(16) - (12) - (ن) تابع (2) ملاحظات تؤخذ في
الاعتبار:
ثاني عشر: مخططات اليهود ومصالح
الغرب الصليبي:
الخطة الشيطانية:
(ج) أدوات تنفيذ المؤامرة:
(7) تقسيم الدول العربية باتفاقية سايكس – بيكو الثانية
خامسا: بعض الآراء حول حقيقة الربيع العربي
(28) ثروت الخرباوي: من الإخوان لأمريكا : شكرا لكم
بعد الثورة مباشرة وقبل أن يصبح ” الحكم قبل الدين أحيانا ” لم يعد
هناك أي مبرر إخواني لإثارة مظاهرات ضد أمريكا الصهيونية ، فقد كان هذا الكلام
أيام الجهاد الرخيص ، أما الآن فنحن أمام الجهاد الأكبر ، جهاد السعي نحو أريكة
الحكم ، وبالتالي لم يعد هناك ما يستحق الإخفاء ، أو الخفاء ، أو التنديد والتهديد
، ومع ذلك فإنه عندما قالت السيدة هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي لها في بودابست :
إن الإدارة الأمريكية تواصل سياسة إجراء اتصالات محدودة مع جماعة الإخوان
المسلمين، وهي اتصالات مستمرة ـ على حد قولها ـ
منذ ما يقرب من خمس أو ست سنوات ” ثم قالت : سنعادود الاتصال بالإخوان ،
كان مفهوم الكلام أنه كان هناك اتصال ” على الهاتف الدولي ” ثم انقطع ومن ثم ستقوم
الإدراة الأمريكية بإعادة الاتصال ، ثم أكدت الوزيرة الأمريكية أن هذه المحادثات
كانت قد بدأت منذ بضع سنوات !! وكشفت عن أهم الموضوعات التي يتم بحثها مع الإخوان
هي : استمرار الإخوان في سياسة عدم اللجوء للعنف ، واحترام حقوق الأقباط والنساء ،
حسن جدا ، ليس في هذا شيئ ، إذ أن من حق
جماعة الإخوان في ظل حكم مبارك المستبد أن تستقوي بمن يمكن أن يخفف الضغوط الأمنية
التي تواجهها ، ولكن قامت الثورة ، وذهب مبارك إلى المكان الذي يستحقه ، ولم يبق
إلا الشعب الذي لا يجوز أن يستقوي أي أحد إلا به بعد الله سبحانه وتعالى ، وفي هذه
اللحظة الفارقة التي تختبر فيها الرؤى الوطنية للأفراد والجماعات والأحزاب ، إذا بجماعة
الإخوان تمد حبالها إلى أمريكا ، أو بمعنى أدق ، تقبل الحبال الممدودة لها من
أمريكا ، عملا بوصية كلينتون التي وجهتها للإخوان من بودابست ، والحبل في السياسة
ليس له إلا فائدة أو نهاية ، أما الفائدة فهي أن يصعد بها من يستلم طرفها فيرتقي ،
وأما النهاية فهي أن يضعها من يستلم طرفها في رقبته كمشنقة فينتهي ، جاء الحبل
الأمريكي إلى مقر جماعة الإخوان ، وكان الحبل الأمريكي الأول هو وليم بيرنز مساعد
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، وجلس مع قيادات الإخوان في جلسة سرية ،
لم نعرف ما دار فيها وما حدث خلالها ، حتى أن قيادات الجماعة منعت الصحفيين من
حضور اللقاء ، أو كلفت خاطرها في إلقاء بيان بما حدث من مباحثات ، ومع ذلك فإن
لقاء الإخوان مع وليم بيرنز في حد ذاته كان لقاءً مستغربا ، وظهر من خلاله أن
قيادات الإخوان ترغب في لقاء أي شخصية أمريكية حتى ولو كان من شأنها تلويث البحر
المتوسط ، فوليم بيرنز هو أحد الأعمدة
الصهيونية في الحكومة الأمريكية ، وأحد أكبر الداعمين لكل الاعتداءات الإسرائيلية
التي حدثت ضد الشعب الفلسطيني ، ويعتبر نفسه مبعوث العناية الأمريكية لحماية أمن
إسرائيل ، لدرجة أنه سبق وأن صرَّح بأنه لا يريد تحقيق أمن إسرائيل فقط ولكنه على
حد قوله : ” أنا أبحث عن رفاهية إسرائيل ” ومن فرط تصريحاته العنصرية اعتبرته
منظمات حقوق الإنسان واحد من أعداء الإنسانية ، وبعد أن ألتقى بيرنز بقيادات
الإخوان أصدر تصريحات بأنه بحث مع الإخوان
كل ما يتعلق بالمصالح الأمريكية وبأمن إسرائيل والمعاهدات التي عقدتها مصر مع
إسرائيل وقال إن الإخوان تعهدوا بالحفاظ على هذه المعاهدات ، ولأن هذه التصريحات
تعني ـ بطريق الاستدلال ـ أن الإخوان تحدثوا مع وليم بيرنز في رغبتهم في خوض
انتخابات الرئاسة ، وأنهم يريدون معرفة موقف أمريكا منهم في حالة تنفيذهم رغبتهم ،
فلذلك كانت الحوارات ومن أجل هذا كانت التطمينات والتأكيدات ، صحيح أن الإخوان
أنكروا صحة تصريحات وليم بيرنز ، وكأنه كان يزور مقر الإخوان من أجل أن يصلي الظهر
خلف المرشد الدكتور محمد بديع ، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا
تفصيليا باللقاء وما تم فيه وأكدوا حصول الحكومة الأمريكية في لقاء بيرنز مع
الإخوان على تطمينات وتطمينات .
بعد هذا اللقاء مباشرة التقى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق
مع وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي ، وكان اللقاء في إسطنبول ، وفي هذا
اللقاء قال كيسنجر للعرابي : الإخوان المسلمون قادمون في مصر ، وأنا متأكد تماما
أن الإخوان سيحكمون مصر قريبا ، وإذ سأله العرابي
: وما موقف أمريكا من هذا ؟ قال كيسنجر ـ وفقا لما نشره العرابي ـ ليس لدى
أمريكا مشكلة لأن كل ما يهم الإدارة
الأمريكية ثلاثة أمور مفصلية فى مصر، هى: الالتزام باتفاقية السلام مع إسرائيل،
وضمان سلامة الملاحة فى قناة السويس، وأن تستمر الولايات المتحدة مصدراً لتسليح
الجيش المصرى ، تصريحات كيسنجر هذه كانت عقب لقاء بيرنز بالإخوان ، وظهر منها أن
النظام الأمريكي يرغب في جعل تفصيلات الحوارات مع الإخوان علنية .
وتوالت اللقاءات الإخوا أمريكية ، مرة مع جون ماكين عضو مجلس الشيوخ
الأمريكي ، وجون كيري منافس جورج بوش في انتخابات 2004 ، وخرج هذا الأخير من لقاءه
مع الإخوان سعيدا مبتسما ، ثم بعد أيام وهو في واشنطون وبعد سفر المتهمين
الأمريكان في قضية التمويل الأمريكي إلى بلادهم خرج جون كيري ليوجه الشكر الجزيل
للإخوان لمساعدتهم رعايا أمريكا في ” السفر الآمن ” والهروب من قضية التمويل !! .
ما يعنيني هنا أن جسد جماعة الإخوان كله كان يسير في اتجاه ، وكانت
رأسه تسير في اتجاه آخر ، إلا أن الجسد لم يشعر بهذا الانفصال ، فقد كان سادرا في
نشوة ” أكثرية البرلمان ” والانتصار المرتقب ، ودولة الإسلام التي على وشك أن تعلن
عن نفسها في مصر ، لم يستشعر الجسد خطورة اللقاءات مع الأمريكان التي من الممكن أن
تحرق من يقترب منها ، بل كان يتيه فخرا بها معتقدا أن إمبراطور العالم في سبيله
إلى أن يخضع لإمبراطورية الإخوان ، وأنه
أتي إليها صاغرا ، لم يدرك الجسد الإخواني أن أمريكا دولة نفعية ، لا تدور إلا حول
مصالحها ، ولا تبحث إلا عن الغنائم ، منطق الشركات التجارية هو الذي يحركها ،
فحيثما كانت المصلحة فثم وجه أمريكا ، ولذلك فإن أمريكا لا تمانع من التعامل مع
القديس وإغواءه ، أوالتحالف من إبليس لإرضاءه ، لا يهمها من قاطع بضائعها وحرق
أعلامها وأهان كرامتها ، المهم أن يحقق مصالحها ، وأمريكا السياسية التي يديرها
دهاقنة الصهاينة لا تبكي إلا على إسرائيل
، أما مصر فلا بواكي لها .
وبعد هذه اللقاءات الحالمة دوَّن الإخوان في دفاترهم الجهادية ،
أن المظاهرات أصبحت موضة قديمة ، يتم محاصرة غزة ، قطع الكهرباء
عنها ، عمل غارات صهيونية على أهلها ، والإخوان أذن من طين وأذن من عجين ،
فالمظاهرات لا تليق بأهل الحكم ، وأيضا المواقف السياسية الوطنية لا يجوز أن
يفارقها أهل الحل والعقد ، ولتستمر المفاوضات والحوارات والغزل الرفيع تحت لافتة
“يتمنعن وهن الراغبات ” .
وجاءت لحظات التمكين ، وهي لحظات لو تعلمون مقدسة ، ولحظات التمكين
يسبقها في العرف الإنساني ، حالة ارتفاع روحي ، أو حالة غرور إنساني ، والغرور
يعمي البصر ويطمس على البصائر ، وبدأت الاتصالات والاتفاقات ، والوعود والتعهدات .
ثم أخذ الفصل الثاني من حلقة الضغوط يعلن
عن نفسه ، فأمريكا التي قتلت وأبادت وارتكبت أكبر وأفظع جرائم إبادة في تاريخ
البشرية ، أمريكا التي لا تبحث إلا على حرية إسرائيل ، وديمقراطية نفسها ، إذا بها
تصبح راعية للديمقراطية والحرية في مصر ، خرجت كلينتون تطالب الإدارة المصرية ـ
قبل إعلان النتيجة رسميا ـ بضرورة أن تعلن النتيجة وفقا للكشوف التي تسلمتها جماعة
الإخوان من رؤساء اللجان العامة ، أي طالبت أن تعلن اللجنة الرئيسية للانتخابات
بإعلان فوز الدكتور محمد مرسي ، بغض النظر عن الطعون التي كانت تنظرها اللجنة !!
وعلى نفس السياق خرج الرئيس الأمريكي أوباما موجها نفس الطلب للمجلس العسكري ،
وكاثرين أشتون مفوضية الاتحاد الأوروبي لم تترك الساحة خالية للأمريكان ، بل كانت
أشد حسما من الأمريكان مطالبة لجنة الانتخابات بإعلان فوز الدكتور محمد مرسي .
نيويورك تايمز مرسي أثبت لأوباما أنه قيمة استراتيجية كبيرة مثل مبارك.
ومع
هذه المطالبات التي يعرف أهل السياسة ما وراءها ، كانت لقاءات الإخوان المتعددة مع
المشير طنطاوي ، فقد التقى به خيرت الشاطر ، الذي ليس له أي موقع سياسي أو حزبي ،
فقط هو نائب مرشد جماعة لا تطبق القانون على نفسها ولم تشهر جمعيتها معتبرة أنها
فوق القانون وفوق الدستور ، بل فوق الدولة كلها !! وكانت هذه اللقاءات في فترة
حاسمة قبل إعلان النتيجة بساعات وهو الأمر الذي كان يجب أن ينأى المشير عنه ، لأن
هذا اللقاء من شأنه ـ مع مطالبات أمريكا ـ أن يلقي شكوكا كثيفة حول النتيجة التي
ستعلن بعد ساعات ، ومع هذا وذاك وبعد إعلان النتيجة خرجت الكثير من الصحف
الأمريكية لتكشف عن أن الحكومة الأمريكية كان لها الدور الحاسم في إعلان النتيجة
بفوز مرسي ، معلنة عن أنه لولا أمريكا لكان للنتيجة شأن آخر ، وبعد إعلان النتيجة
بقي على جماعة الإخوان أن ترسل برقية شكر لجماعة الأمريكان ، على أن يكون الشكر
موصولا لجماعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة .
(29) كفاح نصر : نابوكو سبب
الهجوم على سوريا - قراءة في أسرار الاحداث في سوريا و مصر
في هذا المقال سأدخل الاعضاء بما يسمى القراءة الاستراتيجية للسياسة
اي ما بين سطور الاخبار, حيث البحث في الأسباب الحقيقية المباشرة في الاحداث,
بعيدا عن الاسباب الغير مباشرة, و عندما يستطيع الشخص قراءة الاحداث بكل أبعادها
الاستراتيجية يمكنه معرفة القادم و توقعه, و معرفه حقيقة الصراع في سوريا بالذات و
في المنطقة العربية و ما هو مستقبل سوريا و مصر و المنطقة.
نابوكو هو خط غاز أمريكي يعتبر السبب الرئيسي لكثير من الاحداث في
العالم و هو أحد الأسباب الرئيسية لما يحدث في سوريا و ما حدث في مصر و سبب إنقلاب
تركيا على سوريا و كذلك قطر, و من خلال هذا المقال سأحاول تبسيط كل المعلومات لكي
يتسنى لاي مهتم بالسياسة إدراك أبعاد ما حدث و يحدث في سوريا, و في هذا المقال اذا
قرأته بتأني يمكنك فهم الاحداث التي حدثت في محيط روسيا و أوكرانيا مرورا بإقليم
ناكورني كارابخ لتحرك تنظيمات كردية في تركيا للضغط على ايران من عشر سنوات حتى
الآن وصولا لقتل اسامة بن لادن و إسقاط مبارك و الصفقة بين الاخوان المسلمين و
أمريكيا و إسرائيل
من النهاية نبدأ في الخبر
وقعت كلٌ من إيران والعراق وسورية على اتفاقية لمد أنبوب غاز ونفط
بطول خمسة آلاف كيلومتر (5000 كلم) ويمتد بين هذه الدول وصولاً إلى لبنان ومن ثم
إلى أوروبا. وتأمل طهران توقيع الإتفاق النهائي قبل نهاية العام الجاري.
مقدمة لابد منها:-
للوهلة الأولى هذا الخبر عادي جدا و لكن لهذا الخبر الكثير من الابعاد
السياسية و الاقتصادية و بل مستقبل إسرائيل كله بين سطور هذا الخبر.
لكي نفهم طبيعه الصراع لنرى نموذج صراع روسي أمريكي على آوروبا, و هو
صراع الغاز و الوقود قام الاتحاد الاوروبي باصدار قرار خلط الوقود بالوقود الحيوي
و الوقود الحيوي مستخرج من الحبوب اجمالا كالذرة و القمح و ما شابه, فسارعت روسيا
لامداد آوروبا بالوقود الحيوي لكي تزيد نفوذها و توقف تفرد الامريكيين بقيادة
العالم , و لكي توقف أمريكيا النفوذ الروسي في السوق الاوروبية قطعت القمح عن مصر
و كلنا يذكر مظاهرات الخبر في مصر و مساعدة سوريا لمصر بالقمح جراء الازمة التي
كادت تطيح بمبارك, اي ان أمريكيا كان من الممكن ان تضحي بنظام مبارك بما يمثل
مقابل وقف النفوذ الروسي في آوروبا الى هذا الحد هناك صراع على الاسواق, و طبعا
واشنطن لا تخشى نهائيا من خليفة مبارك كونها تمسك مصر إقتصادياً
لمحة عن الصراعات:-
و من أضخم الصراعات الآن على السوق الاوروبية هو إمداد الغاز حيث تصدر
روسيا الى آوروبا ما يقارب من 25% من الغاز الطبيعي, و يتوقع ان يزيد عن 30% في
المشاريع القادمة, فروسيا أقرت مشروع خطوط الغاز السيل الجنوبي و السيل الشمالي ,
تملك روسيا إحتياطي الغاز لتشغيل هاذين الخطين, في المقابل أمريكيا طرحت مشروع
نابوكو لامداد الغاز الى آوروبا و لكن خط نابوكو يحتاج الى الغاز الإيراني و الغاز
الازربيجاني فلا يوجد مصدر غاز لخط نابوكو حتى الآن, و يعوضه الغاز المصري (و
الغاز اللبناني الاسرائيلية المكتشف في المتوسط في حال سقطت سوريا) و هذا هو سر
العداء الامريكي لإيران سابقا و هو سبب تخفيف الضغط عنها بعد اكتشافات الغاز في
المتوسط و الانتقال للضغط على سوريا و ليس اي سبب آخر
في المقابل واشنطن ارتكزت على دولة قطر عبر مشاريع الغاز المسال الذي
ينقل بالناقلات و لا يحتاج الى أنابيب للنقل سابقا و لكن الغاز القطري غير كافي مع
بدء تنفيذ السيل الشمالي الروسي و بدء توقيع اتفاقيات السيل الجنوبي الروسي, فلكي
توقف أمريكيا النفوذ الروسي و تبقي آوروبا تحت عبائتها يجب تشغيل خط نابوكو مهما
كانت الكلفة, لان عدم تشغيله يعني ظهزر عالم متعدد الاقطاب تقود مجموعه العشرين و
ينهي التفرد الأمريكي في العالم.
نماذج صراع:-
الآن لنستعيد ما حدث , قامت ثورة برتقالية في أوكرانيا لعرقلة مرور
الغاز الروسي الى آوروبا فقامت روسيا بسلاح الغاز نفسه ساهمت باسقاط هذه الثورة و
الآن أوكرانيا تندب حظها كون السيل الجنوبي لا يمر بأراضيها و تحاول جدياً التقرب
من روسيا و في المقابل خف الاهتمام الامريكي بهذا البلد
ما هو الجديد في المنطقة:-
و الآن الجديد هو الغاز في المتوسط في سواحل لبنان و فلسطين حيث أصبح
هناك أمل لأمريكيا بتشغيل خط نابوكو بدون الغاز الايراني أي تمدد ملف إيران الى
أجل غير مسمى كونها غير قادرة على إسقاط إيران, أو شن حرب ضدها, و منافسة روسيا و
إبقاء الهيمنة الأمريكية على اوروبا و بالتالي على العالم, من خلال إيصال الغاز
المصري و الغاز الفلسطيني الخاضع للاحتلال عبر سوريا الى تركيا و مع غاز أذربيجان
سيعمل خط نابوكو و يعيد روسيا الى حجمها السابق و تبقى آوروبا تحت العباءة
الامريكية الى الأبد, و يصبح إسقاط إيران سهل جداًاً, و لهذا حركت أمريكيا الخلاف
الارمني التركي و الارمني الأذري و الملف الكردي عبر سياسة العصا و الجزرة مع
تركيا اما قبول دور إسرائيل ثانية في المنطقة او ضربها و إسقاط نظامها , و كذلك
هذا يفسر الانقلاب في الموقف القطري تجاه سوريا, و هي الخاسر الاكبر من تراجع
النفوذ الامريكي, حيث لنأخذ الاحتمالات من خلال الوضع في سوريا لنفهم طبيعه الصراع
و ما هو القادم:-
بداية الحرب على الشرق الأقصى في سورية.
ماذا سيحدث اذا سقطت سوريا:-
اذا سقطت سوريا و لبنان أصبح هناك حصار على الغاز الايراني و تأجيل
لملف إيران الى أجل غير مسمى دون المغامرة بحرب قد تنهي مصالح واشنطن نهائياً, و
امداد لخط نابوكو من الغاز اللبناني و الغاز في الاراضي المحتلة بفلسطين فضلا عن
الغاز الاذري الذي يدخل تركيا فتصبح تركيا محور المنطقة و كذلك الغاز المصري و
تبقى آوروبا تحت النفوذ الامريكي و يضعف دور روسيا عالميا و بالتالي تشغيل هذا
الخط يحتاج الى كل من مصر و غازها و اسرائيل و الغاز الفلسطيني و لبنان و غازه و
تركيا و أذربيجان و سوريا كممر للغاز المصري و اللبناني و الفلسطيني الخاضع
للاحتلال الصهيوني فيكون هناك خط نابوكو منافس للسيل الجنوبي الروسي و من هنا
نراجع قليلا الاحداث لنجد التالي
ملامح الصراع في المنطقة
1- اعادة اشعال الصراع في قره باخ بين ارمينيا و اذربيجان لدرجة إشعال
الحرب كي تبقى اذربيجان تحت السيطرة الامريكية و للضغط على تركيا في هذا الموضوع
عبر الملف الارمني
2- تخفيف الضغط عن ايران كونها ستصبح معزولة كتحصيل حاصل مع اكتشاف
الغاز في المتوسط
3- رفع الضغط على تركيا عبر التفجيرات و تحريك الملف الكردي, و تخيرها
بين الفوضى او ان تكون مقر للمصالح الامريكية في تجميع الغاز لنقله الى آوروبا و
أخذ دور سيادي على بعض المناطق
4- اسقاط مبارك كمدخل لتسليم الاخوان المسلمين السلطة كي يوحى لتركيا
بانها ستسيطر على المنطقة العربية عبر الاخوان المسلمين و للاسف الغباء التركي
يصدق بان تركيا سيكون لها دور و ليس اسرائيل
5- محاولة القضاء على حزب الله و على حماس في غزة
6- ضرب سوريا و هو ما يحدث حالياً
7- محاولة إعادة هيكلة شمال افريقيا لوقف اي تأثير روسي صيني محتمل من
افريقيا عبر تغير نظام تونس و ضرب ليبيا للسيطرة على نفطها و الاهم محاصرة الجزائر
حليف روسيا في شمال افريقيا.
ماذا سيحدث لو خرجت سوريا
قوية؟
لكن في حال لم تسقط سوريا ماذا سيحدث سيخرج من الاحتياط الغازي الى
آوروبا الغاز الفلسطيني الذي تحتله اسرائيل من المعادلة و يدخل الغاز الايراني و
هو من اكبر احتياطيات العالم فيحول اسرائيل الى منطقة معزولة عليها اما قبول
السلام العادل الشامل للتشارك بانبوب غاز يصل الى آوروبا لانها غير قادرة على
منافسته , و تصبح تركيا محكومة بين الانبوب الروسي و الانبوب الايراني و بالتالي
تكون مرغمة للخروج من العباءة الامريكية و من الناتو و ترتيب وضعها مع جوارها
لتدخل في المنطقة الاقتصادية
و بالتالي من هذا المقياس الاستراتيجي يمكن قراءة عدة توقعات:
1- يستحيل ان تقبل روسيا بضرب سوريا كونه يهدد مصالحها و يعزلها و
يهدد مستقبلها الاقتصادي فضلاً عن مجالها الجيوسياسي
2- نتائج ما يحصل في سوريا سيحدد مستقبل الكيان الصهيوني
3- نتائج ما يحصل سيحدد مستقبل أمريكيا نفسها بان تبقى قطب يحكم
العالم او يصبح العالم متعدد الاقطاب على الاقل تحكمه مجموعه العشرين
4- صمود سوريا سيجعلها مركز ثقل الاقتصاد العالمي القادم و يحولها الى
دولة مرفهة اقتصاديا و لا يحرم تركيا و سقوطها ينقل هذا الثقل الى تركيا على حساب
الشعب السوري, و بل على حساب الدم السوري كون إسرائيل ستقود المنطقة و بلا حل
للقضية الفلسطينية
5- سقوط سوريا يعني بقاء قطر ضمن نادي دول الغاز الهامة في السياسة
الامريكية و و صمود سوريا يعني تراجع الدور القطري في سوق الغاز و بالتالي امكانيا
الحلول السلمية قد تؤدي الى خروج القوات الامريكية من قطر في تسوية عالمية
6- سقوط سوريا يعني ان الاخوان المسلمين سيحكومون مصر و صمود سوريا
يعني ان الوضع قد يعود لسابق عهده في مصر او ان يعيد مصر لحجمها الطبيعي ضمن تسوية
عالمية و لهذا لليوم لا جديد في مصر و كل شيء مطلوب منه التأجيل لان واشنطن لم تعد
واثقة من سقوط سوريا و بنفس الوقت غير قادرة على اتخاذ القرار في مصر كون سوريا
صامدة .
7-سقوط سوريا سيلغي أحلام الاقتصاديات الناشئة بدور عالمي و هذا يفسر
وقوف كل من الصين و الهند و جنوب أفريقيا و البرازيل موقفا حاسما تجاه الملف
السوري و رفض حتى فكرة نقاشه في مجلس الامن
8-سقوط سوريا سيعيد الحريرية الى لبنان و يبقيه تحت ديونه الى ابد
الآبدين و خروج سوريا من الازمة يعني إزدهار لبنان الى الابد و انتهاء الاقطاعات
السياسية
9- سقوط سوريا لا يعني ان أمريكيا سترضى ببقاء الاخوان المسلمين في
السلطة و لهذا سيون مصير المنطقة التقسيم الى كنتونات طائفية تحكمها اسرائيل و
انتصار سوريا يعني تلاحم اقتصادي بين دول المنطقة و منطقة شراكة واسعه و تحجيم دور
اسرائيل و بل ستصبح بلا سبب للوجود في المنطقة و تخسر الدعم الامريكي الآوروبي
10- سقوط سوريا يعني ان المنطقة ستدخل في دوامة دم لا خروج منها كي
تستطيع إسرائيل البقاء في المنطقة قائدة لها و خروج سوريا منتصرة يعني ان أمريكيا
مرغمة لتحقيق السلام في المنطقة.
سأكتفي بهذا القدر على أمل التوسع في مقال آخر بتفاصيل أكثر و لكن من
يدرك طبيعة الصراع سيعلم ان في سقوط سوريا مستقبل أسود للمنطقة و العالم و
إنتصارها سيكون إزدهارا على كل شعوب المنطقة , و يمكن إختصارها بفيلم الكرتون شركة
المرعبين المحدودة فهل ستبقى الطاقة تجمع من صراخ الأطفال أم سيتم جمعها من ضحكات
الأطفال.(1) http://gaha.ba7r.org/t19783-topic
(30) أحمد دياب: خط نابوكو
للغاز. بين السياسة والاقتصاد
تركيا استضافت زعماء من دول عدة للاحتفال باتفاق نابوكو فى العاصمة
التركية أنقرة، وقع قادة كل من بلغاريا ورومانيا والنمسا والمجر وتركيا، فى 13
يوليو 2009، وفى حضور رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس الوزراء
العراقى نورى المالكى والرئيس الجورجى ميخائيل ساكاشفيلي، وممثل عن أذربيجان
والمبعوث الأمريكى لشئون الطاقة فى أوراسيا ريتشارد مورننجستار، اتفاقاً لتنفيذ
مشروع خط أنابيب الغاز"نابوكو"، الذى يستهدف تقليص تبعية أوروبا لروسيا
فى مجال الطاقة.
ويقضى المشروع المدعوم من الولايات المتحدة، ببناء خط للأنابيب لنقل
كمية من الغاز ستصل تدريجياً إلى 31 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من تركمانستان
وأذربيجان وإيران والعراق ومصر (سيصدر الغاز من الدولتين العربيتين المشاركتين
عبر"خط الغاز العربي") إلى تركيا ورومانيا والمجر والنمسا، حيث ستُزود
هذه الدول بنحو 50% من الإمدادات، وستُوزع الكمية المتبقية على دول أوروبية أخري.
ويُتوقع أن يبدأ تشغيل خط " نابوكو" فى 2014، وتقدر كلفة المشروع الذى
أُطلق عام 2002 بـ 7.9 مليار يورو (11 مليا ر دولار). يذكر أن تسمية هذا الخط،
اشتقت فى الأصل من "أوبرا فيردي" إذ تعنى كلمة nabucco "التحرر من القيود". لكن ثمة مسائل لا تزال عالقة:
الأولى بشأن التمويل، خاصة فى ظل الأزمة المالية العالمية، والثانية بشأن إمدادات
الغاز للخط البالغ طوله 3300 كلم.
- دوافع وفرص
تعد القارة الأوروبية أكبر مستهلك عالمى للغاز الطبيعي، ويرجح لها أن
تظل على هذه الحال لعدد من السنين المقبلة. وفى الوقت الحالى تحصل أوروبا على نسبة
تصل إلى 55% من حاجتها للغاز الطبيعى من الحقول الأوروبية، لاسيما حقول بريطانيا
وهولندا والنرويج، مع توقعات بارتفاع معدلات الإنتاج الأوروبية هذه قريباً جداً.
أما ما تبقى من حاجتها من منتجات الغاز الطبيعي، فتستورده أوروبا من روسيا بصفة
خاصة، إلى جانب كميات قليلة أخرى تستوردها من شمال أفريقيا. وفيما لو تواصل ارتفاع
الطلب الأوروبى على الغاز الطبيعي، فإنه سوف يتعين عليها رفع وارداتها منه إلى
معدل الضعف على أقل تقدير بحلول عام 2020. إذ ستحتاج أوروبا ما بين25 و30
مليار متر مكعب سنويا. وسترتفع حصة الغاز الطبيعى كمصدر للطاقة الأولية فى أوروبا
من23% حالياً إلى 34% مستقبلاً.
ويشكل النزاع المتكرر مع روسيا بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا، دافعاً
للاهتمام ببناء خطوط بديلة لأنابيب الغاز، بحيث تتدفق هذه الإمدادات إلى أوروبا من
كل من تركيا وبحر قزوين، دون المرور بالأراضى الروسية. وفى هذا السياق يُتوقع أن
يكون خط " نابوكو" قادراً على توصيل إمدادات الغاز من كل من أذربيجان
وتركمانستان وغيرهما من دول آسيا الوسطى والقوقاز. والواقع أن الاتحاد الأوروبى
يشعر بضغوط قوية من أجل التحرك باسم أعضائه بعد شتاء قارس جداً واجهت خلاله الكثير
من مناطق البلقان وجنوب أوروبا مدناً ومنازل متجمدة بسبب خلاف حول الغاز أو خلاف
سياسى بين روسيا وأوكرانيا. ومن المتوقع أيضاً أن ينافس مشروع خط نابوكو مشروع خط
أنابيب الغاز "ساوث ستريم" الذى تبلغ كلفة إنشائه 10 مليارات يورو (نحو
13.9 مليار دولار)، والذى سيمر أيضا تحت بحر قزوين، بعيداً عن أوكرانيا، والذى
أعدته المجموعتان الروسية العملاقة "غاز بروم" والإيطالية "إينى"،
وسيربط بين روسيا وبلغاريا عبر البحر الأسود، ويمكن أن يكون جاهزا فى 2015، أى فى
العام نفسه الذى من المفترض أن تنتهى أشغال إنشاء نابوكو. ويرى خبراء الطاقة أن من
شأن وجود خط أنبوب طاقة تنافسى أن يشكل أداة سياسية استراتيجية مفيدة بقدر ما يمكن
أن يكون مصدرا للطاقة بخصوص التعامل مع موسكو، وفى إرغام أوكرانيا وروسيا على
تسوية نزاعاتهما.
- مكاسب تركية
يشكل مشروع خط "نابوكو" نجاحاً كبيراً لتركيا، إذ يحقق لها
عدة مكاسب سياسية واقتصادية. فخلال توقيع الاتفاق، صرح رئيس الوزراء التركى رجب
طيب أردوجان الذى تسعى بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بأن خط أنابيب الغاز
" نابوكو" سيضع تركيا فى موقع مهم فيما يتعلق بأمن الطاقة فى أوروبا،
كما سيساعد بلاده فى جهودها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأعلنت وزارة الخارجية
التركية "أن المساهمة فى أمن الطاقة فى أوروبا. يشكل عنصراً جوهرياً فى
استراتيجيتنا فى مجال الطاقة"، مؤكداً رغبة تركيا فى إنجاز المشروع على رغم
تباطؤ عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى بسبب معارضة بعض الدول.
فى المقابل اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية أن المشروع "قد يفتح
الباب أمام عهد جديد فى العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".
وقد أُرجئ توقيع اتفاق خط "نابوكو" عدة مرات خصوصاً بسبب
مطالبة تركيا، البلد الذى يفتقر لموارد الطاقة، بـ 15% من الغاز الذى ينقل عبر
الأنابيب مروراً بأراضيها، إلا أن أنقرة تراجعت فى نهاية المطاف عن هذا المطلب؛
ولكنها وافقت على رسوم عبورٍ نقدية مهمة (400 مليون يورو). وصرح وزير الطاقة
التركى تانر يلدز أن الغاز الأوروبى سيكون فى متناول تركيا بموجب اتفاق خط "
نابوكو"، موضحاً أن الخط، الذى سيصل بين تركيا ومركز توزيع رئيسى للغاز
الطبيعى فى النمسا، سيبنى بحيث يمكن أن يضخ الغاز من الغرب إلى الشرق إضافة إلى
الاتجاه الأصلى من الشرق إلى الغرب، مما يسمح لتركيا بالحصول على الغاز من أوروبا،
مشيراً إلى أنه يحق لتركيا تأمين حصة من 15 بليون متر مكعب أو نصف الغاز المتدفق
عبر الخط البالغ فى مجمله 31 بليون متر مكعب. إذ ينص أحد بنود الاتفاق على أن تحصل
الدول الست الشريكات فى المشروع على 50% من الغاز إذا أرادت، مضيفاً " كنا
نتفاوض للحصول على 15% من الغاز المتدفق أو 4،5 مليار متر مكعب. الآن ندرس أمر
الغاز الذى سنحصل عليه من نسبة الـ 50% وليس 15%". وتجدر الإشارة إلى أن
الغاز يدخل الأراضى التركية عبر ثلاث نقاط حدودية.
- مشكلات التمويل والإمداد
هناك هواجس حول مدى توفر كميات تجارية كافية من منتجات الغاز الطبيعى
فى منطقة بحر قزوين وغيرها لعدد من السنين، بما يبرر بناء خط "نابوكو"
ويضمن استمرار تدفق الغاز، حتى يكون المشروع ناجحاً من الناحية التجارية
الاقتصادية. وفى الوقت الحالى يعتمد الخط على الدعم الحكومى للاتحاد الأوروبى
والولايات المتحدة. وقد خصص الاتحاد الأوروبى 200 مليون يورو (278 مليون دولار)
لتمويل بداية الأشغال، على أن يأتى المزيد فى إطار حزمة تحفيز توزَّع فى 2009
و2010. وفى هذا الإطار يقول بول ستيفنس، الباحث المتخصص فى شئون الطاقة بمؤسسة
"شاتام هاوس" فى لندن: "إن نابوكو سيقلب القواعد الاقتصادية
لأنابيب الغاز رأسا على عقب"، مضيفاً "فعادة يُفترض أن تجد الغاز أولا،
ثم تنشئ خط أنابيب غاز؛ ولكن مشروع نابوكو يقضى ببناء خط الأنابيب أولا، ثم البحث
عن الغاز لاحقا".
ومؤخراً وقعت أذربيجان اتفاقاً مع روسيا تشترى بموجبه الثانية غازاً
من الأولى اعتباراً من عام 2010، ولكنها أعلنت فى الوقت نفسه أنها ستبيع الغاز
لنابوكو. كما أعلنت تركمانستان من جانبها خلال اجتماع فى براج بجمهورية التشيك فى
مايو2009 أنها لن تبيع الغاز لخط أنابيب نابوكو، ولكنها عادت فى يوليو 2009،
وأعلنت أنها ستفعل. ولا يزال الأوروبيون ينتظرون موافقة دول أساسية مثل تركمانستان
وكازخستان وأوزبكستان. وبدون البلدان الثلاثة تكون أذربيجان أكبر بلد مزود للخط
بالغاز لكنها لا تملك ما يكفى لملء الأنبوب، إذ تُقدر صادرات أذربيجان من الغاز من
حقل "شيخ دنيز"، بنحو 4 مليارات متر مكعب، تكفى بالكاد لتزويد المرحلة
الأولى من الخط. وهذه الكمية ليست كافية، واحتمال تزويد دول أخرى مثل إيران
والعراق أو مصر يبقى غير قابل للتصديق فى الوقت الراهن، رغم تصريحات وزير الطاقة
التركى تانر يلدز بأن تركيا لا تزال تسعى لرفع واردات الغاز من أذربيجان من 6
مليارات إلى 14 مليار متر مكعب، وهو أمر مشكوك فيه حاليا بسبب هواجس أذربيجان
الأمنية وتوجسها من دفء العلاقات بين أرمينيا وتركيا.
- رفض أمريكى لروسيا وإيران
من ناحية أخري، قال المبعوث الأمريكى الخاص المكلف بالطاقة ريتشارد
مورنينجستار عشية الاتفاق إن روسيا حرة فى تزويد خط أنابيب نابوكو بالغاز إذا قبلت
بها البلدان المشاركة فى المشروع كشريكة؛ ولكنه أعاد التأكيد على معارضة واشنطن
لاستعمال الغاز الإيراني. وفى المقابل أعلن المدير التنفيذى لـ"الشركة الوطنية
لتصدير الغاز" الإيرانية رضا كسائى زاده، أن شركات من بلغاريا وتركيا
وألمانيا وإيطاليا والنمسا تقدمت بطلبات لشراء غاز من إيران، لكن إيران اختارت خط
الأنابيب "بارس" كمسار لصادراتها من الغاز إلى أوروبا، معتبراً أن خط
أنابيب "نابوكو" غير مجد اقتصادياً. ومثلما حدث من تراجع كبير لأسعار
النفط، بسبب تراجع الطلب عليه فى السوق العالمي، فإن المتوقع لأسعار الغاز الطبيعى
كذلك أن تشهد انخفاضاً مماثلاً وبذات الحجم والخطر. ومما يجدر ذكره أن هناك صيغة
معقدة تربط أسعار النفط بأسعار الغاز الطبيعي، يتم بموجبها تعديل الأسعار بمعدل كل
ستة أشهر تقريباً. وفيما لو حدث انخفاض كهذا فى أسعار الغاز الطبيعي، فإن ذلك يعنى
تراجع العائدات النقدية لصادرات روسيا من الغاز الطبيعى إلى أوروبا، بقدر ما يعنى
تراجع تدخلها فى هذه الصادرات لأسباب ودوافع سياسية مثلما تفعل حالياً. وفى
المقابل، فإن انخفاض أسعار الغاز الطبيعى فى السوق العالمي، يشكل تحدياً كبيراً
على طريق المضى قدماً فى بناء خط "نابوكو"، ما لم تطغ الاعتبارات
والأهداف الاستراتيجية، وتبدى الدول المنتجة والمستهلكة معاً من العزم والجدية، ما
يدفعانها إلى ضخ رؤوس أموال طائلة فى بناء خطوط الأنابيب البديلة. وهو أمر يبدو
صعباً فى الوقت الحاضر بسبب الأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط والغاز.
غير أن الكثير من المحطات المهمة لمشروع "نابوكو" تظل ضمن اللعبة الجيو-
ياسية الكبرى حول الطاقة من القوقاز ووسط آسيا، والكثير منها له علاقة بالدب الروسي.
(2) المصدر:
ملف الأهرام الإستراتيجى: اغسطس 2009
روسيا اليوم الجرحى السوريون في إسرائيل من مقاتلي المعارضة المسلحة.
(31) أزمة سوريا تعرقل ربط
خطى الغاز العربي ونابوكو
قال المهندس طارق البرقطاوى وكيل أول وزارة البترول المصرية للاستكشاف
والاتفاقيات إن الاحداث التىتشهدها سوريا حاليا عرقلت من فكرة توصيل خط الغاز
العربى بخط نابوكو والذى يمر بتركيا وأضاف البرقطاوى ، وهو أيضا مشرف علي قطاعي الغاز والثروة المعدنية
بوزارةالبترول، فى مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول للأنباء اليوم الأحد "
بحثنا مع الجانب الروسى خلال لقاءاتنا السابقة كيفية الاستفادة من خط الغاز العربى
فى توصيل الغازلمصر واستيراد الغاز الروسى خلال السنوات المقبلة وعدم الاكتفاء
باليات تبادل شحناتالغاز المسال" .
وأشار إلى أننا"وجدنا أن أفضل طريقة هى ربط خط الغاز العربى بخط
نابوكو فى تركياحيث يمكن أن يلتقى الخطان بسهولة ..لكن الأحداث التى تشهدها سوريا
جمدت هذا الطرح مؤقتا لحين وضوح الوضع السياسي هناك".
وخط أنابيب غاز نابوكوNabucco pipeline هو خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من تركيا إلى
النمسا عبر بلغاريا ورومانيا والمجر ، والبعض يعتبر الخط محاولة لتحويل تجارة
الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى بعيداً عن المرور عبر روسيا، والمشروع مدعوم من
الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
وتشهد سوريا حاليا مواجهات بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والجيش
الحرالسوري المعارض أسفرت عن مقتل وتشريد الاف السوريين.
وأضاف البرقطاوى" هناك مرحلة لا تزيد عن 200 كيلو متر يمكن لخط
الغاز العربى ،الذى ينتهى عند الحدود السورية التركية، ان ينهيها داخل تركيا لكى
يتحقق هدف استيراد مصر للغاز عبر خط انابيب دائم" .
وخط الغاز العربي هو خط لتصدير الغاز الطبيعي المصري لدول المشرق
العربي ومنهاإلى أوروبا وعند اتمامه، سيبلغ طوله 1200 كم بتكلفة 1.2 مليار
دولار ، فيما يستهدف خط نابوكو نقل الغاز من روسيا ودول وسط أسيا إلى دول الاتحاد
الأوروبي بحلول العام2018 وباستثمارات تقدر بـ8.5 مليار دولار.
وقال البرقطاوى " روسيا أو أى دولة تورد الغاز عبر خط الغاز
العربي تدرك أن مصرلن تكون السوق الوحيدة المتاح لها ، فهناك سوريا والأردن ولبنان
واللذين يمثلون أسواقا نامية تحتاج للطاقة بشدة ،وبالتالي فان خط الغاز العربي
سيلعب دورا هاما خلال الفترة المقبلة".
ويعتبر خط الغاز العربي العمود الفقري لشبكة الغاز العربية في
المستقبل، إذ يبلغما يولد من الطاقة الكهربائية باستخدامه نحو 80% من إجمالي
الطاقة الكهربائية في الأردن.
كما اتفق العراق وسوريا على ربط حقول غاز غربي العراق بمحطات للمعالجة
أقامتها سوريا داخل أراضيها لكي يصبح العراق جزءاً من خط الغاز العربي، إضافة إلى
مصروالأردن، ومن ثم تسهيل تسويق الغاز العربي لتركيا وأوروبا.(3) (وكالة الأناضول للأنباء) نشر في 05.05.2013
11:09:06 UTC تم التحديث في 05.05.2013 11:09:06 UTC
جواب سؤال حول الغاز الروسية
السؤال: في 22/2/2012م أصدر الرئيس الروسي تعليماته لشركة الغاز
الروسية "غاز بروم" بالبدء بنصب خط أنابيب "ساوث ستريم" الذي
ينقل الغاز عبر المياه الإقليمية لتركيا إلى أوروبا بمعدل سنوي 63 بليون متر مكعب،
وكان قبل ذلك في 28 كانون الاول 2011م قد تم التوقيع على اتفاقية تسمح لمشروع خط
أنابيب "ساوث ستريم"، الذي يُعتبر المشروع المنافس والبديل لمشروع خط
أنابيب "نابوكو" المدعوم من الغرب...
فما الذي جعل تركيا توافق على مشروع "ساوث ستريم" الروسي
بعد أن كانت ترفضه رفضاً قاطعاً، وتتبنى مكانه مشروع "نابوكو"؟ وهل هي
صفقة بين روسيا وبين تركيا ومن ورائها أميركا؟ وإن كان، فما هي؟
الجواب: إن سبب هذا التغيير في
موقف تركيا، يتضح من واقع مشروع نابوكو ومشروع
ساوث ستريم، والظروف والتي أحاطت بالمشروعين:
أولاً: خط أنابيب غاز نابوكو Nabucco pipeline هو خط
أنابيب بطول 3900 كلم، وبطاقة 31 بليون م3، وقد كان
الدافع لإنشائه الاتحاد الأوروبي وتركيا ومن ورائها أميركا، وذلك لنقل الغاز
الطبيعي من الدول المطلة على بحر قزيون إلى تركيا ثم إلى النمسا عبر بلغاريا,
رومانيا, والمجر. وسيجري الخط من أرضروم في تركيا إلى باومگارتن أن در مارش, وهي
المركز الرئيسي للغاز الطبيعي في النمسا.
إن مسار خط الأنابيب يتجنب المرور عبر روسيا، ولذلك فإن روسيا تصف
مشروع نابوكو بأنه مشروع معادٍ لروسيا".
وكان المشروع يعتمد في الأصل على تصدير الغاز الطبيعي من تركمنستان
صاحبة رابع أكبر احتياطي غاز في العالم، ولكن تداخلات روسيا مع تركمنستان جعلت من
غير الممكن مشاركة تركمنستان فيه، لذلك فقد اتجه التفكير مطلع 2008م إلى مصادر
بديلة، وأيسر تلك البدائل هو غاز أذربيجان.
لقد بدأ الإعداد للمشروع في شباط/فبراير 2002م ، متزامناً مع انعقاد
أول محادثات بين شركتي OMV النمساوية وبوطاش التركية. وفي حزيران /يونيو
2002م ، وقعت خمس شركات (OMV من النمسا، MOL من المجر، بلغارگاز من بلغاريا، ترانسگاز من
رومانيا وبوطاش من تركيا) پروتوكول نية إنشاء خط أنابيب نابوكو، وتبع ذلك اتفاقية
التعاون في تشوين أول /أكتوبر 2002م . وفي كانون أول / ديسمبر 2003م ، منحت
المفوضية الأوروبية مبلغاً يساوي 50% من التكاليف الإجمالية المتوقعة لدراسة
الجدوى بما فيها تحليل السوق، والدراسات التقنية والاقتصادية والمالية. وفي 28
حزيران /يونيو 2005م، تم توقيع اتفاقية الشراكة بين خمس شركاء في نابوكو. وقد تم
توقيع بيان وزاري عن خط أنابيب نابوكو في 26 حزيران / يونيو 2006م في ڤينا.
وفي شباط / فبراير 2008م ، أصبحت RWE الألمانية شريكاً في الكونسورتيوم. وفي 11
حزيران /يونيو 2008م ، تم توقيع أول عقد لإمداد غاز من أذربيجان عبر خط أنابيب
نابوكو إلى بلغاريا.
في 19 كانون ثان / يناير 2009م ، أعرب رئيس وزراء تركيا رجب طيب
أردوغان عن أن تركيا قد تنسحب من مشروع نابوكو إذا ما استمرت المعوقات لبدء
محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. في 27 كانون ثان / يناير 2009م ، قمة
نابوكو انعقدت في بوداپست. وفي القمة، صرح رئيسا بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) وبنك الإنشاء والتعمير الأوروبي (EBRD) أنهما مستعدان لإعطاء المساندة المالية لخط
أنابيب غاز نابوكو.
وفي 29 كانون ثان / يناير 2009م ، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييڤ أن
أذربيجان كانت تخطط على الأقل لمضاعفة إنتاجها من الغاز في السنين الخمس المقبلة
لإمداد خط الأنابيب.
وفي 13 تموز / يوليو 2009م أبرمت تركيا ودول في الاتحاد الأوروبي
اتفاقاً لإجازة مشروع خط أنابيب نابوكو الذي سيمد أوروبا بالغاز من آسيا الوسطى
والشرق الأوسط عبر تركيا. ومن شأن الاتفاق أن يخفض الاعتماد الأوروبي على الغاز
الروسي.
ووقع رؤساء وزراء كل من تركيا والنمسا وبلغاريا ورومانيا والمجر على
الاتفاق الذي يسمح للخط بالمرور عبر أراضيها، وبتنفيذ تحالف من الشركات الخاصة
خلال قمة نابوكو التي عقدت اليوم في العاصمة التركية أنقرة في 13/7/2009م .
وتأمل تركيا التي تطمح للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي أن يعمل
مشروع نابوكو على ترسيخ مكانتها أوروبياً من خلال العمل على أن تكون مركزاً للطاقة
بالنسبة للغرب.
ثانياً: مشروع ساوث ستريم. "south stream":
هو خط أنابيب غاز لنقل الغاز الروسي خلال البحر الأسود إلى بلغاريا
واليونان وإيطاليا والنمسا، ومتوقع الانتهاء منه في 2015م. والمشروع يبدو مخططاً
من أجل مواجهة خط نابوكو والقضاء على فاعليته، بل وحتى القضاء عليه، لأن خط نابوكو
يتجاهل روسيا فلا يمر عبرها، وتعتبره روسيا مشروعاً عدوانياً عليها.
أُعلن عن المشروع في 23/6/2007م وذلك بتوقيع روسيا وإيطاليا في روما
مذكرة تفاهم بشأنه، بين شركة إيني
"Eni Paolo Scroni" وبين شركة غاز بروم الروسية "Gaz Prom".
وفي 22/11/2007م وقعت الشركتان في موسكو الاتفاقية النهائية حول
المشروع. وقد بذلت وسيا جهداً كبيراً في إقناع الدول الأوروبية بالتوقيع على
المشروع، فوقّعت روسيا وبلغاريا 18/1/2008م . ووقعت وروسيا وهنغاريا 25/01/2008م ،
وروسيا واليونان 29/4/2008م .
وفي 15/5/2009م وقعت روسيا وإيطاليا وبلغاريا وصربيا واليونان اتفاقية
إنشاء ساوث ستريم، وبعد ذلك، وفي 14/11/2009م وقعت روسيا مع سلوفينا وأكدتها في
21/3/2011م ، وفي 2/3/2010م كانت قد وقعت روسيا مع كرواتيا.
وكانت تركيا تعارض المشروع وترمي بثقلها هي والاتحاد الأوروبي ومن
ورائهم أميركا لتسيير مشروع نابوكو... ودخلت روسيا وتركيا في نزاع بشأن مشروع
«ساوث ستريم»... ولكن تركيا في 28/12/2011م قد وافقت على المشروع وأن يمر في
مياهها الإقليمية في البحر الأسود.
ذكرت «الشرق الأوسط» أن فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي قد أعلن
في 28/12/2011م أن أنقرة وافقت على مد خط أنبوب الغاز الطبيعي «ساوث ستريم» عبر
المياه الإقليمية التركية في البحر الأسود.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن هذا الإعلان جاء على لسان
بوتين في موسكو خلال حفل توقيع عقد بين المديرين التنفيذيين لشركة «غازبروم»
الروسية الوطنية المحتكرة للغاز، ومؤسسة الطاقة التركية «بوتاس»، وفي حضور وزير
الطاقة التركي تانر يلديز. ويعد مشروع «ساوث ستريم» مشروعاً مشتركاً تملكه روسيا
وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وسيربط خط أنابيب «ساوث ستريم»، الذي سيكون في قاع
البحر الأسود، حقول الغاز الطبيعي في بحر قزوين بالمستهلكين في جنوب ووسط أوروبا.
ويسمح مد خط الأنابيب في المياه الإقليمية الضحلة نسبياً في تركيا للمشروع بتفادي
مروره بطريق أكثر تكلفة في المياه الدولية الأكثر عمقاً.
ونقلت رويترز أن بوتين قد صرح في موسكو يوم الأربعاء 28/12/2011م :
"أود أن أشكر الحكومة التركية على قرارها بالسماح ببناء خط الأنابيب ساوث
ستريم في المنطقة الاقتصادية بتركيا.«
ولقد تكّونت في 3/10/2011م شركة لبناء الخط وتشغيله باسم "South stream AG" من الشركات التالية: غاز بروم الروسية، إيني الإيطالية،
إلكتريسايت الفرنسية "Electricite" ووينترشل "Wintershall" الألمانية.
وقد تقاسمت هذه الشركات الأربع الحصص على النحو التالي: غاز بروم 50%،
إيني 20%، إلكتريسايت 15%، وينترشل 15%.
إن مشروع ساوث ستريم هو منافس لمشروع خط نابوكو، علماً بأن ساوث ستريم
يكلف ما بين (19 – 24) بليون يورو، وهو تقريباً ضعف نابوكو الذي كان بشكل أولي
يكلف نحو 12 بليون يورو.
إن المشروع يهدف إلى تزويد أوروبا الغربية بالغاز الطبيعي الروسي من
خلال مروره تحت البحر الأسود عبوراً إلى بلغاريا والمجر وصربيا وسلوفاكيا، ويتألف
المشروع من أربعة خطوط أنابيب متوازية طول كل واحد منها 940 كم، ولهذا المشروع
القدرة على إنتاج 63 مليار-م3 سنوياً.
وهذا المشروع الذي سيتم تشغيله في نهاية 2015م، يفترض أن ينافس مشروع
نابوكو أنبوب الغاز الذي يفترض ان يمد اوروبا الغربية بالغاز القوقازي مروراً
بتركيا والبلقان، متفادياً بالتالي المرور بروسيا.
استشهاد مراسلة قناة الاخبارية السورية.
ثالثاً: مما سبق يتبين أن مشروع
نابوكو كان تجاهلاً لروسيا بعدم المرور عبر أراضيها،
بل عبر أراضي تركيا إلى أوروبا، وأن تركيا كانت تؤيده بقوة، وتأمل منه تقوية
أوراقها لدخول الاتحاد الأوروبي على اعتبار أنها الحلقة الأساسية الناقلة للغاز من
مناطق بحر قزوين إلى أوروبا دون المرور بروسيا. وكذلك يتبين أن مشروع ساوث ستريم
هو مشروع روسي لإضعاف مشروع نابوكو، أو القضاء عليه.
ومن مصلحة تركيا أن تبقى المتحكمة في نقل الغاز إلى أوروبا بدرجة
كبيرة لا يحققها لها مشروع ساوث ستريم... وهنا موضع السؤال: ما الذي جعل تركيا
توقّع اتفاقية مرور ساوث ستريم من مياهها الإقليمية وهي تدرك أن المشروع الروسي
مقصود منه بالدرجة الأولى منافسة نابوكو والقضاء على جدواه؟
لقد حاولت الحكومة التركية أن تُظهر أنها وافقت على ساوث ستريم مقابل
موافقة روسيا على خط أنانيب سامسون جيهان، وقد جاء ذلك كتبرير لموافقة تركيا بعد
معارضتها للمشروع بشدة، وهو تبرير لا تقوم به حجة من وجهين:
الأول: إن مشروع ساوث ستريم أنشئ أصلاً مقابل نابوكو لأنه تجاهل
روسيا، فبذلت روسيا الوسع للقضاء عليه بإنشاء مشروع ساوث ستريم، وليس الموضوع
متعلقاً بسامسون جيهان، وكل متتبع سياسي يعلم أن مشروع ساوث ستريم هو مقابل مشروع
نابوكو.
والثاني: إن خط سامسون جيهان، هو خط بين مينائين تركيين، ويمر في أرض
تركية، وكانت تستطيع نصبه لو أرادت دون ضجة، مع بعض التفاهمات الخاصة بنقل الغاز
خلاله، ولكنها صورت أن روسيا تنازلت فوافقت على سامسون جيهان، وأن تركيا تنازلت
فوافقت على ساوث ستريم!
والراجح في المسألة أن موافقة تركيا على ساوث ستريم بعد المعارضة
الشديدة له كانت لأمر آخر وهو ما أحدثته موافقة تركيا على نصب رادارات الدرع
الصاروخي في أرضها استجابة لطلب أميركا باسم الحلف الأطلسي، والمسألة كما يلي:
لقد حدث في خريف 2011م أمر جديد وهو موضوع الدرع الصاروخي الأميركي
التي تخطط أميركا لإنشائه، وجزء من هذا الدرع هو نصب الرادارات العملاقة...
وكانت أميركا تفكر في البداية أن تنصبها في بعض دول أوروبا الشرقية،
ولما جاء أوباما بدأ التفكير في نصبها في تركيا باسم حلف الأطلسي وتركيا جزء من
الحلف. وهذا الرادار يتيح مراقبة الاتجاه الجنوبي الشرقي لمسافة آلاف الكيلومترات،
وقد أعلنت تركيا في 1/9/2012م موافقتها على نصب رادار للإنذار المبكر في أراضيها،
في إطار «الدرع» الصاروخية التي ينوي حلف شمال الأطلسي نشرها في أوروبا.
وأصدرت وزارة الخارجية التركية قبل ذلك بساعات بياناً قالت فيه: «من
المقرر أن يُنشر في بلادنا نظام رادار للإنذار المبكر، خصصته الولايات المتحدة
للحلف الأطلسي. واستضافة تركيا هذا العنصر، ستشكّل مساهمة بلادنا في النظام
الدفاعي الذي يُطوّر في إطار المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف الأطلسي، ويعزّز
القدرة الدفاعية للحلف ونظامنا الدفاعي الوطني».
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية
أن موقع الرادار يوجد في مدينة «ملاتيا»، التي تبعد حوالى 400 ميل، أي نحو 650
كيلومترًا من جنوب شرق العاصمة أنقرة.. مشيراً إلى أنه تتم إدارته بوساطة عسكريين
من الجيشين التركي والأميركي.
وتعد تركيا واحدة من خمس دول أوروبية أبدت موافقتها على استضافة مراكز
تابعة للمنظومة الصاروخية التي جرى تصميمها في الولايات المتحدة، حيث رحّب كل من
البرتغال وبولندا ورمانيا وإسبانيا بإقامة أجزاء من تلك المنظومة على أراضيها.
وتقوم الرادارات في تركيا برصد الصواريخ المعادية، فيما تعترضها
صواريخ في رومانيا وبولندا، بينما يقع مركز العمليات في ألمانيا، علماً بأنه توجد
أربعة صواريخ اعتراض باليستية في مدينة روتا الإسبانية.
وفي تبرير لموافقة تركيا على نشر الرادار قال غول في لقاء تلفزيوني
بعد الموافقة التركية إلى أن "حلف شمال الأطلسي (ناتو) تبنى هذا النظام
الدفاعي وقرر نشره في عدد من دول الاعضاء وأن تركيا قبلت، باعتبارها عضوا في
الحلف، نشر الرادار التابع للنظام على أراضيها عملاً بالتزاماتها المقررة في ميثاق
الحلف"، وأضاف غول أن "المنظومة الرادارية التي نشرت بشرقي البلاد قبل
أشهر عدة جاءت كإجراء في نطاق المهام الدفاعية لحلف الناتو ضد أخطار الصواريخ
الباليستية التي قد تهدد دول الحلف.".
غير أن موافقة تركيا أوقعتها في مواجهة مع روسيا، ولذلك فإن بوتين في
خطابه بعد موافقة تركيا قال: "إن روسيا سوف تتسلح بقوة حتى النهاية لكي تواجه
تهديدات الغرب، ولاسيَّما درعها الصاروخية الذي نشرته شرقاً في أوروبا وجنوباً في
تركيا».
رابعاً: وهكذا تأزمت الأمور بين
روسيا وتركيا، وتوالت تصريحات المسؤولين الروس تجاه
موافقة تركيا:
- بعد إعلان تركيا الموافقة على الرادارات في 1/9/2011م قال نيكولاي
سافكين تعقيباً على نصب الرادارات في تركيا، وهو باحث في «مركز التقويم والبحوث
الاستراتيجية» الذي يتخذ موسكو مقراً، قال: «إن المشروع الجديد لنشر الدرع، بما في
ذلك نصب رادار في تركيا، يغطي كلياً جنوب روسيا، خصوصاً البحر الأسود والقوقاز حيث
(تنتشر) قواعد عسكرية روسية كثيرة، ستصبح تحت سيطرة الأطلسي.
- وفي 10/10/2011م (المصدر الجزيرة عن الألمانية)
"من جانبه، جدد وزير الخارجية سيرجي لافروف موقف حكومته المعارض
لنشر تلك المنظومة، قائلاً إن موسكو ستتخذ رد فعل انتقامياً سريعاً في حال أنشئت
بالفعل، وقال إن الدولة الوحيدة التي تستهدفها خطة الناتو ويمكن أن تؤثر على
أسلحتها هي روسيا. وأضاف في مقابلة مع مجلة بروفيل النمساوية: لقد قيل لنا إن
المنظومة غير موجهة ضدنا، لكنها (دول الناتو) ترفض التعهد بالتزام رسمي بالمعاهدة.
يمكننا أن ننتقم دون أن نبذل جهداً كبيراً أو نواجه تكاليف باهظة".
- وفي 23/11/2011م ( المصدر يورو نيوز)
قال الرئيس الروسي ديميتري ميدفييديف: "في حال استمر الوضع في
التطور بما يتعارض مع مصلحة روسيا، نحتفظ بحق وقف الاستمرار في تنفيذ قرارات الحد
من التسلح، وأضاف مهدداً بإقامة صواريخ هجومية متطورة في غرب روسيا وجنوبها قادرة،
على حد قوله، على تدمير المنشآت الدفاعية الأميركية في أوروبا المضادة
للصواريخ".
- وفي 29/11/2011م (المصدر بي بي سي)
قامت روسيا بتفعيل نظام رادار للإنذار المبكر من هجوم صاروخي على
حدودها الغربية رداً على خطط الولايات المتحدة لإقامة درع صاروخية في أوروبا.
وأصدر الرئيس ديميتري مدفيديف تعليمات بتفعيل النظام أثناء زيارة قام
بها إلى وحدة الرادار في كالينينغراد على حدود الاتحاد الأوروبي، والوحدة المذكورة
مجهزة بوحدة رادار من طراز Voronezh-M.
وحذر مدفيديف من أن روسيا قد تنصب صواريخ بقرب حدود الاتحاد الأوروبي إذا
مضت الولايات المتحدة قدماً في نصب الدرع الصاروخي.
ونسبت وكالة إنترفاكس الروسية إلى مدفيديف قوله "إذا تجاهلوا
خطوتنا هذه فسننصب وسائل دفاع أخرى من بينها اتخاذ إجراءات مضادة صارمة ونشر قوة
ضاربة".
وتحدث مدفيديف عن نشر صواريخ "إسكندر" وهي النسخة المطورة عن
صاروخ "سكود أرض-أرض" المتنقل.
- ونقلت «روسيا اليوم» عن الرئيس ديميتري مدفيديف في 29 نوفمبر/تشرين
الثاني عام 2011م قد ضغط على زر تشغيل رادار منظومة «الإنذار المبكر من الهجمات
الصاروخية». وأعلن حينها رسمياً أن الرادار غير موجّه ضد الغرب، ولكنه يدخل في
منظومة الإجراءات المماثلة رداً على نشر منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا.
- وفي 7/12/2011م (المصدر الجزيرة نقلاً عن وكالات)
قال رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الأربعاء 7/12/2012م إن خطط
بناء درع صاروخية أوروبية لا تترك لبلاده أي خيار آخر سوى تعزيز دفاعاتها، مؤكداً
أن موسكو لا تريد سباقاً للتسلح النووي.
وذكر نيكولاي ماكاروف أن فكرة إقامة درع صاروخية في أوروبا يمكن أن
تفاقم -وبشكل خطير وسريع- علاقات روسيا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
من جانبه اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف 7/12/2011م في
فيلنيوس عاصمة ليتوانيا حصول موسكو على ضمانات مكتوبة من قبل الناتو، تؤكد أن
الدرع الصاروخية في أوروبا لا تشكل تهديداً لروسيا.
يأتي ذلك في ما يسعى وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي
في اجتماع في اجتماع 7، 8/12/2012م ببروكسل إلى "تهدئة الأمور" مع
روسيا.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن أعضاء الأطلسي سيؤكدون مجدداً أن مشروع
الدفاعات المضادة للصواريخ سيتواصل، وأنه ليس موجهاً ضد روسيا.
وفي سياق متصل يبدأ الرئيس الروسي ديميتري مدفيدف مساء 7/12/2011م
زيارة لبراغ تدوم يوماً واحداً ستتناول خصوصاً موقف موسكو من الدرع الأطلسية
المضادة للصواريخ في أوروبا.
وكانت روسيا بدأت نشر منظوماتها الجديدة للأسلحة في إقليم كالينغراد
غرب البلاد سعياً منها إلى إبقاء الردع النووي بين الجانبين متوازناً فور تشغيل
الدرع الصاروخية للناتو.
- وفي 8/12/2011م (المصدر وكالة إيتار تاس – الناشر روسيا اليوم)
أعلن سيرغي لافروف في أعقاب اجتماع مجلس روسيا – الناتو الخميس
8/12/2011م أن روسيا لا يمكن أن تسمح بأن تغطي منظومة الدرع الصاروخية الأميركية
جزءًا من أراضيها، علماً أن راداراً جديداً سيتم نشره في تركيا في إطار الدرع
الصاروخية سيراقب قسماً كبيراً من روسيا. وأضاف: إن روسيا تعتزم ضمان أمنها
اعتماداً على قدراتها الخاصة.
خامساً: ولكن هذا التأزم بين
روسيا وتركيا، على أثر موافقة تركيا على نصب الرادارات،
قد خف في أواخر العام الماضي، وبخاصة عندما وافقت تركيا على مشروع ساوث ستريم في
28/12/2011م حيث توالت التصريحات المخففة تجاه الرادارات والدرع الصاروخي:
- في مطلع شهر شباط 2012م أعلنت لجنة الأمن الأوروبية الأطلسية
اقتراحاً، كما نقلته الجزيرة عن رويترز، أكد فيه أنه ينبغي على الولايات المتحدة
ودول الناتو وروسيا التعاون فيما يتعلق بقضية القطب الشمالي وقضايا الطاقة والنزاعات
الإقليمية إلى جانب الدفاع الصاروخي.
وينص الاقتراح الجديد الذي توصلت إليه لجنة الأمن الأوروبية الأطلسية
على أن الولايات المتحدة والناتو وروسيا قد تتبادل البيانات من الرادارات والأقمار
الصناعية بشأن الهجمات الصاروخية، وبالتالي يزود كل جانب الآخر بصورة أكثر
اكتمالاً حول أي هجوم، على أن يبقى كل طرف مسؤولاً عن إسقاط أي صواريخ تهدده،
ويكون صاحب السيادة والقيادة والسيطرة على صواريخه الاعتراضية.
- في 29/2/2012م (المصدر روسيا اليوم نقلاً عن وكالة «إيتار تاس»
الروسية للأنباء)
«ومن جهة أخرى أشار ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إلى أنه لا
يمكن القول إن العلاقات مع الناتو سيئة وقال: «نتهيأ الآن لإجراء مناورات الدرع
الصاروخية في مسرح العمليات الحربية». وأضاف قائلا: «آمل بأن نتلقى قريباً أخباراً
جيدة في هذا المسار». ومضى قائلاً: إن قراراً بمشاركة روسيا في قمة الناتو المزمع
عقدها في شهر مايو/أيار في شيكاغو تتم دراسته»
- في 7/3/2012م (المصدر روسيا اليوم)
قال أناتولي سيرديوكوف وزير الدفاع الروسي، إن وزارة الدفاع ستنظم
مؤتمراً دولياً حول منظومة الدرع الصاروخية في بداية شهر مايو/أيار بموسكو، وسوف
تدعو كافة الدول ذات العلاقة لحضوره. جاء ذلك عقب انتهاء لقائه نظيره الأوكراني
دميتري سولوماتين يوم 7 مارس/آذار بموسكو.
وحسب قوله، فقد دعي إلى المؤتمر ممثلين عن «كافة الدول المعنية»
وأيضاً خبراء في هذا المجال من مختلف المنظمات غير الحكومية.
وحسب معطيات وزارة الدفاع الروسية، سيعقد المؤتمر خلال الفترة ما بين
3 – 4 من شهر مايو/اأيار من السنة الجارية. وسيكون عنوان المؤتمر «عامل الدرع
الصاروخية وتكوين فضاء أمني جديد».
- في 10/3/2012م (المصدر الجزيرة عن وكالات)
"وقال بيان البيت الأبيض إن الرئيس أوباما والرئيس المنتخب بوتين
اتفقا -خلال اتصال هاتفي- على ضرورة العمل لإعادة الضبط الناجح للعلاقات خلال
السنوات المقبلة.
وأضاف البيان أن الزعيمين اتفقا على مواصلة المناقشات في مجالات توجد
فيها خلافات بين بلديهما، ومن بينها الدرع الصاروخي».
ومن جهته، قال أحد مساعدي بوتين لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي إن
أوباما أبلغ بوتين باستعداده للعمل بشكل وثيق معه.
سادساً: وهكذا فإن لهجة روسيا قد
خفّت بالنسبة لمهاجمة نصب الرادارات في تركيا، بل
حتى إن لهجتها خفّت عن المواجهة الساخنة للدرع الصاروخي، وأصبحت الأنظار متجهة إلى
مباحثات بين روسيا والحلف لحل هذه المسألة حلاً هادئاً بالمباحثات والمؤاتمرات، بل
وبالاشتراك معاً في بعض المناورات.
وعليه فإن الراجح أن موافقة تركيا على مشروع ساوث ستريم، هو شبه صفقة
مع روسيا لعدم معارضة روسيا على نصب الرادارات ضمن الدرع الصاروخي الذي يقوم
بإنشائه حلف الأطلسي.
سابعاً: ومن الجدير ذكره أن
التبريرات التي تبديها الحكومة التركية لنصب الرادارات
لا تقوم بها حجة، فلو كانت الرادارات بإشراف وقيادة الجيش التركي، وأن لا علاقة
لحلف الأطلسي، أو بالأحرى أميركا بها، لكان هذا أمراً مستقيماً، فإعداد العدة لحفظ
أمن بلاد المسلمين والدفاع عنهم أمر مطلوب في الإسلام. { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }، ولكن الأمر ليس كذلك، فالمشروع في الأساس فكرة
أميركية ثم غلفتها بغلاف الحلف الأطلسي لإيجاد مبرر شكلي لتركيا للموافقة على
اعتبار أنها عضو في الحلف، والمقصود من هذا المشروع هو حماية أمن الكفار
المستعمرين في أوروبا وأميركا، وأتباعهما...
وما يؤكد أن نصب الرادارات لمصلحة أميركا في الدرجة الأولى هو ما صرح
به قائد القوات الأميركية في أوروبا وقائد الجيش السابع مارك هيرتلينغ، حيث أعلن
في 27/2/2012م ، في أول تصريح حول هذا الموضوع، أن جنوداً وخبراء عسكريين أميركيين
قد تمركزوا في محطة الرادارات في ملاطية، وقال من بودغوريكا عاصمة الجبل الأسود،
إن »عسكرنا قد تمركزوا في محطة الرادارات الموجودة في جنوب تركيا"، مضيفاً
"إننا نتحدث فقط عن الوحدات المرتبطة بالأرض، لكن التنسيق قائم مع القوات
الجوية والبحرية الأميركية، ونحن نتقدم على هذا الصعيد وفقاً لما هو مخطط له».
فواضح منه أن السيادة الفعلية في محطة الرادارات هي للقوات الجوية
والبحرية الأميركية، وهذا يجعل سلطاناً للكفار المستعمرين على بلاد المسلمين،
والله سبحانه يقول: ) وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (، أي أن اشتراك تركيا مع الحلف ليس الند بالند، بل واقعه هو واقع
التابع مع المتبوع... ولكن حتى لو كان اشتراكاً فعلياً فإنه لا يجوز في الإسلام،
لأن الاستعانة بالكفار حرام وإثم كبير، يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم - فيما
أخرجه أبو داود عن عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ»، وكذلك ما أخرجه
النسائي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ». (4)
http://www.al-waie.org/issues/303-304/article.php?id=1133_0_86_0_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق