية
الإسرائيلية الإيرانية فترة الخوميني وقبل أحداث 11 سبتمبر( ومن يرغب في المزيد
فليرجع إلى مدونتي وجع دماغ بحث الربيع العربي خطوة للأمام؟! أم خطوات للخلف؟)
·
الحادي عشر من سبتمبر
دور إيران في أفغانستان
وبعد الحادي
عشر من سبتمبر2001 وغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان بدعوى محارب، كثرت
اللقاءات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين وراء الكواليس وخلف
الأبواب المغلقة، في العواصم الغربية، على الرغم من العداء الظاهر بين إيران "محور
الشر" على حد وصف الأمريكان، والولايات المتحدة " الشيطان
الأكبر"على حد وصف الإيرانيين، وقد عرضت إيران من خلال تلك اللقاءات
التعاون بحماس مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان الإسلامي، عدوها اللدود
في كابول لا لشيء إلا لأن حركة طالبان حركة سنية تنادي بإقامة خلافة إسلامية،
وكانت تناوئ الوجود الإيراني الشيعي في أفغانستان، مثلما كانت تناوئ الوجود الأمريكي
أو الروسي أو الهندي.
وأثناء عمليات القصف الجوي على طالبان والمدن الأفغانية،
قدمت إيران للأمريكيين معلومات استخباراتية دقيقة مدعمة بالخرائط، التي تحدد
بدقة مواقع مقاتلي حركة طالبان لقصفها. وحددوا على تلك الخريطة الأهداف التي نصحوا القوات
الأمريكية أن تركز عليها وخاصة في شمال أفغانستان حتى يخلو الشمال لحزب الشمال
الشيعي الأفغاني، والذي ساعدت الأمريكان كثيراً في الحرب على طالبان.
ولعبت إيران دورا مهما في تشكيل الحكومة
الانتقالية في كابول بعد انهيار نظام طالبان، وقامت بتعزيز العلاقات معها
وأكدت على دعمها لحكومة حميد كرزاي الذي يعتبر مواليا للأمريكيين، وكان الرئيس الإيراني
محمد خاتمي أول رئيس دولة أجنبية يزور كابول في 12/8/2002 برفقة العديد من الوزراء،
منذ سقوط نظام طالبان أعداء طهران في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001.
وساعدت إيران بملاحقة المجاهدين من أعضاء تنظيم القاعدة. ولعبت دورا
هاما في اعتقال الملا كري كار زعيم جماعة أنصار
الإسلام، التي تخوض حربا ضد الفصائل الكردية في شمال العراق في
أمستردام في هولندا. فضلا عن التعاون الأمني الأمريكي ـ الإيراني، حيث قامت
طهران بملاحقة أشخاص اُعتقد أنهم أعضاء في القاعدة بناء علي معلومات أمنية أمريكية،
وكل تلك الخدمات وغيرها بطبيعة الحال - لم تكن خدمات قدمتها طهران لواشنطن
مجانا وبدون مقابل
دور إيران في احتلال العراق
كما كانت إيران لاعب أساسي في عملية احتلال العراق، وإسقاط
نظام الرئيس صدام حسين، في عام 2003، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقد
تبين للقاصي والداني، أن إيران كانت هي المستفيد الأكبر من سقوط هذا النظام في بغداد.
فقبل الاحتلال الأمريكي للعراق كانت التقارير الصادرة عن الدبلوماسيين والمحليين
تتحدث عن اتصالات ومحادثات سرية، تجري وراء الكواليس في باريس أو بلد آخر حيادي
بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين تمهيدا لضرب العرق وإسقاط نظامه، وأكدت تلك
التقارير أنه تم التوصل: إلي أرضية توافق حول احتمال انتهاك الطائرات الأمريكية
التي تتعرض لنيران المضادة العراقية للمجال الجوي الإيراني.
دونالد رامسفيلد والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، يلتقي صدام حسين في كانون الاول
وأن إيران قدمت أيضا معلومات جمعتها أجهزتها
المتخصصة حول مخزون الأسلحة الكيميائية والبرامج النووية والصواريخ العراقية وكشفت
تفاصيل عن أماكن أو أشخاص ( عملاء ) يفيدون المفتشين
الدوليين في مهماتهم.
وفي بداية الحرب قامت المخابرات الإيرانية بإبلاغ القوات
البريطانية الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في العدوان على العراق، عن
زوارق حربية في مياه الخليج كان العراق قد أعدها بشكل محكم، لمهاجمة
القوات الغازية حال توغلها في المياه الإقليمية العراقية.
مسلحون شيعة يقتلون 6 سنيين حرقاً قرب موقع للجيش العراقي.
وكانت إيران شريكا رئيسيا في المجازر الرهيبة التي حدثت لأهل السنة في العراق
وفي حملات التهجير الواسعة التي مورست ضدهم وخاصة من العاصمة بغداد، خلال السنوات
الماضية على أيدي المليشيات الشيعية مثل فيلق بدر وجيش المهدي التابعين للحرس
الثوري الإيراني، فقد كشف الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين
السُنًة في تصريح له في مؤتمر عقد في أنقره في عام 2006، عن أن العراقيين من أهل السُنًة
الذين قتلتهم المليشيات الموالية لإيران يبلغ عددهم زهاء مائتي ألف.
وبالجملة فإن ما فعلته إيران في العراق أكثر بكثير مما فعلته في
أفغانستان، فكانت المتحمس الأكبر للحكومة العراقية الشيعية التي تشكلت
تحت حراب الاحتلال، وكانت إيران أول من أعترف بها، وأول من أقام
سفارة له في العراق، وكان الرئيس الإيراني احمدي نجاد أول رئيس دولة أجنبية
يزور بغداد تحت الاحتلال.
وهي اليوم أي إيران - شريكا رئيسيا في احتلال العراق
بجانب الولايات المتحدة الأمريكية ( الشيطان الأكبر ) سواء نفت ذلك، أم لم تنف، وهناك
محللون أمريكيون وغربيون يصفون ما يجري بين الولايات المتحدة وإيران بأنه
"تحالف بمنطق الأمر الواقع" إذ يقول هؤلاء: إن إيران والولايات المتحدة حليفتان
بمنطق الأمر الواقع في الحرب ضد صدام حسين، وهذا ما كتبه الصحافي اليهودي توماس
فريدمان... في أكتوبر1996 في تعليق له في صحيفة " النيوورك تايم".
مناطق الاحتلال الأمريكي في العراق بعد الغزو
وأما ما يحدث بين هذين الطرفين من نزاع وخلاف
وحروب إعلامية ومواجهات كلامية، فذلك كله صراع على قسمة
الغنائم، وحول الماء والكلأ اللذان يدخلان في حمى الطرف الثالث شبه الغائب
عن المسرح أو العاجز عن الدفاع عن حماه المستباح. وهو هنا الدول العربية بعامة
ودول الخليج بخاصة، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، لكي يقوم كل منهما بتحسين موقعه وظروف
تفاوضه مع الطرف الآخر حتى يكون له نصيب أكبر من الغنيمة، أو لكي يشعر حليفه
بأنه موجود وعلى إطلاع بما يجري، وقادر على تعكير الصفو وإثارة المشاكل، وخاصة
بالنسبة للضبع الإيراني، أمام الثور الأمريكي. فلا تنفرد أمريكا وحدها بالغنيمة بل
تترك نصيبا منها لإيران.
وهذا مثل خلاف وصراع أخوة جشعين على قسمة تركة جاءت
لهم عفوا ومن غير تعب أو مجهود، أو مثل صراع الوحوش على الفريسة في البرية، ومن
هذه الزاوية تأتي مقاومة حزب الله الشيعي التابع لإيران في جنوب لبنان، وتصريحات
القادة الإيرانيين النارية وخطبهم الصاخبة، حول الشيطان الأكبر.. أمريكا،وحول نسف
إسرائيل من الوجود، بل إنني لا أتردد في القول بأن إيران من هذا المنطلق تدعم
حركتي حماس والجهاد.
ومن هذه الزاوية أيضا تأتي الضغوط الصهيو أمريكية على إيران
وتصريحات القادة والمسئولين الأمريكيين والصهاينة حول التهديد بغزو إيران أو بضرب
المفاعل النووي الإيراني. وهي تصريحات متبادلة منذ ثلاثة عقود دون أن يكون لها أي
صدى على أرض الواقع، والغرض منها ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون ليس إلا.
فإيران تتضخم عسكريا وتتقدم تقنيا وتكنولوجيا وتستمر في تطوير مشروعها
النووي، وفي التمدد سياسيا وثقافيا في المنطقة وفي غير المنطقة- والكيان
الصهيوني بدوره،يزداد توسعا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزداد عربدة وغطرسة
تجاه الشعب الفلسطيني،
وأخرها العدوان الهمجي على غزة في يناير2009، وفي أثناء ثورات الربيع
العربي، والذي لم نسمع خلاله من إيران زعيمة محور الممانعة، سوى الكلام
والتصريحات الفارغة، التي لم تسمن ولم تغن من جوع.
وفوق ذلك وقبله وبعده فالتنسيق الإيراني الصهيو أمريكي قائم، على قدم
وساق، والصفقات
بين الجانبين تتم على أعلى مستوى، سواء في العراق أو أفغانستان أو لبنان وربما
في أماكن أخرى – كفلسطين مثلا الله أعلم!! والضحية والخاسر الأكبر من وراء ذلك
هم العرب والمسلمون، واللوم في ذلك لا يقع على إيران أو أمريكا فكل منهما يلهث
خلف مصالحه، وإنما يقع اللوم بدرجة أساسية على الأنظمة العربية الرسمية الخانعة
والمنبطحة تحت الأقدام، والذين انطلت عليهم هذه الخدعة الرهيبة.
فالأنظمة العربية هي التي باعت العراق
وأفغانستان، وهي التي فرطت في فلسطين، وتخلت عن دعم مقاومة شعبها، وتركت الباب
مفتوحا على مصراعيه لتلج منه إيران بمبرر دعم حركات المقاومة في
فلسطين، رغم أنه يستحيل أن يكون من شارك في احتلال أفغانستان المسلمة، وفي احتلال
العراق المسلمة وقبل ذلك في ضرب ثورة الشيشان المسلمة، يستحيل أن يكون نصيرا
للمجاهدين في فلسطين المسلمة، ولو ملأ الدنيا بالشعارات، وضجها بالهتافات.
وأنا والله لا أخشى على حماس من الكيان الصهيوني بقدر ما أخشى عليها
من إيران، فالكيان الصهيوني يريد الأرض والموارد، وأما إيران فتريد غزو القلوب
والعقول ومعهما الأرض، وحماس حذرة من الكيان الصهيوني
ومحصنة تجاهه، وهي تستمد قوتها وشرعيتها وتعزز وجودها
من خلال مقاومته، في الوقت الذي هي فيه مطمئنة لجانب إيران، وهنا مبعث
القلق فمن مكمنه يؤتى الحذر، كما قال المثل العربي.
قال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز إن طهران
مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما
تتلاقى مصالحهما، ولا توجد روابط دبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ الثورة
الإيرانية عام 1979 والعلاقات العلنية بينهما حاليا متوترة .
غير إن عادلي قال إنهما تعاونتا من خلال القنوات الدبلوماسية لدول
أخرى بينها بريطانيا لتعزيز مصالحهما المشتركة في إجراء انتخابات ناجحة في العراق،
وقال عادلي «من اجل الانتخابات الأخيرة كان هناك تعاون ضمني وصريح مباشر، وغير
مباشر بين البلدين إيران والولايات المتحدة من اجل إبقاء الأغلبية هادئة ولمصلحة
الانتخابات». وأضاف «انه من اجل جعل أغلبية السكان في العراق مع التطورات هناك
وبخاصة الانتخابات فإننا تشاورنا، وأجرينا اتصالات مع الجماعات الشيعية التي
لنا بها بعض الروابط أو النفوذ»
وأضاف قوله «شجعناهم على إن هذه العملية لمصلحة العراق». وتشن واشنطن حملة شعواء على إيران متهمة إياها بمحاولة امتلاك أسلحة نووية ومساندة جماعات إرهابية في المنطقة، وتنفي طهران هذه الاتهامات بشدة، وقال عادلي انه قبل الانتخابات العراقية تبادلت إيران والولايات المتحدة وجهات النظر من خلال أقسام رعاية المصالح في سفارات باكستان وسويسرا في واشنطن وطهران ولكنهما تعاونتا أيضا من خلال لندن اقرب حلفاء واشنطن في حرب العراق، وأشار إلى أن طهران وواشنطن كثيرا ما تتقارب مصالحهما،وكانت أولاوياتهما الإستراتيجية المشتركة قد جمعتهما خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 حينما أطيح نظام طالبان.
وأضاف قوله «شجعناهم على إن هذه العملية لمصلحة العراق». وتشن واشنطن حملة شعواء على إيران متهمة إياها بمحاولة امتلاك أسلحة نووية ومساندة جماعات إرهابية في المنطقة، وتنفي طهران هذه الاتهامات بشدة، وقال عادلي انه قبل الانتخابات العراقية تبادلت إيران والولايات المتحدة وجهات النظر من خلال أقسام رعاية المصالح في سفارات باكستان وسويسرا في واشنطن وطهران ولكنهما تعاونتا أيضا من خلال لندن اقرب حلفاء واشنطن في حرب العراق، وأشار إلى أن طهران وواشنطن كثيرا ما تتقارب مصالحهما،وكانت أولاوياتهما الإستراتيجية المشتركة قد جمعتهما خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 حينما أطيح نظام طالبان.
إن التقارب الأميركي - الإيراني في العراق لم يعد سراً، و إبان أزمة
مقتدى الصدر أعلن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن الولايات المتحدة
الأميركية طلبت من طهران مساعدتها في تسوية الأزمة العراقية وقد أرسلت الأخيرة,
بالفعل وفدا إلى العراق وبدأ يقوم بجهود تهدف إلى التأثير على الشيعة العراقيين باتجاه
التهدئة أي في الحقيقة حل الأزمة الأميركية في العراق.
وتشير مصادر صحفية أن هناك مجالاً مفتوحاً للحوارات والجلسات السرية
بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص العراق، والتي تُعقد في الغرف الخلفية، والتي
يديرها رفسنجاني من إيران، والدكتور ولاياتي من الإمارات العربية المتحدة والسفارة
الإيرانية في الكويت
فبعد هذه الرحلة ندرك أن إيران تخلصت من جيرانها المزعجين تخلصت من
الحكم السني في العراق وأفغانستان واستبدلته بحكم شعي بمساعدة الغرب الصليبي
(الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا) فما رأيكم أنأخذ بالتصريحات الإعلامية؟! أم
بالأفعال الواقعية؟!
·
أما ما يخص علاقة إيران مع إسرائيل
اليهود حسب الأفعال لا الأقوال:
فتعالوا بنا نستعرض ذلك المقال للسيد/ سليمان الحكيم وما به من
معلومات موثقة عن طبيعة العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، حيث يقول:
ليس صحيحاً ما يقال عن علاقة إسرائيلية – إيرانية
ترجع إلى ثلاثة آلاف عام وتعود إلى عهد الملك الفارسي "قورش" الذي هزم
البابليين عام 539 ق.م. وأطلق اليهود من الأسر , فقد كانت تلك واقعة أنشأتها أحوال
التوسع الإمبراطوري الفارسي مع جماعة من العرق السامي تعتنق الديانة اليهودية ,
ولا علاقة لها بدولة إسرائيل التي تتكون من أعراق وأقوام متباينة جاؤوها من أصقاع
الأرض وبالذات شعوب من وسط آسيا ومن شرق أوروبا كان أسلافهم قد اعتنقوا الديانة
اليهودية , والشاهد أنه لا محل للحديث علمياً عن تاريخ وجذور لدولة إسرائيل التي
ربطتها مع إيران علاقة أملتها مصالح سياسية ومطالب أمن لكل من الدولتين فضلا عن
قواسم مشتركة أخرى تجمع بينهما تتلخص بما يلي :
- إن إيران دولة مسلمة ذات قومية
فارسية , وهي بحاجة لحليف غير عربي يتقاسم معها مصالح مشتركة وتحافظ به على
التوازن في المنطقة , كذلك فإن نظرية الأمن القومي لإسرائيل تقوم على مبدأ إقامة
تحالفات مع دول المحيط غير العربية وخاصة إيران وتركيا وإثيوبيا , ومع أقليات
دينية وقومية مثل موارنة لبنان والأكراد .
- كلاهما محاط ببحر عربي تربطه بإيران علاقة متوترة تاريخياً , وبإسرائيل
صراع وجود برغم كل أوهام السلام .
- يحكم الثقافة الإيرانية والموروث اليهودي وهم التفوق على العرب , وفي
واقع الأمر أن إيران قبلت الإسلام على نطاق واسع , لكنها حافظت على ملامحها
العنصرية والثقافية بدون تغيير , ولازال الإيرانيون يفخرون بأنهم على خلاف شعوب
أخرى , قد نجحوا في مقاومة تعريب بلادهم .
- تدرك إسرائيل أن سلاماً دائماً مع العرب وهمٌ معلق على موازين القوى ,
كما استخلصت إيران من تجارب القرون الماضية أن استعادة مجدها الإمبراطوري يصطدم
قبل أي شيء بعوائق عربية تبدأ من الاختلاف الطائفي والعرقي ولا تنتهي عند صراع الارادات
وتباين المصالح الاقتصادية وتضاد مطالب السياسة والأمن .
- شعور الدولتين بالعزلة في محيطهما الجغرافي وإدراكهما بأن قوتهما الذاتية
هي سبيل البقاء الوحيد أمامهما وهي أيضاً أداة توسعهما الإقليمي , فالسلاح النووي
هو ضمانة إسرائيل الحقيقية وليس أية معاهدات أو تحالفات دولية , وتقول بذلك أيضاً
تجربة إيران التاريخية مع القوى الدولية الكبرى وكذلك دروس حربها مع العراق .
- نشوء روابط اجتماعية متينة تغذي باستمرار العلاقة الإيرانية – الإسرائيلية
, ففي إيران توجد أكبر طائفة يهودية في الشرق الأوسط , وبفضلها أصبحت المخابرات الإسرائيلية
هي الأقوى في المنطقة, كذلك يزيد عدد اليهود الإيرانيين في إسرائيل عن المائتي ألف
ينتمي بعضهم إلى النخبة السياسية والاقتصادية فيها, فكان منهم رئيس الدولة
"موشيه قصاب" ومنهم وزير دفاع ورئيسين لأركان الجيش الإسرائيلي هما
الجنرال "شاؤول موفاز" والجنرال "دان حالوتس" .
اعترفت إيران في عهد حكومة الدكتور "محمد مصدق" بإسرائيل عام
1951 كأمر واقع دون أن تعترف بها قانونيا , وظل الأمر كذلك طيلة عهد الشاه
"محمد بهلوي" , برغم امتداد العلاقات بين البلدين إلى سائر المجالات
الأمنية والاقتصادية والعسكرية, وبرغم أن قادة إسرائيل كانوا يزورون إيران بانتظام
ويلتقون بالشاه , ولقد كان وزير الخارجية الإسرائيلي "موشيه دايان" عام
1978 أول من انتبه إلى عجز الشاه عن الصمود أمام قوى الثورة, وعقب فراره واستلام
"شهبور بختيار" السلطة عرضت المخابرات الإسرائيلية عليه المعونة, فلم
يجد ما يطلبه منها سوى "إسكات" الإمام الخميني الذي كان مقيماً وقتها في
باريس, ولكن إسرائيل رفضت طلبه !
كانت فلسطين وثورتها وواجب تحريرها من المفردات الثابتة في خطاب الإمام
الخميني ورجال الثورة الإيرانية منذ اليوم الأول لاستلامهم السلطة في إيران, وقد
كان ذلك الخطاب زاعقاً إلى درجة أنه كاد يطغى وقتها على صوت أصحاب القضية
الأصليين, ولكن حقائق الجغرافيا السياسية ومطالب السياسة والأمن لابد أن تفرض
نفسها فوق أية عقيدة وقبل أية شعارات, وكذلك وعقب شهور قليلة من انفراد الخميني
بالسلطة, عرضت إسرائيل على إيران إعادة دبابات أميركية الصنع كان الشاه قد شحنها
إليها من أجل تحديثها, وقد قبلت إيران هذا العرض.
أحمد كاشاني
تسبب إلحاح الخميني على تصدير ثورته إلى العالم العربي – وبخاصة العراق –
باندلاع الحرب التي كانت منحنى توثقت به العلاقات الإيرانية مع إسرائيل وحتى مع
الولايات المتحدة , إذ لم يكن بوسع الجيش الإيراني صدّ الجيش العراقي بدون تلك
العلاقات التي قبعت في الظل تفادياً لتقويض مصداقية الوجه الإسلامي لإيران, ولما
كانت إسرائيل تخشى انتصاراً عراقياً حاسماً , فإنها لم تكتف بتسليح الجيش الإيراني
وإنما سعت إلى تخفيف التوتر في العلاقات الأميركية – الإيرانية.وفي مستهل العام 1980 قام "أحمد كاشاني" النجل الأصغر لآية الله
"أبو القاسم كاشاني" بزيارة إسرائيل, وكانت مهمته عقد صفقة شراء أسلحة
وتنسيق التعاون معها ضد البرنامج النووي العراقي, وقد نجح "كاشاني" في
عقد صفقة السلاح وزيادة عليها إطارات لطائرات الفانتوم الإيرانية , وفي تلك
الأثناء قام وزير الدفاع الإيراني "مصطفى شمران" بجسّ نبض الخميني حول
شرعية تلك الصفقة, فسأله الإمام عما إذا كان ضرورياً التدقيق بمصدر الأسلحة عند
القيام بشرائها , وأجابه الوزير بالنفي, فردّ عليه الخميني بهدوء "إذن نحن لا
نبالي" ! وبعدها بأيام سمح الخميني لعدد كبير من يهود إيران بالهجرة .
تقديرات وفيات الجيش العراقي تتراوح ما بين 8000 إلى 100،000 خلال1990s في وقت مبكر حرب الخليج.
فبعد مرور ثلاثة أيام على اكتساح
القوات العراقية للأراضي الإيرانية قطع وزير الخارجية الإسرائيلي
"دايان" زيارة كان يقوم بها للنمسا, وعقد مؤتمراً صحفياً حثّ فيه
الولايات المتحدة على نسيان الماضي ومساعدة إيران عسكريا, برغم أن السفارة
الأميركية وموظفيها كانوا مازالوا رهائن في أيدي الطلبة الإيرانيين, وقام السفير
الإسرائيلي في واشنطن بمجهود مماثل مع إدارة الرئيس "كارتر" , ثم راح
السلاح يترجم السياسة عملياً وذلك في اجتماع جرى في مدينة "زيورخ"
السويسرية بين وفد عسكري إسرائيلي برئاسة العقيد "ايلي بن يوسف" و آخر إيراني
برئاسة العقيد "زارابي" مدير المجمّع الصناعي العسكري, تم الاتفاق فيه
على بيع أسلحة إسرائيلية لإيران وقيام ضباط إسرائيليين بتدريب عسكريين إيرانيين
على تعديل الأسلحة الأميركية حتى تتلاءم مع قطع الغيار الإسرائيلية, وقد تواصل بيع
السلاح الإسرائيلي لإيران بعلم الإدارات الأميركية المتعاقبة وبموافقتها بطبيعة
الحال, حتى بلغ حجم مشترياتها من السلاح الإسرائيلي ما بين عامي 1980 - 1983 80%
من مجموع إنفاقها العسكري بما يساوي 500 مليون دولار سددت معظمها بشحنات من
بترولها.
خريطة عن موقع المفاعل النووي.
في السابع من حزيران 1981 انطلقت 12 طائرة حربية من قاعدة "أتزيون" الإسرائيلية لتنفذ العملية "أوبرا" وهدفها تدمير المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" , وقد ورد في تقرير لوكالة "اسوشيتدبرس" يوم 1-2- 1982 أن إسرائيل قد استعانت في التخطيط لهذه العملية بصور وخرائط جوية قدمتها لها إيران في اجتماع عقد في باريس مطلع تلك السنة بين ضباط إسرائيليين وإيرانيين, وقد شرح الإيرانيون خلاله أسباب إخفاق هجوم جوي سبق أن قام به سلاحهم الجوي في 30 أيلول 1980 على المفاعل العراقي, وأبلغوا الإسرائيليين كذلك بموافقة حكومتهم على السماح للطائرات الإسرائيلية في حال الاضطرار بالهبوط بمطار تبريز خلال العملية.
عدنان خاشقجي
|
بعد ذلك بشهر واحد تقريباً تحطمت طائرة شحن أرجنتينية بالقرب من الحدود
الروسية – التركية كانت تحمل أسلحة إسرائيلية لإيران، وقد روى العقيد
"اسحق سيغيف" – وهو آخر ملحق عسكري إسرائيلي بإيران في عهد الشاه – في
كتابه (المثلث الإيراني) أن الموقف العسكري الإيراني في تلك الفترة كان يائساً
أمام الجيش العراقي, فحاولت الحكومة الإيرانية أن تجس نبض الولايات المتحدة
لتزويدها بالسلاح, وخطر لأحد مسئوليها أن يستعين في هذا الشأن بتاجر السلاح
السعودي "عدنان خاشقجي" الذي قال له أن الطريقة الوحيدة للاتصال بواشنطن
تمرّ عبر إسرائيل, وعرض أن يقوم هو بالتوسط لصالح إيران بصفقة سلاح أميركي مشفوعة
بتوصية إسرائيلية, وهو ما جرى فعلا بعد صدور موافقة "هاشمي رفسنجاني"
ومعها رسالة مؤداها أن إيران لو انتصرت في هذه الحرب فلن تنسى أولئك الذين ساعدوها
, وسوف يشهد موقف طهران من تل أبيب تغيراً جذريا.
تكرر هذا المشهد في عام 1985 ولكن بشخصيات أخرى, فقد اجتمع "حسن كروبي" وهو أحد المقربين المؤتمنين من السيد "الخميني" في مدينة "هامبورغ" الألمانية مع "دافيد كيمحي" مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية, وورد في محضر ذلك الاجتماع الذي دام أربع ساعات قول حسن كروبي للإسرائيليين:
" إن هزيمة إيران في حربها مع
العراق ستدفع بها إلى الفلك السوفييتي ما لم تتدخل الولايات المتحدة وإسرائيل
بحكمة", ثم طلب بعبارات لا لبس فيها الحصول على أسلحة أميركية وإسرائيلية
وبالذات صواريخ "تاو" المضادة للدروع , وبعد اجتماع ثانٍ بينهما في شهر
تشرين أول في جنيف بدأت شحنات السلاح الإسرائيلي تتدفق على إيران, وبينما كانت إسرائيل
تنتظر الامتنان والعرفان فقد فوجئت بامتعاض الإيرانيين لأنهم اكتشفوا أن الصواريخ
قد وصلت مطار طهران وهي تحمل شعار نجمة داود ! بل إن الأمر الذي يصعب على التصديق،
ولكنه للأسف موثَّق، وقد ورد في لقاء تلفزيوني يوم 17-10 -2004 على لسان العقيد
"اسحق سيغيف" وقد ذكر فيه أن واحداً من تلك الاجتماعات التي دامت طوال
حقبة الثمانينات قد جرى عقده في أحد ضواحي تل أبيب في منزله, وكان من بين أعضاء
الوفد الإيراني رجلي دين هما "آية الله أسكندري" والسيد
"خليلي" , وقد اصطحبهما لزيارة الأماكن المقدسة بمدينة القدس , وأمام
حائط البراق سألهما عما إذا كان "الخميني" يسعى حقا لاحتلال القدس, فردّ
عليه أحدهما مبتسماً بأن ذلك هدف لن يسعى وراءه أحد مطلقا.
وقد حاولت إسرائيل في تلك السنة أن تقوم بلعبة مزدوجة, ففي أثناء زيارة قام بها إلى بغداد "دونالد رامسفيلد" مبعوثاً من الرئيس الأميركي "ريغان" , حمل معه رسالة إسرائيلية لوزير الخارجية العراقي السيد "طارق عزيز" تتضمن عرضاً إسرائيليا بمساعدة العراق في الحرب مع إيران, لكن الوزير العراقي رفضالعرض ولم يقبل استلام تلك الرسالة.
لم تختلف الصورة كثيراً عقب وفاة "الخميني" , فعلى سبيل المثال
أصبح التنقل بين إيران وإسرائيل في ولاية "خامنئي" سهلا وذلك عبر تركيا
, وتضاعف استخدام الخطوط الهاتفية بينهما – وهي لم تُقطع أبدا – وباتت أكثر رخصاً,
وفي عام 1989 صدّرت إسرائيل لإيران معدات عسكرية ومواد كيماوية, واستأنفت شراء
البترول الإيراني بسعر تفضيلي واستوردت سلعاً إيرانية , وقد حدث في عام 1998 أن
استاء مزارعو الفستق بولاية كاليفورنيا الأميركية لأن الفستق الإيراني أغرق
الأسواق الإسرائيلية على حسابهم، وفي دلالة لا تقبل التأويل أكد رئيس الاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية في تقريره السنوي عام 2008 أن إيران لا تمثل تهديداً لأن
برنامجها العسكري يستهدف جيرانها المباشرين وليس إسرائيل.
لم يحدث عبر تاريخ الدول – منذ أن عرفت الإنسانية نظام الدولة – أن توقفت
دولة عند أخلاقية الوسائل التي تتبعها من أجل تحقيق غاياتها في تلبية مطالب أمنها
وسعيها خلف الموارد و نشر النفوذ, وكانت الأديان والعقائد دائماً البرقع الذي يستر
طموحات التوسع ونوايا الهيمنة, وعندما تصطدم العقيدة أو مباديء الدين مع مصلحة
الدولة العليا فإن اعتبارات المصلحة العليا لها الأولوية دائما, فتلك هي طبائع
الأشياء وحقائق الحياة, وليست إيران استثناءً من هذه القاعدة, فهي ليست مكرّسة
لخدمة الإسلام والمذهب الشيعي, لكنها تسخّر الإسلام والمذهب الشيعي لخدمة نزعتها
القومية, وقد تيقن الولي الفقيه كما الإمبراطور محمد بهلوي قبله أنه لا يمكن لإيران
أن تحقق طموحاتها التوسعية في الخليج العربي وعلى شواطيء بحر قزوين وهي تقيم علاقة
رسمية وقانونية مع إسرائيل, وفي ظني أن العلاقة بين إيران وإسرائيل ستبقى محكومة
بسرية التعاون وبالتنافس على النفوذ في الشرق الأوسط في وقت واحد خاصة بعد أن
أصبحا قطبا القوة فيه بعد خروج مصر أولاً والعراق ثانياً من معادلة الصراع,
وبانتظار نضوج تسوية دولية تقسّم النفوذ الإقليمي بينهما, فإن إيران وإسرائيل لن
تصلا يقينا إلى لحظة الصدام بالسلاح على الأقل بحكم الدهاء الفارسي المشهود له
والذي لن يرتكب خطأً مدمرا لا يمكن إصلاحه.
http://www.wijhatnadhar.com/2012/07/blog-post_7663.html(1)
٦ قنوات إيرانية شيعية تبث إرسالها على القمر الصناعي الإسرائيلية وتدعمها كبرى شركات الإتصالات الإسرائيلية..
قنوات إيران الفضائية
نشر موقع
"سات ايدج" المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم وما تحمله
من قنوات تلفزيونية، تقريرا نشرته جريدة الأهرام، حيث كشف عن وجود 6 قنوات إيرانية
دينية موجهه إلى العرب تبث من قلب تل أبيب وتقف وراءها واحدة من اكبر شركات
الاتصالات الإسرائيلية ذكر الموقع ان القنوات هي: "آل البيت، الأنوار، فداك،
الحسين، العالمية، الغدير".
جميع هذه
القنوات رغم اختلاف مسمياتها تنطلق من خلال القمر الاسرائيلى "أموس" من
شركة "أر أر سات" التي يملكها رجل الأعمال اليهودي دايفيد ريفر وتأسست
في عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات الإسرائيلية على أن تقوم بتقديم خدمات
التداول عبر الأقمار الصناعية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب الألياف البصرية
والانترنت ويرأس مجلس إدارة الشركة راموت جلعاد وهو عميد احتياط في قوات الدفاع
الجوي بجيش الاحتلال الإسرائيلي وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم
الاجتماعية من جامعة بار أيلان بإسرائيل وعلى درجة الماجستير في الإدارة من كلية
الحرب العليا للطيران بفرنسا.
وذكر التقارير أن
هذه القنوات تحاول التظاهر بالولاء لآل البيت وتجتهد في تمرير الرؤية الإيرانية
وإقناع الجمهور العربي بها وتستهدف في المقام الأول تجميل صورة إيران وتشويه
المذهب السني والإيحاء بوجود قرآن في بلاد فارس مخالف للقرآن الذي بين يدي
المسلمين السنة في بقية أنحاء العالم وأن مصحف عثمان المتداول منذ 1400 سنة به
أخطاء فجه بينما المصحف الإيراني خال من الأخطاء وتعمل على تهيئة العقول لقبول
المذهب والفكر الشيعي وتسويق النظام الإيراني على انه حامي الديار والمدافع الوحيد
عن كرامة الأمة أمام الصهاينة والصليبيين، وأضافت الصحيفة أن هذة القنوات استطاعت أن
تجذب الكثير من فطاحل الإعلام العربي والمصري على وجه الخصوص أمثال يوسف ندا، فهمي
هويدي، محمد سليم العوا، منتصر الزيات، إبراهيم عيسى وغيرهم.
التحالف الغادر التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية.
التحالف الغادر
ومن جانبه علق
حسن كامل المغربي، كاتب صحفي متخصص في الشئون الإسلامية، بقوله: إن ما ذكر في التقرير
يتوافق بالفعل مع السياسة الإيرانية الواضحة منذ إعلان الثورة الإيرانية وفتوى
الخميني بضرورة تصدير الثورة إلى جميع أنحاء العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط وان
ما يحدث من تواصل ايرانى اسرائيلى في مجال الإعلام الفضائي يعد حلقة جديدة من
مسلسل التحالف بينهم وهو ما ذكره من قبل الكاتب الأمريكي الإيراني الأصل ثريتا
بارسي، أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في شئون الشرق الأوسط ورئيس المجلس الإيراني
الأمريكي السابق، في كتابه الشهير "التحالف الغادر" والذي أكد من خلاله أن
إيران هي الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل التي تضم عدد كبير من اليهود
والمزارات اليهودية كما يضم البرلمان الإيراني نوابا من اليهود مؤكدا على وجود
تعاون استخباراتي وصفقات أسلحة ومحادثات سرية بين طهران وتل أبيب تتم خلف الكواليس
في كافة المجالات وأضاف موسى أن الإمام الخميني قد سبق وأصدر فتوى من قبل تقضي
بحماية اليهود كأقلية دينية خاصة وان الكثير من المسئولين الإسرائيليين أصولهم
فارسية ومن أبرزهم الرئيس الإسرائيلي السابق موتشيه كاتساف ورئيس التشيك السابق أيضا.
وشدد المغربي
على ضرورة مناهضة صيغة الانصياع التي اجتاحت الشارع العربي للأفكار الإيرانية التي
تحاول أن تروج لنفسها "المخلص والمنقذ" للعالم العربي والإسلامي من جشع
و إمبريالية الغرب وإسرائيل عبر الخطب النارية التي يطلقها رؤسائها ومن قبلهم
الشاه الإيراني، خاصة وان هناك العديد من التقارير التي أكدت أن الماسونية هي
الداعم الأساسي لاندلاع الثورة الإيرانية رغبة من قياداتها بتغيير معالم الحكم في
منطقة الشرق الأوسط وليس هناك دليل قطعي على ذلك إلا حفاظ الإمام الخميني على بقاء
الباب مواربا أمام إسرائيل عرفانا لها على مساعدتها لهم للقضاء على شاه إيران الذي
استضافته مصر بعد ذلك لعلمها ببواطن الأمور والخيوط التي دفعت لاندلاع هذة الثورة
في بلاد فارس
لذا علينا أن نفكر جيدا قبل أن نصدق أي شيء يقال لنا أو أي إعلام موجه إلى المنطقة خاصة العبارات الرنانة التي يروجها الشيعة الإيرانيين لإظهار مناهضتهم لأمريكا وإسرائيل لان كل الدول المحيطة بالمنطقة العربية لا تسعى إلا لمصلحتها الخاصة وإيران مثلها مثل كل الدول تحاول فرض سيطرتها وتكريس نفسها كدولة إقليمية عبر التلاعب بكل الخيوط وان كان تركيزها الأكبر على القضية الفلسطينية ولبنان ونشر المذهب الشيعي المخالف لتعاليم الإسلام في المنطقة العربية، وهو نفسه الهدف الذي تروج له إسرائيل أي أن المصالح الإيرانية تتقدم على كل شيء حتى لو كان الإسلام نفسه، فكل شيء يهون أمام السطوة والنفوذ أي أن المصلحة الإيرانية هي التي تتحكم بالعلاقة مع إسرائيل وليست الشعارات المعادية لها والخطب الرنانة.
لذا علينا أن نفكر جيدا قبل أن نصدق أي شيء يقال لنا أو أي إعلام موجه إلى المنطقة خاصة العبارات الرنانة التي يروجها الشيعة الإيرانيين لإظهار مناهضتهم لأمريكا وإسرائيل لان كل الدول المحيطة بالمنطقة العربية لا تسعى إلا لمصلحتها الخاصة وإيران مثلها مثل كل الدول تحاول فرض سيطرتها وتكريس نفسها كدولة إقليمية عبر التلاعب بكل الخيوط وان كان تركيزها الأكبر على القضية الفلسطينية ولبنان ونشر المذهب الشيعي المخالف لتعاليم الإسلام في المنطقة العربية، وهو نفسه الهدف الذي تروج له إسرائيل أي أن المصالح الإيرانية تتقدم على كل شيء حتى لو كان الإسلام نفسه، فكل شيء يهون أمام السطوة والنفوذ أي أن المصلحة الإيرانية هي التي تتحكم بالعلاقة مع إسرائيل وليست الشعارات المعادية لها والخطب الرنانة.
يذكر أن كتاب
بارسي "التحالف الغادر" قد أكد على قوة العلاقات بين إسرائيل وإيران
سواء في فترة حكم الشاه أو فترة ثورة الخميني، حيث أوضح أن الشاه كان دائما يقول أن
العلاقة بين إسرائيل وإيران تشبه تلك القائمة بين عاشقين يعيشان قصة حب غير شرعية
وهذة العلاقة استمرت فيما بعد مع بداية ثورة الخميني التي حافظت على علاقة تعاون
مع إسرائيل فبقيت العلاقات تسير على نفس منهج الشاه الساعي نحو النفوذ والهيمنة في
المنطقة باستخدام كل الوسائل المتاحة ولو كانت تتعارض مع المبادئ المعلنة لقيادات
الثورة وهو ما يؤكده استمرار ثورة الخميني في احتلال الاحواز والمطالبة بالبحرين
ومحاولة السيطرة على منطقة الخليج والإصرار على تسميته بالخليج الفارسي واحتلال
جزر الإماراتية و إيعاز الإمام الخميني للرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر أول
رئيس لجمهورية إيران الإسلامية بضرورة الموافقة على أول صفقة سلاح بين إسرائيل وإيران
مؤكدا له أن الإسلام يسمح بذلك والغريب أن صفقة السلاح هذة كانت موجهة في الأساس إلى
قلوب وصدور العراقيين ولردع أي محاولة لانتزاع الجزر الإماراتية الثلاث مؤكدا له أن
هذة الصفقة سوف تخفف عن إيران درجة العداء الأمريكي وتقدم له قطع غيار السلاح الذي
يحتاجه وللأسف كان هذا السلاح هو ما استولت عليه إسرائيل من سلاح الفلسطينيين في
لبنان سنة 1982م.
وصلت قيمة الصفقة 100 مليون دولار وهذا يدل على أن الخطابات التي تملا عنان السماء للاستهلاك العام والشعبوي لا غير، أضاف بارسي أن العلاقة بين المثلث الإسرائيلي الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي وليس نتاج ايدولوجيات وسياسات دينية على الإطلاق، فإسرائيل تعتمد في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوة الاعتماد على "العصر السابق" او التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها وكلتهما ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل.
فكل من إيران
وإسرائيل يسعى إلى مضاعفة حجم التعاملات السرية بينهما وهو ما يفسر لماذا ظلت
الخطابات الصادرة من الجانبين في واد و التصرفات السياسية في واد آخر معاكس موضحا أن
إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتحدة وإسرائيل
كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام وأفغانستان بقيادة الطالبان فطهران تعمد
إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية وذلك
كرافعة سياسية وتموضع دبلوماسي فقط.
فإيران تستخدم
التصريحات الاستفزازية ولكنها لا تتصرف بناءا عليها بأسلوب متهور وارعن من شانه أن
يزعزع العلاقات بينها وبين إسرائيل وأمريكا خاصة وان هدفها هي وإسرائيل واحد وهو إظهار
التفوق المستمر لهما على جيرانهما العرب وزيادة وجودهما في المنطقة وبث الرعب لأي
محاولة عربية لدحض مخططاتهما أو الوقوف ضدهما وإضعاف كل الدول العربية حتى يرسو
لهم الظفر بالغنائم والوجود الإقليمي.
أي أنهما
يعتمدان في الأساس على نظرية (لا حرب ولا سلم) وهذا ما يجعلهما يعتقدان أنهما
منفصلان عن المنطقة ثقافيا وسياسيا فالإسرائيليين محاطون ببحر من العرب ودينيا
محاطون بالمسلمين السنة والإيرانيين كذلك فهم عرقيا محاطون بمجموعة من الأعراق
غالبها عربي و طائفيا محاطون ببحر من المسلمين السنة بعد أن اختارت إيران أن تميز
نفسها عن العرب بإتباعها للمذهب الشيعي بدلا من المذهب السني السائر في كافة
البلدان الإسلامية والعربية.
لذلك فكلاهما
يخشى الأخر فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل والعرب إلى تهميشها إقليميا
بحيث تصبح معزولة، وإسرائيل تخشى من أي تعاون بين العالم العربي وإيران حتى لا
يكون على حسابها فتتضافر الجهود والجبهات فيما بينهم ووقتها يسهل القضاء عليها وهو
ما يعني أن السلام بين إسرائيل والعرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في
هذه المنطقة ويبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سوريا مما سيؤدي إلى زيادة النفوذ
الأمريكي والقوات العسكرية و هو أمر لا تحبذه طهران.
كما كشف الكتاب
عن أن اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها
الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة،
تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في
العام 2003 والذي بدا أكاديميا وتحول فيما بعد إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت
غطاء كونه مؤتمرا أكاديميا.
كما رفع الستار
عن حقيقة التعاون الإسرائيلي الإيراني في كافة المجالات، فمثلا من ناحية التعاون
العسكري بينهما، أوضح بارسي أن إسرائيل المصدر الأول للسلاح لإيران في الفترة من
1980- 1985 وهي فترة حرب الخليج الأولى المسماة بحرب الثمان سنوات حيث بدا هذا
التعاون في مجال التسليح من خلال شركة الشيخ صادق طبطبائي، وهو احد أقرباء الإمام
الخميني مفجر الثورة، وكانت هذة الشركة حلقة الوصل بين إيران وإسرائيل بالتعاون مع
يوسف عازر احد رجال أجهزة المخابرات الإسرائيلية ولعب أيضا العقيد يعقوب النمرودي
الملحق العسكري الإسرائيلي بطهران أبان حكم الشاه باستغلال شركته "شركة
التجهيزات الدولية لإزالة الملح" لفتح خط تسليح لإيران من إسرائيل واستطاع
وقتها توقيع صفقة أسلحة كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي لصالح إيران
وظلت العلاقات العسكرية بين إيران وإسرائيل سرية إلى أن انكشفت في عام 1981 عندما أسقطت
وزارة الدفاع بالاتحاد السوفيتي السابق طائرة تابعة لشركة اروريو بلنتس الأرجنتينية
وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح
وقطع الغيار ضمن صفقة قدرت بمبلغ 150 مليون دولار، تنقل خلالها 360 طنا من الأسلحة
الإسرائيلية، وقد قتل خلال عملية إسقاط هذة الطائرة الوسيط البريطاني استويب ماك
كفرتي.
وتواصل التعاون بين إيران وإسرائيل في ازدياد حتى وصل ذروته في عام 1984 وعقد فيه صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قيمتها بلغت 4 مليارات دولار وهي تعد اكبر صفقة سلاح بينهما منذ بدء التعاون، وقد حوت على 58 ألف قناع مضاد للغازات السامة من قبل شركة "شالون للصناعات الكيماوية" وكاشفات للغازات صنعتها شركة "ايلبت" الإسرائيلية تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الأسلحة الكيماوية، وتم نصب أنظمة السيطرة على الحرائق في دبابات شرقية بيعت إلى إيران بالإضافة إلى 22 عربة مزودة بمعدات خاصة بالحرب الكيماوية ثم كان التعاون بينهما في إنشاء مصانع للأسلحة الكيماوية بغرض القضاء على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتجهيز وسائل واقية ضد الأسلحة الكيماوية التي كان يتردد أن الرئيس العراقي يملكها ومن أطرف التقارير عن التعاون العسكري بينهم ما ذكره بيرسي في كتابه بان رئيس الجمهورية الإيرانية احمدي نجاد يتحصن بمعدات إسرائيلية الصنع فكيف يقول أن إسرائيل عدو له.
وفجر بارسي المفاجأة
الكبرى في كتابه حيث أكد أن إسرائيل تتعاون مع إيران في برنامجها النووي حيث أوضح أن
هنالك ثلاثة مهندسين إسرائيليين شاركوا في ترميم المنشأة النووية في مدينة بوشهر الإيرانية
التي تضررت من هزات أرضية في السنوات الأخيرة وكلنا نذكر عدد الهزات الأرضية التي
حدثت في إيران خلال السنوات السابقة كان أخرها في شهر يوليو الماضي.
الخلاصة
فإذا أضفنا إلى ذلك قول
رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – حيث قال صلى الله عليه و سلم :
( يتبع
الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة ) صحيح مسلم رواه عن انس بن مالك رضي الله عنه 2944
تقبل رايات سود
من خراسان، فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء "
كما يؤكد المسيح – عليه السلام – الحديث عن يهود أصبهان اللذين يلبسون الطيالسة حيث قال:(لو45:20-47): "وفيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه. أحذروا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الأسواق والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل ولعلة يطيلون الصلوات هؤلاء يأخذون دينونة أعظم."(مت23)
محمود أحمدى نجاديتحدث إلى المسئولين الإيرانيين ويقول لهم هيا نضرب ديمونا حيث يتخوف الإسرائيليون بشدة من تهديدات نجاد بضرب هذا المفاعل..
وإذا عرفنا أن طهران العاصمة الإيرانية وحدها بها نحو سبعين كُنيس
يهودي، بينما لا يوجد بها مسجد واحد لأهل السنة، فهل بعد كل هذا يمكن القول بأن
هناك عداء بين إيران من ناحية وأمريكا وإسرائيل من ناحية أخرى أو أنهما تسعيان
لضرب إيران لإجهاض محاولات إيران النووية حسب ما يتردد بالتصريحات الرسمية للدول
الثلاث من الأقوال؟! أم نترك الأقوال جانبا ونصدق الأفعال التي تؤكد الاتصالات
السرية بين الدول الثلاث، وأن عدوهم المشترك هو أهل السنة من المسلمين والمتمثلين
في العالم العربي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق