الجمعة، 12 أكتوبر 2012

(2) ملاحظات تؤخذ في الاعتبار:جني الثمار ..... الربيع العربي


جني الثمار  ..... الربيع العربي 
(2) ملاحظات تؤخذ في الاعتبار:
عدة ملاحظات لابد أن تضعها في الاعتبار وأنت تقرأ الواقع السياسي العربي أو الإسلامي أو العالمي حتى تفهم وتستوعب الأحداث التي تدور من حولك. هي:
أولا: أن منْ ينظر إلى إسرائيل  على أساس أنها لا تُمثل سوى تلك البقعة المكانية التي تحتلها من أرض فلسطين فهو ضيق الأفق، وان النظرة الصحيحة لإسرائيل تشمل كل موضع قدم على  أي جزء من العالم يوجد به يهودي ذا نفوذ مالي أو سياسي.
ثانيا: منْ يرى في الصراع العربي الإسرائيلي أنه مجرد صراع سياسي لا صراع ديني فهو ضيق الأفق أيضا، فالعقيدة الصهيونية هي التي تُشكل أساس السياسة الإسرائيلية، وتحدد تحركاتها، بينما نحن ننسى أو نتناسى عقيدتنا ونحن نتعامل مع بني صهيون تعامل لا يعتمد على العقيدة، وإنما تعامل يعتمد على الواقع السياسي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله .إلا الغرقد فأنه من شجر اليهود..)رواه مسلم.. وقال النبي-  صلى الله عليه وسلم - (تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم) .رواه مسلم.
ثالثا: منْ يرى في مساعدة الغرب الصليبي( أوربا وأمريكا ) لإسرائيل أنها مجرد مساعدة سياسية لا عقائدية فهو ضيق الأفق أيضا، فعقيدة الغرب الصليبي ( أوربا وأمريكا ) هي الأساس في صناعة قرار الغرب الصليبي فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي أو التعامل الإسلامي مع الغرب الصليبي( أوربا وأمريكا) فعقيدة الغرب الصليبي: أن الديانة المسيحية لا تعدو عن كونها شكلا من أشكال الديانة اليهودية، أو على الأقل تُمثل انحرافا عنها، كما يؤمنوا بعودة السيد/ المسيح – عليه السلام – إلى الأرض من جديد ليضمهم ويحتضنهم و يُريق دماء أعداءهم، ولكي يعود المسيح – عليه السلام – لابد من إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، ولكي يتحقق ذلك لابد من الحفاظ على أمن إسرائيل، وهذا ما يُفسر لنا انحياز أمريكا التام لها.
رابعا:أن عقيدة الغرب الصليبي تختلف عن عقيدة الشرق الصليبي ( مسيحي العالم العربي ) فالغرب الصليبي يرفع الصليب كرمز للطمع والعداء، أم الشرق الصليبي يرفع الصليب كرمز للتضحية والفداء.
خامسا: منْ يرى أن سياسة الغرب الصليبي ( أوربا وأمريكا ) تحكمها شيء من الأخلاق أو اعتبارات الود والصداقة فهو ضيق الأفق أيضا، فهؤلاء القوم تحكمها في تعاملاتهم معنا مبادئ هنري كسنجر وزير خارجية أمريكا السابق، والتي تتجسد في: لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون، ولكن توجد مصالح مشتركة، فأينما توجد المصلحة وجدت الصداقة، وأينما ذهبت المصلحة حلت العداوة.
هذه طريقتهم في التعامل معنا أو مع غيرنا ولعل من لحظات الصدق مع النفس إلى حد ما  والتي تؤكد ذلك المعني ما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مقابلة تلفزيونية (لتلفزيون «تيليموندو» وهو شبكة تبث إرسالها باللغة الأسبانية): "إن الولايات المتحدة لا تعتبر الحكومة التي يتزعمها إسلاميون في مصر حليفًا ولا عدوًا" وقال أوباما ذلك بعد أن هاجم حشد من المتظاهرين الغاضبين بسبب فيلم مسيئًا للإسلام، السفارة الأمريكية في القاهرة.
والحقيقة التي لا ريب فيها أن هذا أساس تعاملهم معنا سواء كان على رأس الدولة حكومة لتيار إسلامي أو غير إسلامي، فلا ننسى قديما إلى حد ما تضحية أمريكا بشاه إيران حليفها الإستراتيجي لصالح الشاه، وقريبا تضحيتها بزين العابدين بن على ومبارك وعلى عبد الله صالح، فالمصلحة هي الأساس فلا صداقة دائمة ولا حليف دائم، فالحليف إذا ما أدى دوره وانعدمت المصلحة بوجوده أصبح عدو وجب التخلص منه لصالح الحليف الجديد، الذي تقتضي المصلحة ضرورة التعامل معه.
وليس في كلامي هذا انتقاصا لوطنية أين من الحليف القديم أو الجديد، ولكن على ما يبدو من وجهة نظري سوء تقدير من كل منهم بأصول التعامل مع الغرب الصليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

http://alfahd999.blogspot.com/